تابلت “ميتا باد برو 12.6”: رهان هواوي على خلع نظام اندرويد واستقبال هارموني

هواوي
خلال مسيرة الحاسبات اللوحية الطويلة الممتدة لأكثر من عقدين، لم يظهر طراز معلنا عن نفسه كبداية لتحول جذري من نظام تشغيل اعتاد عليه مستخدمو الشركة المنتجة الي نظام تشغيل جديد تماما، فحاسبات ابل بدأت ولا زالت مع أي أو إس، وبقية حاسبات الشركات الأخرى بدأت ولا تزال مع اندرويد وويندوز، لكن هواوي قررت أن تكون اجهزتها استنثاء من هذه القاعدة، فقد قدمت مطلع الشهر الحالي الحاسب اللوحي “ميتا باد برو 12.6” الذي تراهن به على الخروج ولو بعد حين، من عباءة نظام تشغيل اندرويد، ليعمل بنظام تشغيل هارموني فقط، فهل يكون ميتا باد برو 12.6 بداية كسب الرهان وإثبات إمكانية العيش للأبد بعيدا عن اندرويد وتطبيقاته، ومنافسة أنظمة ابل وتطبيقاتها؟.. الأمر يتطلب إطلاله على الجهاز الجديد.
المواصفات الأساسية
طبقا لورقة المواصفات الرسمية المنشورة على صفحة المنتج بقسم الحاسبات اللوحية بموقع هواوي فإن مقاسات الحاسب 286.5×184.7×6.7 ملليمتر، ووزن 609 جرام، وواجهة زجاجية وإطار من الألمونيوم ودعم للقلم المغناطيسي، وشاشة مصنعة بتقنية أو إل إي دي مقاس 12.6 بوصة، تعمل بدقة 2560× 1600 بكسل بنسبة عرض الي ارتفاع 5.63: 9، وكثافة 240 نقطة في البوصة.
يعمل الجهاز بمعالج طراز كيرين 9000 إي يدعم الجيل الخامس، ومصنع بتقنية 5 نانو متر، ثماني النواة بسرعة 2.543 جيجا هرتز، أما الذاكرة الالكترونية “رامات” فهي بسعة 8 جيجا بايت مع وحدة تخزين 128 جيجا بايت أو 256 جيجا بايت، مع ذاكرة نانو تصل سعتها الي 256 جيجا بايت وتعمل من خلال منفذ مخصص.
ونظام التشغيل هو الإصدار الثاني من نظام “هارموني أو إس” بالكامل، يمكنه تشغيل معظم تطبيقات اندرويد المتاحة، باستثناء تلك التي تعتمد على خدمات جوجل، وهناك الكثير من تطبيقات هواوى الافتراضية لتبدأ بها، بينما يجب أن تغطي آب جاليرى ومتاجر الطرف الثالث الباقي، ووحدة الكاميرات الخلفية تضم كاميرا رئيسية بدقة 13 ميجا بيكسل، وكاميرا عريضة للغاية بدقة 8 ميجا بيكسل، والكاميرا الأمامية بدقة 8 ميجا بيكسل، ويلتقط الجهاز الفيديو بنمط 3 كيه، بمعدل 30 اطار في الدقيقة، والبطارية سعة 10050 مللي أمبير مع شحن سريع قوة 40 واط، وشحن عكسي 5 واط، وشحن لاسلكي 27 واط، وشحن لاسلكي عكسي 10 واط.
التصميم
تصميم بإطار معدني منحني يتحد مع الزوايا الدائرية ويوفر مظهرا انيقا
لا يتضمن تصميم الجهاز أي شيء يكسر ما هو معتاد في تصميمات الحاسبات اللوحية، والشيء الملحوظ في التصميم هو الإطار المعدني المنحني، الذي يتحد مع الزوايا الدائرية، مما يجعله مظهرًا أنيقًا بشكل رائع، وواجهته الأمامية مسطحة مغطاة بالزجاج، واللوحة الخلفية إما زجاجية أو بلاستيكية، ووله لمسة نهائية غير لامعة، ويفور قبضة كافية للشعور بالأمان بين يديك، والجهاز لا يوفر حماية بيومترية، أي لا يوجد به ماسح أصابع ولا نظام حماية بالتعرف على الوجوه، ولا يتوافق مع معايير الحماية من الماء والغبار والصدمات، ويعتمد معايير أمان أقل تعتمد على الرقم التعريفي، والحواف تبدو مثيرة للاهتمام، وتضم ثمانية مكبرات صوت مخفية خلف اربع شبكات، منها سماعة كبيرة للنغمات المنخفضة والمتوسطة وواحدة اصغر للأصوات العالية.
وهناك نوعان من الملحقات يمكنك شراؤهما للعمل مع الجهاز، الأول قلم رصاص يشبه قلم اس بن الخاص بجهاز جالكسي تاب اس 7، وهو قابل أعادة الشحن ويمكن توصيله مغناطيسيا، والملحق الثاني هو لوحة المفاتيح المغناطيسية الذكية التي تحاكي الجلد من الخارج، ومفاتيحها بلاستيكية ولديها حركة كافية وردود فعل لمسية ممتازة، فضلا عن كونها رقيقة وخفيفة.
