دراسة جديدة: نتائج بحث جوجل غير حيادية وتتلون بحسب المنطقة الجغرافية

جوجل
قالت دراسة حديثة حول مدي حيادية ودقة نتائج البحث التي يظهرها محرك بحث جوجل ـ المهيمن على عمليات البحث داخل الانترنت ـ أن المحرك يغير ويلون النتائج وطبيعتها بحسب المنطقة الجغرافية التي تجري فيها علمية البحث، وكثيرا ما يعكس الاختلافات الثقافية أو التفضيلات الحكومية، بأكثر مما يعرض النتائج بحيادية، ومن الأمثلة البارزة علي ذلك أنه اظهر ميدان تيانانمين في بكين علي أنه منطقة جذب سياحي مشمسة، لو تم البحث من داخل الصين، وموقع لحملة عسكرية قاتلة ضد المتظاهرين لو تم البحث بالكلمة نفسها من خارج الصين.
البحث بكلمة الله يظهر نتائج مختلفة في المنطقة العربية عن أوروبا وآسيا
ظهرت هذه النتائج في سياق دراسة اكاديمية قام بها كل من رودريجو أوشيجامي، طالب دكتوراه في العلوم والتكنولوجيا والمجتمع بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، وكاثرين يي طالبة دكتوراه في علوم الكمبيوتر بجامعة كارنيجي ميلون اللذان قاما أيضا بإنشاء محرك بحث جديد باسم “أطلس البحث” يقارن بين نتائج البحث التي يقدمها جوجل، عند البحث بالكلمات نفسها من مناطق جغرافية مختلفة حول العالم، وتم تم تقديم أطلس البحث في المؤتمر الأكاديمي لتصميم الأنظمة التفاعلية، وهو لا يزال محركا تجريبيا تحت الاختبار، ويمكن مطالعة الورقة البحثية الخاصة بهذه الدراسة من هنا، كما يمكن مشاهدة ملخص للعرض الذي قدمه الباحث حول هذه الدراسة في الفيديو التالي:

 ويتضمن محرك بحث اطلس صفحة واحدة مثل صفحة جوجل، لكن ميزته الرئيسية أنه بدلا من أن يقوم بإرجاع عمود واحد من النتائج ، يعرض الموقع ثلاث قوائم من الروابط ، من إصدارات جغرافية مختلفة من بحث جوجل، حول كلمة البحث الواحدة التي تم استخدامها في البحث، ويقوم بحث اطلس بترجمة البحث تلقائيا إلي اللغات الافتراضية لكل اصدار مترجم باستخدام ترجمة جوجل.
ميدان تيانانمين مكان للنزهة لمن يبحث داخل الصين ومذبحة للطلاب خارجها
عرضت الدراسة الكثير من الأمثلة الدالة علي عدم حيادية نتائج جوجل، ومن هذه الأمثلة أنه عندما استخدموا أداتهم لإجراء بحث عن الصور في “ميدان تيانانمين” داخل بكين، أعادت النسخة البريطانية والسنغافورية من جوجل صورًا للدبابات والجنود وهم يسحقون احتجاجات الطلاب عام 1989، وعندما تم إرسال طلب البحث نفسه إلى نسخة من جوجل تم ضبطها لإجراء عمليات بحث من الصين، أظهرت النتائج صورًا حديثة مشمسة للميدان ، مليئة بالسياح، وليس ما حدث في الميدان بالفعل، وفي مثال آخر، قام الباحثون بتتبع كيف أن البحث عن صور “الله” ينتج عنه صور مسيحية ملتحية في أوروبا والأمريكتين ، وصور لبوذا في بعض البلدان الآسيوية ، ونص عربي لكلمة الله في الخليج العربى وشمال شرق إفريقيا.
إقليم تيجراي مكان للضغوط الغربية داخل اثيوبيا وحرب ضد المدنيين خارجها
وفي مثال ثالث أظهرت تجارب البحث كيف يمكن لجوجل توجيه الأشخاص في البلدان المجاورة إلى معلومات مختلفة تمامًا حول موضوع ساخن، فعندما تم الاستفسار عن الحرب الجارية في منطقة تيجراي الإثيوبية ، أشارت نسخة جوجل الخاصة بإثيوبيا إلى صفحات ومدونات على فيس بوك تنتقد الضغط الدبلوماسي الغربي لتهدئة الصراع ، مما يشير إلى أن الولايات المتحدة وآخرين كانوا يحاولون إضعاف إثيوبيا، اما النتائج الخاصة بكينيا المجاورة ، والنسخة الأمريكية من جوجل ، ظهرت بشكل بارز تغطية إخبارية توضيحية عن حرب ضد المدنيين في كل من بي بي سي ونيويورك تايمز وغيرها.
وحينما تم البحث عن نتائج “كيفية مكافحة تغير المناخ” ، تبين أنه في البلدان الأوروبية مثل ألمانيا ، كانت الكلمات الأكثر شيوعًا في نتائج جوجل تتعلق بإجراءات السياسة مثل الحفاظ على الطاقة والاتفاقيات الدولية ؛ وبالنسبة لجزر مثل موريشيوس والفلبين ، أشارت النتائج إلى ضخامة وفورية خطر تغير المناخ ، أو الأضرار مثل ارتفاع مستوى سطح البحر.
وتعني هذه الأمثلة أن جوجل في كثير من الأحيان يمكن أن يعكس تفضيلات الحكومات، ويعني أيضا أنه يمكن يعكس الأولويات والضغوط الثقافية والمجتمعية في المنطقة، ولا يعكس الحقيقة بحياد. 
 في المقابل قال متحدث باسم جوجل إن الاختلافات في النتائج لم تكن ناجمة عن الرقابة او عدم الحياد، بل لأن محرك البحث يقوم بترجمة النتائج حسب المنطقة واللغة المفضلة، حتي يتمكن المستخدمون من الوصول بسرعة إلى المعلومات الأكثر موثوقية”. يمكن لمستخدمي جوجل ضبط نتائجهم عن طريق تعديل إعدادات الموقع واللغة.