هواتف اللف والمط والدحرجة .. البداية مع اوبو اكس 2021 والبقية تأتي

تخيل أن في يدك هاتف بمقاس صغير قد يكون في حدود 6.7 بوصة، تمسكه بيد واحدة لتجري مكالمة، او تشاهد صورة، وفجأة تجد نفسك في حاجة إلي أن تقرأ كتابا، أو تتفحص وثيقة، أو تدخل في محادثة مرئية مع أصدقاء أو زملاء في فريق عمل، أو تشغل لعبة أو تطبيقا أو تشاهد خريطة، فتضغط على زر بسيط في جانب الهاتف، فإذا به يتمدد ويتسع، لتتضاعف مساحة شاشته وتصبح مماثلة لشاشة حاسب لوحى من المقاس الكبير الذي يتخطى العشر بوصات، ثم تنتهي من المهمة، فتعاود الضغط على الزر نفسه، فيبدأ الهاتف في “لم نفسه” وطي نفسه على نفسه، وينكمش حتي يعود إلى مقاساته الأولى الصغيرة، وكل ذلك بنعومة وسرعة، وسلاسة، ودون إزعاج أو إيقاف لتطبيق يعمل، أو مكالمة جارية أو غيرها.. تلك هي فئة من هواتف المستقبل، القائمة على اللف والمط والدحرجة والانكماش، التي ظهر أول نماذجها التجريبية مؤخرا، ولا يزال امامها مشوار طويل حتي تصبح منتجا تجاريا بين يديك.

أول هاتف قابل للتوسيع والتضييق بالمط والانكماش بنعومة وسلاسة

النموذج التجريبي الأول من هذه الفئة، يحمل اسم “إكس 2021” وانتجته شركة أوبو، ويمثل بداية بالنسبة للشركة، إلي جانب مشروعات مماثلة تتم في شركات مثل تي سي إل وموتورولا وغيرها، وقد عرضت أوبو مؤخرا نماذج أولية اختبارية منه على عدد محدود من المحللين والخبراء، وخصصت له صفحة خاصة على موقعها، نشرت بها تفاصيل وافية عنه، وعن التصور الذي يقوم عليه، هندسيا وبرمجيا وحوسبيا، وكذلك من حيث خبرة الاستخدام والتشغيل.
المفهوم
بحسب ما أوضحته أوبو فإن المفهوم الذي يقوم عليه هاتف أوبو إكس 2021 يختلف تماما عن المفهوم الذي تقوم عليه جميع الهواتف القابلة للطي التي ظهرت خلال العامين الأخيرين، فهذه الهواتف تقوم على فكرة الشاشة الثابتة المقسومة قسمين، احدهما يطوى على الآخر، عبر منطقة مفاصل مرنة، تجعل الشاشة تبدو عند طيها كشاشة واحدة، كما تبدو عند فردها كشاشة واحدة أيضا.

الشاشة تلف نفسها حول نفسها لتصبح اصغر وتتمدد لتصبح بمساحة اكبر

أما المفهوم الذي يعمل به الهاتف القابل للف والمط، فهو أن الشاشة كلها قسم واحد كبير، يلتف حول نفسه كما يتلف شريط الورق أو البلاستيك حول نفسه فوق أسطوانة او محور ما، وفي حالة هذا الهاتف يتم انتاج شاشة مرنة كبيرة، جزء منها يتم لفه حول محور موضوع داخل الهاتف ولا يري، وجزء آخر من الشاشة يكون ظاهرا ويستخدم في الوضع الاعتيادي للهاتف، وعند الحاجة الي تكبير الشاشة، يدور المحور الذي التفت حوله الشاشة، فيقوم بفرد الجزء المطوي منها داخل الهاتف، وجعله يبرز في الخارج، ليوسع مساحة الشاشة التي تعرض عليها التطبيقات والصور وخلافه، وتصبح بمساحة اكبر، ويستمر المحور في الدوران حتي يتم فرد وتوسيع كامل الجزء المطوي بالداخل تماما، وهنا تصل الشاشة الي مساحتها القصوى.
تتم عملية الفرد والمط والتوسيع بضغطة على زر جانبي بالهاتف، وعند الرغبة في تصغير الشاشة، والعودة بالهاتف للمقاس الاعتيادي، يتم الضغط مرة اخري على الزر نفسه، ليدور المحور الداخلي عكسيا، ويقوم بسحب الشاشة ولفها حول المحور مرة اخري، لتضييق وتنكمش شيئا فشيئا، حتي يتم سحب كامل الجزء الملفوف كاملا، وهنا يعود الهاتف إلي وضعه ومقاسه الاعتيادي.
التنفيذ العملي

