أعلنت الشركة المالكة لتطبيق “تيك توك” للتواصل الاجتماعي أنها بدأت تنفيذ سياسة اكثر تشددا وصرامة تجاه المحتوى الضار والمخالف للسلامة، حيث قامت بتفعيل تقنية جديدة للفحص والإزالة التلقائية للمحتوى الضار اثناء تحميله، دون إخطار صاحب المحتوى، وتطبيق ذلك على كل المحتوى الذي يتم تحميله على الموقع، وذلك بدلا من عرض المحتوى على مسئولي المراجعة والتحقق من السلامة والتوافق مع سياسات التطبيق في هذا الشأن، سواء في إطار العينات التي يتم استخدامها في التحقق، أو عمليات التحقق التي تتم بناء على البلاغات الواردة بشأن المحتوى من مستخدمين آخرين.
|
جاء ذلك في بيان نشرته الشركة على غرفة الاخبار الخاصة بموقع تيك توك الرسمي تحت عنوان ” تطوير نهجنا تجاه سلامة المستخدم”، وأكدت خلاله أن تيك توك ينتقل بهذه التقنية الجديدة إلي مزيد من الحد من التعرض المحتمل للمحتوى الضار من خلال عمليات الكشف التلقائي والإزالة التلقائية لأى محتوى ينتهك سياسات الموقع عند التحميل، مما يضمن عدم ظهوره لأي شخص على الإطلاق.
اختلاف عن النهج الحالي
شرح مسئولو تيك توك السياسة الجديدة بقولهم إن السياسة الحالية في التعامل مع المحتوى المخالف، تقوم على تمرير جميع مقاطع فيديو تيك توك عبر نظام المسح الآلى الخاص بها، والذي يعمل على تحديد انتهاكات السياسة المحتملة لمزيد من المراجعة من قبل أحد أعضاء فريق السلامة، ثم يقوم عضو فريق السلامة بعد ذلك فإعلام المستخدم إذا ما تم اكتشاف انتهاك، وبناء على ردود الفعل الواردة من المستخدمين، والتحليلات التي يجريها تيك توك فإن هذا النهج يترك مجالا للخطأ والتعرض للمحتوى الضار قبل اكتمال المراجعة، والآن تعمل تيك توك على تحسين هذا الوضع، أو على الأقل ، ضمان عدم وصول المواد التي يحتمل أن تكون مخالفة إلى أي مشاهدين.
|
وأكدت الشركة أنه على الرغم من وجود أسلوب الإزالة الحالي القائم على البلاغات وتحقيقات الأعضاء المسئولين عن السلامة، ظل هناك ما نسبته 5% من المحتوى، يقدم بشأنه التماسات إزالة، وبالنظر الي أن هناك مليارات التحميلات يوميا، فإن العدد المكافئ لهذه النسبة يعتبر كبيرا بالأرقام الأولية، ومخاطر التعرض له كبيرة، وبالتالي كان من المنطقي أن يتجه تيك توك نحو تطبيق الفحص والإزالة التلقائية لتقليل هذا المعدل.
ومضى مسئولو تيك توك إلي القول بأنهم سيبدأون خلال الأسابيع القليلة المقبلة استخدام تقنية الإزالة التلقائية للمحتوى المخالف الذي تم تحديده عند التحميل تلقائيًا ، بالإضافة إلى عمليات الإزالة التي أكدها فريق الأمان، وأدوا أن تقنية الإزالة التلقائية تتمتع بأعلى درجة من الدقة في التعرف على المحتوى الضار، بدءًا من انتهاكات سياسات التطبيق المتعلقة بالسلامة البسيطة، والعُري والأنشطة الجنسية للبالغين، والمحتوى العنيف والرسومات والأنشطة غير القانونية، والسلع الخاضعة للرقابة، وستمنع الإزالة التلقائية كل ذلك، مما قد يساعد في الحد من التعرض الضار في التطبيق.
لا داعي للقلق
توقع مسئولو تيك توك أن البعض من المبدعين قد يقلقون من تطبيق التقنية الجديدة، وبحسب قولهم فإنه لا داعي للقلق، لأن أنظمة الكشف عن المحتوى الضار اثبتت انها ذات دقة عالية، ولن تحدث تداخل بين إزالة الإبداع، وإزالة المحتوى الضار، وتوقعت الشركة أنه ستكون هناك بعض حالات الإزالة الكاذبة أو غير الضرورية، لكن المخاطر والضرر الذي سيتم تجنبه، ستفوق كثيرا الإزعاج المحتمل في هذا الصدد.
وتأمل الشركة في أن يدعم هذا التحديث أيضًا المرونة داخل فريق الأمان لدينا من خلال تقليل حجم مقاطع الفيديو المزعجة التي يشاهدها المشرفون وتمكينهم من قضاء المزيد من الوقت في مجالات سياقية ودقيقة للغاية ، مثل التنمر والمضايقة والمعلومات المضللة والسلوك البغيض.
انتهاكات الحسابات
|
وبالإضافة إلى ذلك ، تطرح تيك توك أيضًا عرضًا جديدًا لانتهاكات الحساب والتقارير، من أجل تحسين الشفافية، ومنع المستخدمين من تجاوز الحدود، وفي النظام الجديد، سيتم عرض الانتهاكات المتراكمة من قبل كل حساب أو مستخدم، ومع تزايد الانتهاكات تصدر تحذيرات متوالية، سوف تظهر أمام المستخدم في مناطق مختلفة من التطبيق، ويتم التعامل معها في البداية على أنها تذكيرات، ثم تتصاعد العقوبات المفروضة على مثل هذه التحذيرات الأولية إلى الحظر الكامل، بناءً على المشكلات المتكررة ، أما بالنسبة للمشكلات الأكثر خطورة، والتي تقع لأول مرة أو بصورة مفاجئة، مثل مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال ، فإن تيك توك ستزيل الحسابات تلقائيًا، أو حظر الحساب تمامًا لمنع الحسابات المستقبلية من الإقدام على مثل هذه التصرفات.
وكشف مسئولو تيك توك عن أن هذه التدابير تراعي أن ثلث قاعدة مستخدمي التطبيق هم من الشباب بالأساس، ممن تبلغ أعمارهم 14 عاما أو أقل، مما يعني أن هناك خطرًا كبيرًا من التعرض للشباب، سواء كمبدعين أو مشاهدين داخل التطبيق، وقد سبق وواجهت تيك توك العديد من التحقيقات والمشكلات في هذا الصدد ببعض البلدان، ووصل الامر إلي حد حظر التطبيق بسبب نوعيات ضارة من المحتوى، مثلما حدث في إيطاليا إثر وفاة فتاة تبلغ من العمر عشر سنوات أثناء محاولتها تكرار بعض مما شاهدته على التطبيق في فيديو انتشر بطريقة فيروسية واسعة النطاق، وتؤكد حالات كهذه على وجه التحديد على الحاجة إلي تنفيذ المزيد من التدابير الأكثر صرامة لحماية المستخدمين من التعرض للمحتوى الضار أو الخطير، وقالت الشركة ان المؤشرات الأولية تدل على فعالية النظام الجديد، حيث لوحظ أن 60% ممن تلقوا تحذيرا من تيك توك بأنهم انتهكوا السياسات العامة للتطبيق، قد لم يرتكبوا انتهاكا ثانيا.