أفضل متصفح يحمى الخصوصية: فايرفوكس الأول يليه بريف وكروم الثالث وايدج الاسوأ

متصفح
من الاعتقادات الشائعة أن المتصفح الذي يحقق أعلي مستويات الأمان، يحقق في الوقت نفسه أعلي مستويات الحفاظ علي الخصوصية واحترام البيانات الشخصية، وواقعيا هذا الاعتقاد غير صحيح، فمتصفح كروم الذي يستخدمه معظم الناس كمتصفح افتراضي، يطمئنون إلي أنه يحقق أعلى مستويات الأمان والتحديث، ليس هو الأفضل في حماية الخصوصية، بل يتقدم عليه متصفح فاير فوكس، لذلك فإن كل من يهمه مسألة الخصوصية وحماية البيانات الشخصية، عليه أن يعيد النظر في المتصفحات القائمة، ليعرف أي من منها هو الأفضل.
يحاول العرض التالي توضيح هذه النقطة استنادا إلي نتائج دراسة قام بها الدكتور لوكاسز أوليجنيك، الباحث والمستشار المستقل في الخصوصية، تناولت أوضاع الخصوصية بمتصفحات الانترنت خلال الفترة من 2009-2011، ونتائج دراسة أخري قام بها باحثون من شركة موزيلا المصنعة لمتصفح فاير فوكس، وكانت محاكاة لدراسة لوكاسز، وجرت علي 52الف من مستخدمي فاير فوكس خلال 2020، ونتائج تحليل حديث قام به محللو شبكة زد دي نت حول ذات النقطة.
وفقا لنتائج هذه الدراسات فإن نتائج أداء المتصفحات الرئيسية السائدة حاليا فيما يخص حماية البيانات الشخصية والخصوصية جاءت كالتالي:
فاير فوكس
عند النظر إلي الخصوصية كقضية مستقلة، ربما يكون فاير فوكس هو أفضل متصفح يحافظ على الخصوصية على الويب وفقا لتصنيف الدكتور اوليجنيك، فهو متصفح يخسر جانب من مستخدميه، ومع ذلك يبدي صرامة أكبر في قضية الخصوصية ولا يساوم عليها، فعلى الرغم من انخفاض عدد المستخدمين النشطين شهريًا، حيث بلغ 220 مليونًا اليوم، بعد أن كان 250 مليونًا قبل عام، فإن مطوري فاير فوكس في سعي دائم لتحسين ميزات منع التتبع، مثل حيث تعمل على تخزين بيانات المتصفح التي يمكن استخدامها لتتبع المستخدمين عبر الويب، والتي تتجاوز مجرد ملفات تعريف الارتباط المخزنة وتستهدف ذاكرات التخزين المؤقت المتعددة. ومن أهم ميزات الخصوصية في فاير فوكس حماية التتبع المحسّنة، حيث استعارت موزيلا أيضًا تقنيات متصفح تور لمنع بصمات المتصفح
وفاير فوكس غني بالخيارات لتخصيص المتصفح للخصوصية، فعن طريق كتابة جملة ” about: preferences #privacy ” في شريط العناوين، تمنع ميزة منع التتبع المحسّن “القياسية” متتبعات الوسائط الاجتماعية وملفات تعريف الارتباط للتتبع عبر المواقع وتحظر التتبع في النوافذ الخاصة ومكتشفات التشفير والبرامج النصية لبصمات الأصابع، وهناك أيضًا وضع “صارم” قد يؤدي إلى كسر بعض المواقع، ولكن هناك طرق لإدراج حماية التتبع المحسّنة في القائمة البيضاء للمواقع الموثوقة . ولأولئك الذين لديهم الوقت، توفر موزيلا طريقة لتخصيص ميزة الخصوصية.
فاير فوكس يخسر المستخدمين ويصر علي الخصوصية
وهناك خيار آخر لمحبي فاير فوكس هو “فاير فوكس Focus”، وهو متصفح يركز على الخصوصية لنظامي التشغيل اندرويد وآي او إس، ويحظر متتبعات الإعلانات ويحتوي على مانع إعلانات مدمج، وقد قال متحدث باسم موزيلا مؤخرا أن الشركة تقوم حاليا بتقييم العديد من مقترحات الإعلانات الخاصة بالحفاظ على الخصوصية، بما في ذلك تلك التي قدمتها جوجل ، ولكن ليس لدينا خطط حالية لتنفيذ أي منها في الوقت الحالي، ونحن لا نؤيد الافتراض بأن الصناعة تحتاج إلى مليارات من نقاط البيانات حول الأشخاص، والتي يتم جمعها ومشاركتها دون فهمهم، لخدمة الإعلانات ذات الصلة.