محركات داخلية مبتكرة تقوم بلف وفرد الشاشة بضغطة ذر اثناء الاستخدام

وفقا للتفاصيل المنشورة والفيديو التوضيحي فإن شركة أوبو أكملت ما يطلق عليه “إثبات صحة المفهوم”، أي قدمت نموذجا أوليا يؤكد صحة المفهوم النظري الذي قام عليه الهاتف، وإمكانية تنفيذه عمليا، فالنموذج الاولي الذي قامت بعرضه وهو الهاتف أبو اكس 2021، وصل لمنتصف الهدف الذي تسعي إليه اوبو، وهو الوصول بمتانة التكوين الأساسي لعملية المط واللف والفرد، والمكون من شاشة مرنة ومحركات داخلية ومحور لف وتدوير، إلي تحمل 100 مرة لف وفرد، أي إخراج الشاشة بكاملها للخارج، ثم سحبها للداخل ولفها على المحور مرة أخري، في حين أن متطلبات التسويق التجاري تفرض أن تصل متانة هذا التكوين إلي تحمل 200 ألف مرة لف وفرد، حتي يمكن للهاتف أن يتحمل في يد المستهلك ما يقدر بحوالي خمس سنوات ونصف من التشغيل، بمتوسط عمليات فرد ولف تصل الي مئة مرة في المتوسط يوميا، وذلك في التشغيل الفعلي، وما يقدر بحوالي 200 مرة في المتوسط يوميا من الناحية النظرية.
المراجعات الأولية
في ضوء المراجعات العديدة التي أجريت على النموذج الاولي للهاتف، ومنها مراجعة محللو موقع ” ذا فيرج “، فإن أبو اكس 2021 بصورته الحالية يتضمن كل ما تتوقع ان يقوم به الهاتف الذي الحالي، ومساحة شاشته المرنة القابلة للف هي 7.4 بوصة، يظهر منها في الوضع الاعتيادي 6.7 بوصة، والباقي يتم لفه حول محور اللف والفرد الداخلي بالهاتف، وبضغطة واحدة على زر جانبي، يبدأ الهاتف في تحريك الشاشة وإخراجها، لتتوسع من مقاس 6.7 الي مقاس 7.4 بوصة، وساعتها يصبح الهاتف بشاشة هي أقرب الي شاشة حاسب لوحي من المقاس الصغير مثل ابل أي باد ميني مقاس 7.9، وهذا التغير قد لا يكون كافيًا لتحويلها إلى قوة إنتاجية، لكنها كافية لجعل مشاهدة الأفلام أو الألعاب أو القراءة أو البحث عن خريطة تجربة أقل ضيقة.
وعلى الرغم من أن مساحة التكبير والتمديد في الهاتف لا تعتبر كبيرة جدا، فهي بفارق 1.3 بوصة فقط، لكنها من الناحية الهندسية والعملية تعني الكثير، فالتصميم القابل للف والدحرجة والفرد يعني أن التجعد الواضح الذي كان يجلس على طول منتصف كل قابل للطي تم إصداره حتى الآن غائب تمامًا عن اكس 2021، حيث لم يظهر بالهاتف سوي تجعدًا طفيفًا على الجانب الأيسر من الشاشة، لكنه بالكاد مرئي، حتى عندما يعرض الهاتف صورة سوداء بشكل أساسي، ويرجع الفضل في الحد الأدنى من التجعيد في أكس 2021 إلى حقيقة أن الشاشة لا تحتاج إلى الانحناء في أي مكان بالقرب من الحدة التي تدور حول حافة الهاتف. تقول شركة اوبو إن نصف قطر انحناء الشاشة يبلغ 6.8 مم، وهو منحنى لطيف نسبيًا. يستخدم اوبو اكس 2021 حاليًا شاشة بلاستيكية، لكن الباب مفتوح أمام الشركة لاستخدام الزجاج القابل للطي في التكرارات المستقبلية، وإن كانت الشركة لم تكشف عن أي خطط ثابتة لاستخدام الزجاج القابل للطي في الطرز المستقبلية.
