مايكروسوفت تطرح أول نسخة من لينكس باسمها لتأمين البنية التحتية السحابية

في مطلع القرن الحالي، وصف ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت خلال 2000 الي 2014، نظام تشغيل لينكس بأنه "سرطان ينهش صناعة البرمجيات، والأمس أعلنت مايكروسوفت أنها قامت ببناء نسختها الخاصة من لينكس، ولم تطلق عليه مايكروسوفت لينكس أو ليندوز، ولكن أسمته "لينكس سي بي إل" أو إصدار لينوكس للأغراض العامة.

مايكروسوفت
أعلنت مايكروسوفت أمس وللمرة الأولى في تاريخها أنها انتجت نسختها أو إصدارتها الخاصة من نظام تشغيل لينكس، ليعمل كحل وصفته بالفعال والمثالي في انجاز العديد من المهام الخاصة بتأمين خدمات الحوسبة المتطورة والبنية التحتية السحابية.
جاءت هذه الخطوة بعد عقود من المواجهات الضارية والعداء المستحكم بين ويندوز ولينكس، بلغت ذروتها خلال فترة وجود بيل جيتس مؤسس الشركة على رأسها كرئيس تنفيذي، ثم خلال السنوات الأولى من وجودة ستيف بالمر خلفيته في المنصب خلال الفترة من 2000 الي 2014، والذي وصف نظام تشغيل لينكس مفتوح المصدر مرارا بأنه “سرطان ينهش صناعة البرمجيات” ويتعين القضاء عليه، لكن نظام تشغيل لينكس الذي اخترعه لينوس تورفالدس خبير البرمجة السويدي وقدمه للعالم كنظام تشغيل مجاني مفتوح المصدر، يناقض ويكافح نظام تشغيل ويندوز المغلق المصدر، صمد لهجمات مايكروسوفت العاتية لأكثر من عقدين، وأثبت وجوده وجودته، حتي لم تجد مايكروسوفت مفرا منه إلا الذهاب إليه والاعتراف به بدريجيا، وراحت تتقبله خطوة وراء الأخرى، حتي طرحت بالأمس نسختها الخاصة من لينكس، على غرار الكثير من الشركات الأخرى التي فعلت الشيء نفسه، ليصبح ما كان محرما وغير معقولا بالأمس، محللا ومقبولا بل ومطلوبا بشدة اليوم.
قدمت مايكروسوفت نسختها من لينكس في هدوء شديد ودون ضجة، حيث قامت بطرحه على مستودع “جيت هب” أكبر مستودع ومنتدي للمطورين والمبرمجين على مستوى العالم، وكل ما فعلته أن قام خوان مانويل راي، كبير مديري برامج مايكروسوفت آزور بكتابة دليل إرشادي لنظام مايكروسوفت لينكس، على أحد مدونات لينكس القديمة والعريقة تدعى مدونة “جوانما“، وورد به أن النظام الجديد يحمل اسم “لينكس سي بي إل ـ مارينر” أو إصدار لينوكس للأغراض العامة، وهو ليس نظام تشغيل للحاسبات المكتبية والمحمولة على غرار ويندوز وماك وكروم وغيرها، ولكنه نظام مخصص لتأمين خدمات الحوسبة المتطورة، ويعمل على الحاسبات الخادمة، لتأمين البنية التحتية السحابية من مايكروسوفت وما تقدمه من منتجات وخدمات سحابية متطورة، ومهمته الرئيسية هو توفير نظام أساسي متسق من لينكس مع هذه الأجهزة والخدمات، تماما كالمهمة التي يقوم بها إصدار لينكس فيدورا مع خدمات شركة ريد هات السحابية، اكبر موفري خدمات الحوسبة السحابية مفتوحة المصدر القائمة على لينكس ومملوكة حاليا لشركة أي بي إم.
وفي رد فعل سريع على هذه الخطوة المذهلة، قال محللون في تقرير نشره موقع زد دي نت أن قرار مايكروسوفت بإنتاج نسخة من لينكس هو انقلاب تاريخي بامتياز، لم يكن احد يتصوره من قبل، فتوزيعة لينكس التي تحمل اسم مايكروسوفت موضوعة في صورة يمكن تنزيلها وتشغيلها، كنظام مفتوح المصدر، وهو شيء مدهش، وربما يكون الأمر التالي أن تتيح مايكروسوفت تشغيل تطبيقات ويندوز على لينكس، أو تقوم بإطلاق إصدار جديد تحت اسم مايكروسوفت لينكس او ليندوز.
تنهي هذه الخطوة وإلى الأبد العداء التاريخي الطويل والمستحكم مع لينوس تورفالدس مخترع لينكس، والذي ظل لعقود في طليعة أعداء مايكروسوفت الالداء وخصومها الأكثر عنادا، ليصبح عدو مايكروسوفت الأساسي هما جوجل وامازون بامتياز.