تلخص دراسة الدكتور اوليجنيك مزايا فايرفوكس في استثماره الكثيف لتعزيز منع التتبع، وأنه لا يعينه كثيرا أن تكون له مصلحة في الربح من الإعلانات عبر الإنترنت، وموثوق به من قبل 220 مليون مستخدم، أما سلبياته فتتمثل في أنه لا يزال يفقد المستخدمين، علي الرغم من الإصلاح الشامل الذي يقوم به.
متصفح بريف
علي الرغم من صغر حصته السوقية التي تناهز 25 مليون مستخدم نشط شهريا، من بين 2 مليار مستخدم للإنترنت، إلا أن متصفح Brave يأتي في المقدمة فيما يخص قضايا الخصوصية، فهو قائم على نواة ” كروميوم” البرمجية، وأهم ميزاته في مجال الخصوصية أنه مصمم بحيث يكون وضعه الافتراضي هو حظر الإعلانات، ومنع التتبع، وحظر تسجيل وجمع أي بيانات تدل علي نشاط المستخدم أو ما يعرف “ببصمة المستخدم”، والأكثر من ذلك ان نموذج العمل الخاص به، يعتمد على إعلانات حماية الخصوصية التي يمكن أن تدفع للناشرين والمستخدمين برموز الانتباه الأساسية المسماه “بات”، وقد قام منذ عدة اشهر بالاستحواذ علي شركة ناشئة تدعي “تيل كات” أو ذيل القطة، كانت تعمل علي تطوير بديل يركز علي الخصوصية، لكل من محرك بحث جوجل ومتصفح كروم.
بريف يعمل بوضع افتراضي يحظر الإعلانات وتتبع بصمة المستخدم
أوضحت الدراسة أيضا ان متصفح بريف أزال الكثير من جود جوجل لتحسين خصوصية المستخدم، كما عارض بشدة مشروع جوجل ” فلوك”، الذي تم البدء بطرحه علي مستخدمي كروم، ورفض أن يتم تمكينه في بريف.
 ويحتوي بريف علي العديد من إعدادات تحسين الخصوصية مع خيارات لحظر متتبعات إعلانات الجهات الخارجية، وتبديل لترقية الاتصالات غير الآمنة إلى بروتوكول اتش تي تي بي إس HTTPS، وحظر ملفات تعريف الارتباط وحظر بصمات الأصابع، يمكن للمستخدمين تعديل هذه الإعدادات في أقسام الحماية والخصوصية والأمان.
يرأس الشركة المسئولة عن بريف خبير البرمجة الشهير براندان إيش، الذي كان المصمم الرئيسي للغة البرمجة جافا سكريبت، التي تعد لغة البرمجة الأكثر انتشارا عالميا الآن، وكان أحد مؤسسي موزيلا وفاير فوكس، وقد صنفت دراسة حديثه اجراها الدكتور دوجلاس جيه ليث الأستاذ بكلية ترينيتي بجامعة دبلن، متصفح بريف باعتباره المتصفح الأكثر خصوصيا متفوقا علي فاير فوكس وجوجل وابل سفاري ومايكروسوفت ايدج المستند الي نواة كروميوم البرمجية.
تم في هذه الدراسة فحص مقدار اتصال المتصفحات بخوادم الواجهة الخلفية لمصنعي المتصفحات، وتبين أن بريف لا يستخدم أي معرفات تسمح بتتبع العناوين الرقمية “أي بي”، بمرور الوقت، ولم يشارك تفاصيل صفحات الويب التي تمت زيارتها مع خوادمه الخلفية، وعلي النقيض من ذلك قام كل من كروم وفاير فوكس وسفاري بوضع علامات علي بيانات القياس عن بعد معرفات مرتبطة بكل متصفح.