اوبو اكسمن ناحية أخري فإنه حينما يكون الهاتف في الوضع الاعتيادي عند مقاس 6.7 بوصة، تكون نسبة العرض الي الارتفاع بالهاتف 19.85 : 9 تقريبا بدقة 1175×2592، ومع الوصول للحد الأقصى بمقاس 7.4 بوصة، تتغير نسبة العرض الي الارتفاع لتصبح 4 :3، بدقة 1785×2592، وكون الهاتف يعمل حاليا والشاشة تعرض المحتوي بسلاسة مع تغير نسب العرض للارتفاع، فهذا يعني ان مهندسي اوبو قد استطاعوا مواجهة تحدي كبير والتغلب عليه، فالتصميم القابل للف والدحرجة بلغ الدرجة التي تتيح إمكانية الوصول إلى أحجام شاشة محتملة أكثر بكثير من تلك القابلة للطي، وستظل أحجامها القصوى والدنيا هي نفسها دائمًا، ولكن لا يوجد سبب لعدم توقفها عن التوسع عند علامة 7.2 أو 7 أو 6.8 بوصة. على غرار تلفزيون ال جي القابل للطي، يمكن للهاتف أن يتكيف نظريًا مع نسب عرض إلى ارتفاع مختلفة، بدلاً من ترك أشرطة سوداء قبيحة لك أثناء لعب لعبة أو مشاهدة فيلم بنسبة عرض إلى ارتفاع معينة. لكن لم يكن أي من هذه الوظائف متاحًا في النموذج الأولي الذي استخدمته.
التحديات المقبلة
لا يعني وصول هاتف اوبو إكس 2021 التجريبي أن الطريق بات مفتوحا وسهلا أمام هواتف اللف والطي والدحرجة، فهناك الكثير جدا من العقبات التي ينبغي تذليلها، ومنها ان الجهاز القائم على اللف والفرد والتوسيع والانكماش، ابطأ كثيرا في توسيع وتضييق الشاشة من القابل للطي باليد، فجهاز اوبو الجديد يستغرق من ثانيتين أو ثلاث ثوان ليتمدد أو ينكمش بالكامل، واحيانا يبدو بطيئا بدرجة قد تجعل المستخدم الذي في عجلة من امره لا يستخدم خاصية الفرد واللف، ويستغني عنها، إذا كان يتحقق من خريطة مثلا، وفي هذه النقطة تعترف الشركة بأن محركاتها الكهربائية الداخلية المسئولة عن الفرد واللف لا تزال نقطة ضعف وفشل من حيث السرعة والقوة عند تقييمها في ضوء متطلبات الاستخدام التجاري واسع النطاق، ويتعين حلها قبل الإصدار التجاري للهاتف.
معضلة المحركات الكهربائية
هناك أيضا معضلة اخري، وهي أن المحركات الكهربائية تستنزف بطارية الهاتف بسرعة صاروخية، حتي أنه خلال الاختبارات كان الهاتف في حاجة الي شحن البطارية بعد مرات قليلة من تشغيل محركات اللف والفرد، وحتي الآن لا يزال من غير الواضح تأثير هذه المحركات على عمر بطارية الجهاز النهائي في الاستخدام العادي.
المعضلة الثالثة أمام الهاتف أن نظام تشغيل اندرويد ليس مجهزا تماما للتعامل مع الأجهزة ذات الشاشات متغيرة الحجم على هذا النحو، وفي حالة الهواتف القابلة للطي من سامسونج تطلب الامر من الشركة بناء طبقة جديدة تماما من البرامج أعلى نظام اندرويد لجعل جهازها القابل للطي يعمل.
في هذه النقطة تقول اوبو ان لديها خطط طموحة لجعل هاتف اكس 2021 يعمل مع اندرويد، ويشغل تطبيقات مزودة جنبا الي جنب او عرض نافذتين من التطبيق نفسه للاستفادة من الشاشة الإضافة، وحتي الآن تقتصر معظم هذه الميزات على التطبيقات المدمجة الخاصة بشركة اوبو، ولا تزال تعمل مع مطوري الطرف الثالث لحملهم على تمكين الدعم.
يبقي القول أن النموذج الاولي، لا يحتوي على نظم امام حيوية كبصمات الأصابع والتعرف على الوجه، وليس به كاميرا سيلفي، وخاصية اللف والفرد لا تزال بدائية ولا يمكن التنبؤ بها، لكن بمقياس جهاز قيد التطوير، يمثل اوبو اكس 2021 احد أكثر الأجهزة القابلة للف والفرد تقدما حتي الآن.