نظام التشغيل والبرمجيات
يعتبر نظام التشغيل هو نقطة التحول الكبرى ليس في الجهاز فحسب، ولكن في مسيرة هواوي بأكملها، فهو يعمل بالإصدار الثاني لنظام تشغيل هارموني، الذى حل محل اندرويد كاملا، ويتوقع أن ينتقل من الحاسبات اللوحية لهواوي إلي هواتفها الذكية قريبا، وهو نظام تشغيل تم الكشف عنه لأول مرة عام 2019 اثناء الازمة العنيفة مع الولايات المتحدة، وهو في الأصل قائم على نواة لأجهزة انترنت الأشياء، وأجهزة هواوي الذكية القابلة للارتداء، وقد تقدم بسرعة وحقق مزيدا من النضج بعد بداية كانت مليئة بالفوضى.
تشير الاختبارات التي قام بها محللو موقع ” جي اس ام ارينا” أن النظام لا يزال غامضا الي حد ما، ويحتوي على نواة لينكس، ونظام إي إم يو آي، وخدمات وخواص جديدة وتطورات وخدمات على واجهة المستخدم، وربما يكون به بعض مكونات اندرويد 10، وبالنسبة للخدمات، يعتمد بشكل كبير على خدمات اتش ام اس الخاصة بشركة هواوي وتشمل خدمات تحديد المواقع مع تطبيق بيتال ماب، وخدمة بيتال للبحث، ومساعد سيليا الصوتي.
وبشكل عام يبدو النظام مألوفا لمستخدمي الحاسبات اللوحية، اذ يوجد به شريط في الأسفل، وشاشات رئيسية يمكنك ملؤها بالاختصارات والأدوات، وهناك درج تطبيق اختياري أيضًا. كما تتوفر أيضًا مراكز منفصلة للإعلام والتحكم. تقدم هواوى الكثير من الخدمات الجديدة مثل التعاون عبر أنظمة التشغيل المتعددة، والمعاينات المنبثقة، وتعدد المهام البديهي، لكنه لا يوفر أدوات تعمل على الشاشة دائمًا أو أدوات قفل الشاشة .
أداء جيد جدا وكاميرات تحقق صورا بجودة مقبولة في التصوير الليلي
وصفحة الشاشة الرئيسية الموجودة في أقصى اليسار، وبها مكان المعلومات والترفيه المعتاد، وتحتوي على موجز إخباري مخصص لك، وتقارير الطقس، والاقتراحات الذكية للتطبيقات، ويدعم الجهاز اللوحي التنقل بالإيماءات والاختصارات الافتراضية، ويتم التعامل مع مركز الإشعارات ومركز التحكم بطريقة ابل، حيث يمكنك التمرير من الأعلى لكليهما. تخيل أن هناك شريطًا علويًا غير مرئي مقسم إلى ثلاثة أجزاء، يؤدي التمرير السريع من الجزأين الأولين إلى استدعاء مركز الإشعارات، بينما يؤدي التمرير السريع من الثلث الأخير إلى إسقاط مركز التحكم وإمكانية تبديله السريعة، وفي الوقت نفسه، ينقلك التمرير لأسفل في أي مكان على الشاشة الرئيسية إلى صفحة البحث على مستوى النظام.
الأداء
يعمل الجهاز بمعالج كيرين 9000 إي ثماني النواة، يدعم الجيل الخامس، يحتوي على نواتين مخصصتين لمعالجة الرسوميات، وهو معالج أقل قوة من المستخدم في الحاسب اللوحي طراز ميت 40 برو، لكن هذا لن يحدث فرقًا كبيرًا للمستخدمين النهائيين على أي حال، وفي الاختبارات قدم الجهاز أداء جيد جدا، لكنه لم يرق الي مستوي أداء حاسبات ابل اللوحية من الفئة نفسها، وكذلك حاسبات سامسونج من عائلة جالكسي تاب.
الكاميرا
نظام تشغيل مستقل يستلهم خواص أنظمة ابل ويتحدى اندرويد
يضم الجهاز كاميرا ثلاثية في الخلف، مزودة بفلاش ليد، يمكن استخدامه أيضا كمصباح، وتستخدم الكاميرا الأساسية مستشعر 13 ميجا بكسل مع 1.12 ميكرون بكسل وتدعم التركيز التلقائي، والتصوير في الوضع الليلي، والكاميرا الثانية الفائقة الاتساع تعمل بمستشعر 8 ميجا بكسل، مع 1.4 ميكرون بكسل ولا تدعم الوضع الليلي، والكاميرا الثالثة عبارة عن مستشعر طراز تي أو إف، بدقة 0.1 ميجا بكسل يستخدمه الوضع الرأسي، و تحتوي الكاميرا الأمامية على مستشعر 8 ميجا بكسل مع 1.12 ميكرومتر بكسل وعدسة 26 ملم.
أما تطبيق الكاميرا فيشبه واجهة التطبيق المستخدم مع جهاز هواوي ميت 2 إكس، ويوجد بالجهاز مفتاح مصراع على اليمين، ومفتاح لتمكين وضع الصور الشخصية، واختصار المعرض، ومحدد الوضع، لاختيار وضع فتحة، صورة شخصية، ليلي، صورة، فيديو، والوضع الاحترافي مدعوم في الكاميرا الرئيسية، وهو يوفر حد أقصى يبلغ 1600 ايزو، وأبطأ سرعة للغالق هي 8 ثوانٍ.
في الاختبارات، انتج الجهاز صورا حادة ومفصلة بدرجة كافية، وذات ضوضاء منخفضة بشكل معقول، وتظهر الصور ألوانًا دقيقة، والتباين جيد جدًا أيضًا، وكان النطاق الديناميكي رائعًا دائمًا، لكن كانت هناك بعض المناطق شديدة التعقيد، مثل أوراق الشجر المعقدة وستائر المبنى، والتي لم يتم تقديمها بشكل جيد إما بسبب تقليل الضوضاء الشديد أو نتيجة عدم تكديس الصور بكفاءة.