ويمكن تلخيص إيجابيات بريف في أنه متصفح يركز علي الخصوصية بشكل افتراضي، ولا يقوم علي الأعمال التجارية التقليدية للإعلان عبر الإنترنت، ولا توجد له سلبيات واضحة.
كروم
إذا كنت مثل معظم الناس، فمن المحتمل أنك تستخدم جوجل كروم كمتصفحك الافتراضي، فهو يوفر أفضل ما يتعلق بالأمان والتحديثات والتصحيحات الأمنية، لكن الخصوصية هي مسألة أخرى، فهو يأتي بعد فاير فوكس وبريف في هذه النقطة، والسبب الرئيس في ذلك أن كروم يعد الأداة الطولى التي ترعي بها جوجل إعلاناتها عبر شبكة الويب، ولذلك فإن كروم من اكثر المتصفحات التي تلتقط وتجمع بيانات المستخدم، أو ما يطلق عليه بصمة المستخدم، التي تعد من أهم جوانب كشف الخصوصية، وقد حاولت جوجل جاهدة تجميل هذا الواقع بصورة أو بأخرى، كان أحدثها تقنية ” التعلم المتحد في مجموعات” أو تقنية “فلوك“، التي تحاول جعل بصمة المستخدم موضوعة ضمن بصمات مجموعة من المستخدمين الذين لديهم اهتمامات مماثلة، وبالتالي يرتفع مستوي الحفاظ علي الخصوصية، لأن الفرد في هذه الحالة سيكون ” مختبئا بين الحشود”، على حد وصف جوجل، مع  الاستمرار في تقديم إعلانات مستهدفة للمعلنين.
كروم يحقق أعلى مستويات الأمان ويتساهل في الخصوصية
يجري الآن تجربة تقنية “فلوك” لكن جوجل سارعت إلي القول بأنها تخطط لحظرها بحلول عام 2022، بعدما أقرت بأنها قد لا تكون متوافقة لقانون حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي ” جي دي بي آر”، وبحسب دراسة اوليجينيك فإن تقنية فلوك لا تحل مشكلة تتبع بصمة المستخدم علي المتصفح، وإزالة ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث لا تؤثر بالفعل على هذه التقنية، كما ان استخدام فلوك يمكن أن يؤدي إلى تسريب سجلات تصفح الويب للمستخدمين، لذلك قد لا يعمل الاحتماء في الحشد في الواقع على النحو المنشود حتى الآن.
مايكروسوفت إيدج
تم تصنيف متصفح مايكروسوفت ايدج في الدراسات السابقة على أنه أسوأ متصفح من حيث حماية الخصوصية، خاصة في دراسة الدكتور ليث، وارجع ذلك الي عدد المرات التي قام فيها المتصفح بإرسال معرفات المستخدمين الي خوادم مايكروسوفت، وكان واضحا ان الحالة أسوأ حتي من جوجل كروم.
وفي تعليقها علي هذه النتائج قالت مايكروسوفت أن البيانات المرسلة عن المستخدمين بيانات تشخيصية يمكن فصلها بسهولة عن معرف الجهاز، وتتضمن معلومات حول مواقع الويب التي تمت زيارتها، ولا تستخدم لتتبع محفوظات استعراض المستخدمين أو العناوين المرتبطة على وجه التحديد بالمستخدم.
من ناحية أخري لم تتخذ مايكروسوفت موقفا واضحا أو محددا حيال تقنية ” فلوك” من جوجل، والتي سيتم تشغيلها أيضا في مايكروسوفت ايدج لكونه مستند الي نواة كروميوم البرمجية التي يقوم عليها كروم، لكنها قالت انها تقوم بتطوير بديل لفلوك خاص بها يسمي “باراكيت” له اهداف مماثلة لفلوك مثل إعادة استهداف المتصفحات بمرور الوقت، وأضافت مايكروسوفت أنها تدعم الحلول التي تمنح المستخدمين موافقة واضحة ولا تتجاوز اختيار المستهلك،  ولهذا السبب أيضًا لا ندعم الحلول التي تستفيد من إشارات هوية المستخدم غير الموافق عليها، مثل بصمات الأصابع، والصناعة في رحلة وستكون هناك أن تكون مقترحات قائمة على المستعرض لا تحتاج إلى معرفات مستخدم فردية ومقترحات قائمة على المعرف تستند إلى الموافقة وعلاقات الطرف الأول.