أكبر شركات تايوان تتوقع استمرار أزمة نقص أشباه الموصلات حتي 2023

اشباه الموصلات
توقعت شركة تايوان لتصنيع اشباه الموصلات ” تي إس إم سي”، أكبر شركات انتاج اشباه الموصلات في العالم، أن تستمر أزمة النقص في أشباه الموصلات بالأسواق العالمية حتي عام 2023، وهي الأزمة التي نشأت منذ مطلع العام، وأثرت سلبيا بصورة كبيرة علي صناعة الشرائح الالكترونية، وفي مقدمتها بطاقات معالجة الرسوميات، ووحدات المعالجة الرئيسية، ووحدات الذاكرة، لكنها ظهرت في أكثر صورها حدة، في الشرائح المستخدمة في صناعة السيارات، والتي أدت إلي إيقاف خطوط الإنتاج في العديد من مصانع السيارات الكبرى، علي رأسها فورد وجنرال موتور  في أمريكا، وفولكس فاجن في ألمانيا.
جاءت هذه التوقعات المتشائمة بشأن الأزمة من قبل تي إس إم سي، بعد توقعات مماثلة أطلقتها قبل أيام شركة إنفيديا ، إحدى اكبر الشركات المصنعة لبطاقات ومعالجات الرسوميات والشرائح الالكترونية، وأعربت فيها عن توقعها بان أزمة النقص في المعروض من اشباه الموصلات بالأسواق الدولية، قد تظل قائمة حتي نهاية 2021، لتضع قيودا مستمرة على  تصنيع الرقائق الالكترونية باختلاف أنواعها، مما سيعطل وصول بعض المعالجات والرقائق الالكترونية الأخرى، ويؤخرها عن موعدها، ويحد من توافر المخزون.
وكانت الأزمة قد أثرت في البداية علي سوق بطاقات معالجة الرسوميات، واحدثت بها حالة من انفلات الأسعار، جعلت أسعار بعض بطاقات معالجة الرسوميات من مختلف الأنواع والعلامات التجارية، تشهد ارتفاعات متوالية بالعديد من الأسواق العالمية حاليا، تصل إلي درجة تغير السعر من يوم لآخر، فيما يشبه حالة خروج تام عن السيطرة، حيث تضاعفت الأسعار في بعض الطرازات، لما يعادل ثلاث أضعاف مقارنة بمستواها الطبيعي المعلن نهاية ديسمبر.
ونقل تقرير لصحيفة الفايننشال تايمز  عن الشركة اعتزامها إنفاق 100 مليار دولار، لتعزيز خطوط الإنتاج، والمساهمة في حل النقص في أشباه الموصلات في صناعة السيارات إلى حد كبير في الربع المقبل من العام، وقال سي سي وي الرئيس التنفيذي للشركة أنه  على الرغم من توقع حل النقص في الرقائق في صناعة السيارات ، فإن الاستثمار المخطط له بقيمة 100 مليار دولار قد يعني أن إمدادات أشباه الموصلات ككل تظل مقيدة حتى عام 2023 ، لأن بناء مصنع متوافق مع البيئة ـ أخضرـ لن ينتهي ويدخل الخدمة قبل 2023، وأعرب عن أمله في أن تتمكن الشركة من تقديم المزيد من السعة لخدمة العملاء.
وقالت الشركة أن مبيعات أشباه الموصلات الخاصة بالهواتف الذكية شكلت 45٪ من إيرادات الربع الأول ، بينما شكلت الحوسبة عالية الأداء 35٪، والسيارات 4٪ فقط من الإيرادات ، لكنها ارتفعت بنسبة 31٪ على أساس ربع سنو، كما ارتفعت اشباه موصلات إنترنت الأشياء بواقع 9٪.
وكانت العاصفة الثلجية التي ضربت ولاية تكساس الإمريكية، قد تسببت في نقص الطاقة بجميع انحاء الولاية، بما فيها مصانع اشباه الموصلات، كما حدث اضطراب للتصنيع في اليابان، وقلصت سامسونج أيضا إنتاج اشباه الموصلات في مصنعها بمدينة اوستن تكساس، بسبب مشكلات الطاقة الناجمة عن العاصفة الثلجية، وساهم ذلك كله في تعقيد الموقف، وتوسيع ازمة نفص المعروض بالأسواق.
وعلي خط الأزمة، أعلنت شركة انتل عن خطط لإنشاء مصنعين جديدين لأشباه الموصلات في ولاية أريزونا، في إطار خطة جديدة لتصنيع المعالجات والشرائح الالكترونية الدقيقة لصالح شركات أخرى، وهو قرار تتخذه لأول مرة في تاريخها، وعلي هامش هذا القرار، ابرمت الشركة اتفاق للبحث العلمي والتطوير والابتكار مع شركة آي بي إم، وسيكون المصنعان بجانب مصنع تابع لشركة تي اس ام سي في ذات الولاية، كمحاولة لتعزيز المعروض في السوق، وعن خطط انتل وتأثيرها علي شركته، قال إن تي اس إم سي لم تكن تفتقر الي المنافسة طوال تاريخها الذي يزيد علي 30 عاما، ونحن نعرف كيف نتنافس، مؤكدا أن انتل عميل ومنافس في وقت واحد.