ثعبان آلي بحري يفحص خطوط الأنابيب بقاع المحيط ويصلح أعطالها

ثعبان آلي
أصبحت صيانة خطوط أنابيب النفط والغاز الممتدة تحت الماء بقيعان المحيطات، تمثل نشاطا رقميا كاملا تقريبا، من دون وجود مباشر للإنسان الذي حل محله الكثير من البدائل الاصطناعية الروبوتية، أحدثها واشهرها وأكثرها فعالية ما يعرف بالثعبان الآلي البحري، وهو روبوت على شكل ثغبان هائل، طوله ستة أمتار، مكون من أجزاء ميكانيكية ومعبأ بالكامل بالكاميرات والشرائح الالكترونية المدمجة، والمستشعرات المختلفة الأنواع، ويعيش في محطة بحرية تحت الماء على عمق 500 متر، ويخرج في مجموعات، تنطلق سابحة لمسافات تصل الي 20 كيلو متر حول المحطة، ليمسح قاع المحيط بحثا عن خطوط الانابيب، ليفحص حالتها بدقة، ويشخص ما بها من اعطال، ويساهم أو يقوم بإصلاحها.
الأول من نوعه في صناعة النفط البحرية وطوله 6 امتار ويعمل في مجموعات
طورت الروبوت الثعباني شركة تدعي إيليوم، مقرها في تروندهايم بالنرويج، وهي ثمرت بحوث مطولة قامت بها الجامعة النرويجية للعلوم والتقنية، وسيجري الاختبار النهائي على الثعبان البحري الآلي  في قاع البحر في وقت لاحق من هذا العام داخل حقل أسجارد للنفط والغاز، وتتوقع الشركة نشر أول روبوتات ثعبان العام المقبل، وتأمل في أن يصل عددها إلى 50 روبوتًا في المحيطات حول العالم بحلول عام 2027.
نهج مختلف
 وبحسب التفاصيل المنشورة على موقع الشركة، فإن تطوير الثعبان البحري الآلي، تم استنادا لمنظور مختلف عن ما هو شائع في مجال الروبوتات البحرية منذ عدة سنوات، فالشائع أن يتم تنفيذ أعمال الصيانة في العديد من آبار المياه العميقة وأنظمة خطوط الأنابيب بواسطة روبوتات على هيئة مركبات غير مأهولة، تحتاج عادةً إلى نقلها إلى الموقع البحري على متن سفينة كاملة الطاقم، ثم تشغيلها عن بُعد من على ظهر السفينة السطحية، ويمكن أن يكلف ذلك ما يصل إلى 100000 دولار في اليوم.
أما النهج الذي اتبعته الشركة، فيقوم على تمكين الروبوت من أن يصبح مقيمًا تحت سطح البحر ويعيش في محطة لرسو السفن، يمكن تعبئته وشحنه وإطلاقه في أي وقت للقيام بعمليات التفتيش ومهام التدخل، ليعمل بشكل مستقل في المهام المعينة من غرفة التحكم على الشاطئ ، وإرسال الفيديو والبيانات مرة أخرى، وبالتالي تقليل الحاجة إلى السفن السطحية باهظة الثمن.
يعمل بمحطة تحت الماء على عمق 500 متر لستة اشهر متوالية
ولتنفيذ هذا النهج عمليا تم تصميم الثعبان “إيلوم” الآلي، بحيث يبلغ طوله ستة أمتار، ويقبل ان يجهز بأجهزة استشعار وكاميرا في كل طرف، وتخزينه أو الاحتفاظ به في محطة لرسو السفن على أعماق تصل إلى 500 متر (547 ياردة) لمدة ستة أشهر ، دون إعادتها إلى السطح، وأن يكون ذاتي الدفع، قادر على السباحة والغوص لمسافة تصل إلى 20 كيلومترًا (12.4 ميلًا) قبل أن يحتاج إلى العودة إلى محطته لإعادة الشحن، ويمكنه أيضًا تبديل الأجزاء لأداء مهام مختلفة ، بما في ذلك الأدوات اللازمة لتشغيل الصمامات تحت سطح البحر ، وتنظيف الفرش لإزالة النمو البحري والرواسب، ويسمح له تصميمه الذي يشبه الثعبان بالعمل في الأماكن الضيقة وتلويج جسدها للبقاء في مكانه في التيارات القوية، عن طريق الالتحام تحت سطح البحر ، يمكن نشره للعمل مهما كانت الظروف على سطح المحيط، ويمكن التعرف علي مزيد من التفاصيل حول الثعبان البحري في الفيديو التالي:

فوائد اقتصادية وبيئية
يخرج من المحطة ويسبح 20 كيلو مترا قبل الحاجة لإعادة الشحن
كانت شركة النفط النرويجية “إيكوينور”من أوائل المستثمرين في شركة إيليوم، وطبقا لما قاله بال أتيل كبير المهندسين في إيكوينور لشبكة سي إن إن، فإن تطوير الثعبان البحري الآلي، سيقلل من تكاليف الشركة، ويعود عليها بفوائد اقتصادية، لكونه يوفر طريقة أرخص كثيرا في إجراء عمليات الفحص والصيانة والإصلاح تحت الماء، وقال : بدلا من عمل موظفينا في ظروف خطرة في الخارج ، يمكننا وضعهم في غرفة تحكم على الشاطئ، ومن ناحية اخري فإن صناعات النفط والغاز تعد من المساهمين الرئيسيين في مشكلة تغير المناخ ، ويمكن أن يؤدي التنقيب عن المياه العميقة إلى الإضرار بالبيئة البحرية وبالتالي فإن الثعبان البحري الآلي يمكن أن يكون له فوائد بيئية، فالسفن السطحية المستخدمة في الصيانة والإصلاح تحرق الديزل وينبعث منها الكثير من ثاني أكسيد الكربون لكن الروبوتات ، مثل إيلوم ، لا تصدر شيئًا تقريبًا أثناء عملها.
ليس وحده
يذكر أن الثعبان البحري الجديد ليس هو المشروع أو البديل الوحيد في عالم الحياة الرقمية تحت الماء بصناعات النفط والغاز التي تمتلك بنية تحتية ضخمة  بقيعان البحار والمحيطات،  فهو جزء مما يمكن أن يطلق عليه “الثورة الروبوتية تحت الماء”، والتي يتوقع أن تبلغ قيمتها السوقية حوالي 7 مليارات دولار في عام 2025، وفقا لما قاله محللون لشبكة سي ان ان، وتتضمن هذه السوق، الثعابين البحرية والروبوتات على هيئة مركبات، والطائرات بدون طيار المصممة للغوص في الماء ويتم التحكم فيها من البعد، بدلا من طيرانها في الجو، فقد انتجت شركة سيابيم الإيطالية طائرة بدون طيار تحت تحمل اسم “هايدرون آر”، يمكنها الغوص حتي 3 آلاف متر لتشارك في أعمال البناء والصيانة تحت الماء، كما طورت شركة هيوستن ميكاترونكس الأمريكية مركبة تدعي “أكوانتانت” يمكن تشغيلها عن بعد والعمل بشكل مستقل، وطورت شركة ساب السويدية المركبة “سي آي فالكون” التي تقوم بإجراء عمليات التفتيش والفحص في مزارع الأسماك البحرية في تشيلي.