مخترع لغة “بايثون” يتعهد بجعلها اسرع مرتين في انجاز مشروعات البرمجة

بايثون
تعهد خبير البرمجة جوديو فان روسوم الذي اخترع لغة “بايثون للبرمجة” في عام 1991 بأن يرفع سرعة هذه اللغة في انجاز مهام ومشروعات البرمجة والتطبيقات بمعدل الضعفين عما هي عليه الآن، وأن تظهر النسخة ما قبل التجريبية من الإصدار السريع العام المقبل، لتواصل هذه اللغة نموها وانتشارها وتحتل المرتبة الأولي عالميا في عالم البرمجة، بدلا من المركز الثالث حاليا، وإن كانت هي الأسرع نموا على الإطلاق.
بايثون
جوديو فان روسوم
أعلن روسوم خطته لرفع سرعة لغة بايثون بمعدل الضعفين، خلال مشاركته في مؤتمر ” قمة أعمال بايثون ” الذي هذا الأسبوع عبر الانترنت، حيث قام بنشر وثيقة بهذا الخصوص على مستودع جيت هب، اكبر ملتقي للمطورين حول العالم، ويمكن مطالعة الوثيقة كاملة هنا.
مشروع مفتوح
قال روسوم إن مشروعه لمضاعفة سرعة لغة بايثون مرتين، هو مشروع مفتوح المصدر أمام كل المبدعين والمطورين لهذه اللغة حول العالم، وهو يريد أن يركز الجميع على فهم التغييرات المقترحة، حتي لا تصل التغييرات بصورة مفاجئة، لأن التغييرات المفاجئة مشكلة حساسة لمطوري بايثون، الذين سبق وواجهوا مهمة ضخمة عند نقل الاكواد البرمجية من الإصدار الثاني لبايثون إلي الإصدار الثالث، وهي عملية استغرق اكمالها كثر من عقد.
خطة لطرح النسخة “ما قبل التجريبية” من الإصدار السريع العام المقبل
وأكد روسوم أن المشروع سيهتم بالصيانة والدعم أيضا، وجميع المناقشات على مستودع جيت هب مفتوحة وعلنية للمشاركة، وطالب المطورين بالحفاظ على التوافق القائم بين بايثون واللغات والبرمجيات الأخرى، وأن يحافظوا على الشفرة الأساسية للغة قابلة للصيانة، وأكد إن المستفيدين الرئيسيين من التغييرات القادمة على بايثون هم الذين يستخدمون “كود بايثون الخالص الذي يعتمد على وحدة المعالجة المركزية” ومستخدمي مواقع الويب التي تحتوي على لغة بايثون مضمنة.
محاربون قدامي
الأعضاء الخمسة الأوائل في فريق اختراع بايثون ينضمون للمشروع الطموح
يشترك في الإشراف على مشروع تطوير بايثون ومضاعفة سرعتها مرتين، خبراء برمجة بارزون كانوا أعضاء في الفريق المسئول عن اختراع لغة بايثون إلي جانب روسوم، ومنهم بريت كانون وستيف دوير وايريك سنو وباري وارساو، حيث عمل سنو على الأداء المتعدد المسارات في بايثون، ودوير كمدير بناء مسئول عن تشغيل بايثون مع نظم تشغيل ويندوز، فيما يعرف بلغة ” سي بايثون”، وارساو عمل في مجلس توجيه بايثون وفريق الاستجابة الأمنية.
كان روسوم قد تقاعد لفترة طويلة، ثم عاد للعمل بعد أن حصل على وظيفة في مشروع مايكروسوفت الداعم للغة بايثون، وجمع معه الأعضاء السابقين في الفريق، ويشغل الآن منصب مهندس متميز في مايكروسوفت، ومنح حرية اختيار مشروع، فاختار العودة للجذور والعمل على رفع سرعة بايثون بمعدل الضعفين.
رد الجميل
قال بايثون إن مشروع مايكروسوفت لدعم بايثون، يعبر عن طريقتها في رد الجميل لهذه اللغة الأسرع نموا بين لغات البرمجة الأخرى حاليا، وما لها من دور فعال في تسريع نشرع خدمات الويب السحابية، مثل خدمات مايكروسوفت ازور السحابية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي تنافس بها جوجل وامازون.
وكانت مايكروسوفت قد أعلنت مطلع هذا الشهر عن توسيع دعمها للغة بايثون، وأنها ستقدم دعما ماليا بقيمة 150 ألف دولار لمؤسسة بايثون للبرمجيات، وهي منظمة غير ربحية تمتلك حقوق لغة بايثون، وأكدت أن جزء من التمويل سيخصص لتحسين مؤشر أداء حزمة البرمجة المعروفة باسم بايثون ” بي واي بي آي”، وهي عبارة عن مكون من مكونات بيئة التطوير المعتمدة على بايثون، له علاقة بمهام تعبئة ووضع الأكواد المطورة
مايكروسوفت تدعم المشروع وتراهن على بايثون في تطبيقات علوم البيانات
بهذه اللغة في صورتها النهائية، قبل الاستخدام على نطاق واسع، وينصب التحسين المستهدف على تطوير مستويات التأمين والحماية الخاصة بهذا الجزء، حتي لا يستغل في الهجمات الأمنية المعروفة باسم “هجمات سلاسل التوريد”، التي يستغلها القراصنة والمجرمون في زرع أكوادهم وبرامجهم الضارة الخبيثة، في بعض قطع ومكونات البرامج التي يطورها طرف ثالث، كوسيلة لنشرها لدي المستخدمين النهائيين بعد ذلك، واستغلالها في شن هجماتهم المدمرة.
 وقال دان تايلور مدير البرنامج الرئيسي لدعم بايثون وأدوات الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت إلى أن هذه التحسينات الأمنية ستكون المحور الرئيسي للاستثمار، وأضاف أنه مع وجود ثغرات أمنية تم الكشف عنها مؤخرًا، تعد سلسلة التوريد الموثوقة مشكلة بالغة الأهمية بالنسبة لنا ولمجتمع بايثون، ونحن متحمسون للمساعدة في المساهمة في التحسينات طويلة المدى.