قيود الحكومة الصينية تربك سوق العملات المشفرة وتكبدها تريليون دولارخسائر

المشفرة
في ثالث خطوة احترازية لسد كل الثغرات، أربكت الصين سوق العملات الرقمية المشفرة، وتسببت في عمليات بيع واسعة في أسواق عملة بيتكوين، ما كبد هذه السوق خسائر قدرت بحوالي تريليون دولار، لكن مع ذلك فإن كبار اللاعبين في قطاع التجزئة والعاملين في تعدين العملة، بل وحتى وشركات التمويل في مجال العملات المشفرة اعتبرت أن إجراءات الحكومة الصينية قرقعة بلا طحن.
وكانت بكين قد قررت الثلاثاء الماضي تشديد الحظر على البنوك وشركات الدفع التي تقدم خدمات مرتبطة بالعملات المشفرة. نتج عن ذلك زيادة في عمليات بيع هذه العملات، وبالتالي خسارة قدرها نحو تريليون دولار من القيمة السوقية للعملات المشفرة.
نمر من ورق
لكن يبدو أن الوحش الصيني المنطلق من عقاله لم يخف أحدا، وتبين أن الشلل والخوف الذي كان من المتوقع أن يصيب أسواق العملات المشفرة وعمليات التعدين ليس له أي أساس من الصحة. فوفقا لما نشرته منصة ياهو لا زال بإمكان الصينين شراء العملات المشفرة سواء البيتكوين أو غيرها من العملات المشفرة، ولا زال تداولها في بورصات التشفير في الخارج مستمرا، كما أن عمليات التعدين ذات العوائد القيمة لا زالت تجري على قدم وساق، وعمليات الدفع لشراء تلك العملات باليوان الصيني عبر البنوك ومنصات الدفع الشائعة عبر الإنترنت مستمرة بلا توقف.
التقلب المخيف

من جانبه قال بوبي لي مؤسس ورئيس مجلس إدارة الشركة المالكة لتطبيق Ballet الذي يعمل كمحفظة للعلات المشفرة أن هذا الإعلان من قبل الصين محاولة من المشرعين لحماية المستثمرين في قطاع التجزئة من التقلب المخيف في سعر العملة، وإن كان من الصعب على البنوك تحديد المعاملات المتعلقة بالعملات المشفرة. ذكر لي أيضا أنه بالنظر إلى النشاط المصرفي في الصين يتضح أن ملايين بل بلايين المعاملات تحدث يوميا وأن عدد خدمات التشفير يكاد يكون غير معروف وسط كل هذا القدر من المعاملات.
وفي نفس سياق التخوف من التقلبات الكبيرة في سعر العملات المشفرة، كان إيلون ماسك رئيس شركة تسلا قد أظهر نفس التخوف منذ عدة أيام عندما تراجع عن قبول شركته عملة البيتكوين مقابل شراء السيارات  رغم أنه كان قد رحب بهذا الأمر منذ عدة أشهر.
ليس الأول
والملفت للنظر أن هذا الحظر الذي فرضته الصين على الخدمات المالية وخدمات الدفع المتعلقة بالتشفير ليس الأول من نوعه بل سبقته إجراءات مماثلة في عام 2013 وأيضا في عام 2017. وعلى الرغم من أن الحظر الأخير وسع نطاق الخدمات المحظورة، إلا أنه سلط الضوء على كثرة عدد الثغرات المطلوب سدها.
الشراء الخفي
وعن استمرار عمليات شراء العملات المشفرة، يذكر أحد المتخصصين في بيع العملات المشفرة لصالح عدد كبير ممن يقومون بعمليات التعدين: إذا كان لديك بيتكوين أو إيثريوم وأردت أن أشتري منك بعضها، يمكنني أن أرسل إليك المال من خلال البنوك، كل ما هنالك هو أن نتجنب ذكر البيتكوين أو الإيثريوم. مع ذلك لم ينفي الرجل أن البنوك لديها أقسام لإدارة المخاطر، وإذا لاحظت أن حجم المعاملات كبير جدا قد يتم القبض على المتعاملين.
فواتير الكهرباء
الغريب أن اللاعبين الرئيسين في صناعة تعدين العملات المشفرة في الصين لم ينزعجوا من القرارات الأخيرة، وذلك بسبب الصعوبة التي ستواجهها الجهات الرسمية في تحديد المعاملات التي تتم بالعملات المشفرة. أما من يقومون بالتعدين من داخل الصين فيواجهون بعض الصعوبات على عكس المستثمرين، إذ أنهم في حاجة لاستبدال اليوان الصيني بهذه العملات المشفرة وذلك لدفع فواتير الكهرباء المرتفعة التي تحتاج إليها عمليات التعدين. إذ أن تشغيل عدد كبير من الحاسبات في هذه العمليات يتسبب في رفع استهلاك الكهرباء بدرجة ملحوظة، حتى إن الجهات التي قامت برصد هذا الاستهلاك كشفت عن أن عمليات تعدين بعض العملات المشفرة كعملة بيتكوين سنويا يستهلك قدرا من الكهرباء أكبر من ذلك الذي تستهلكه دولة كالأرجنتين.
الأعلى تعدينا
جدير بالذكر أن عمليات التعدين في الصين منتشرة بدرجة كبيرة، حتى إنها مسئولة عن حوالي 70% من عمليات توليد العملات المشفرة في العالم، وإن كانت بعض التقديرات تشير إلى تراجع هذه النسبة في السنوات الأخيرة.