لن تكون السرعة هي العامل المميز في الجيل السادس للمحمول كما كان الحال في الأجيال الخمسة السابقة، لأن الجيل السادس سيتجاوز عامل السرعة، ليصبح جسرا يكسر الحواجز بين العالمين المادى والرقمي في الوقت الحقيقي، ويجعل الأجهزة اللاسلكية، من هواتف وحاسبات وغيرها، أجهزة استشعار، تكتشف وتفهم المحيط من حولها وحولك، وتخلط الواقع الحقيقي مع الافتراضي والمعزز، وهي تحقق التواصل والتفاعل وتنقل المعلومات، وبالتالي سيكون هاتفك قائم في عمله على اكتشاف ما حوله، وليس فقط التواصل مع من هو بعيد عنه، وستكون الشبكة اشبه بشبكة الرادات التي تسمح بمزيد من التفاعل بين الأجهزة.
|
كان هذا ملخص الملامح الأولية للجيل السادس كما عرضها تينج فانج جي، مدير أول الهندسة في شركة كوالكوم، أكبر صانع للشرائح الالكترونية والمعالجات العاملة مع الأجهزة المحمولة، والذي يحوز وحده على اكثر من 800 براءة اختراع في مجال الاتصالات المحمولة، وجاء العرض أمام مجموعة من الباحثين ينتمون لمئات الشركات حول العالم، وتمثل هذه المجموعة هيئة وضع المعايير الخاصة بتقنيات الاتصالات المحمولة، والأجيال المتتالية منها، واجتمعت مؤخرا ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للمحمول، للحدث عن الجيل الخامس المتقدم، التي يتوقع أن تتحول الي مصطلح تجاري خلال الفترة القريبة المقبلة، ويعتبرها الكثيرون مقدمة الجيل السادس للمحمول.
10 أضعاف الجيل الخامس
وكان باحثون من شركة سامسونج قد نشروا في فبراير الماضي ورقة بحثية تحمل رؤية سامسونج للجيل السادس للمحمول، قالوا فيها أنه بحلول العام 2028 سيكون الجيل الخامس الذي يعتبر فتيا جديدا عفيا وهدفا وأمنية للكثيرين الآن، قد دخل مرحلة الشيخوخة، وصار عبئا على مستخدميه، والتشغيل الفعلي للجيل السادس للمحمول قد بدأ، موفرا سرعات تعادل 10 أضعاف سرعة الجيل الخامس، وينقل بيانات تعادل 50 ضعف البيانات المنقولة عبر شبكات الاتصالات الحالية، ويستوعب 8.5 مليار شخص، و500 مليار جهاز، غالبيتها الساحقة من أجهزة انترنت الأشياء، لا هواتف البشر، وسيمثل عام 2028 نهاية رحلة الإعداد والتجهيز والميلاد، التي ستبدأ العام الحالي، مع شروع قطاع الاتصالات الراديوية بالاتحاد الدولي للاتصالات في تحديد الرؤية الفنية والمعايير التقنية اللازمة لبنائه وتشغيله.
الاستشعار المحيطي أولا
|
ووفقا لمعلومات وردت بالمدونة الرسمية لشركة كوالكوم فإنه من المهم أن ننظر إلى الوراء قبل التطلع إلى المستقبل، فقد شهد الانتقال إلى الجيل الرابع للمحمول زيادة كبيرة في السرعة، والآن توفر شبكات الجيل الخامس اتصالاً أكبر للعديد من الأجهزة، فضلاً عن سرعات فائقة، لا سيما في مراكز المدن، اما الجيل السادس فسيجلب سرعات أعلى بلا شك، لكن الميزة الرئيسية هي استخدام هذه الأجهزة اللاسلكية للاستشعار بمحيطك وكذلك لنقل المعلومات.
وهناك بالفعل خواص وقدرات داخل الجيل الخامس تمضي في هذا المسار، حيث يعمل راديو الهاتف مثل جهاز جي بي إس لتحديد موقعك. لكن في الجيل السادس سيكون هاتفك قادرًا على اكتشاف الأجهزة من حولك، ليكون بمثابة جسر بين العالمين المادي والرقمي، ويمكن أن يتجسد ذلك في العروض التوضيحية الرائعة للواقع المعزز، التي تحتوي على قوائم رقمية تظهر على شاشة نظارتك عندما تنظر إلى مطعم.
في هذا السياق قال جي إن ابل تستخدم بالفعل تقنية بلوتوث المدمجة في شبكة أجهزتها بتتبع الكائنات باستخدام تقنية اير تاج الخاصة بها، لكن الجيل السادس سيكون اشبه بالرادار، مما يسمح بمزيد من التفاعل بين عدد كبير جدا من الأجهزة المغطاة بنطاق الرادار، وقال : سيمكنك في الواقع الشعور بالبيئة، لذا يجب أن تكون أكثر قوة.
الانتقال لنطاقات التيرا هيرتز
|