قالت كلاود فلير ـ إحدى أكبر شركات أمن المعلومات عبر الأنترنت ـ أنها ستعمل جاهدة على قتل حروف التحقق المعروفة باسم ” الكابتشا CAPTCHA”، التي تظهر أمام المستخدمين في ملايين المواقع والخدمات الالكترونية، للتثبت من أنهم بشر وليس روبوتات برمجية من صنع القراصنة والمجرمين، وتمثل إزعاجا ومضايقة لا حدود لها اثناء الاستخدام، وقالت الشركة أن “الكابتشا” تستحق القتل والمحو من الوجود لأنها تجبر ملايين المستخدمين على النقر على صور بها دراجات، أو إشارات مرور أو خلافه من أمور وصفتها الشركة بالمجنونة والسخيفة، تهدر من وقت البشرية في يوم واحد ما يعادل 500 عام، تضيع في تنفيذ هذه الخطوات السخيفة والمجنونة.
جاء الإعلان عن النية المبيتة لقتل “الكابتشا” في تدوينة ظهرت على المدونة الرسمية للشركة، وكتبها تيبو مونييه الخبير الأمني بالشركة، والذي أطلق وصف “الجنون” على هذه التقنية.
ما هي الكابتشا
هي تجميع للأحرف الاولي من كلمات جملة انجليزية طويلة تعني بالعربية “اختبار تورنج العام والأوتوماتيكي للتمييز بين الحاسب والإنسان”، ومن الناحية الوظيفية هي اختبار يستطيع الحاسب وضع أسئلته، كما يستطيع تصحيح إجاباتها ولكنه لا يستطيع حل هذه الأسئلة، فلا يستطيع حلها سوى عقل بشري قادر على التمييز، وبالتالي تكون أي إجابة صحيحة على أي من أسئلة هذا الاختبار، هي إجابة لمستخدم بشري وليست لبرنامج أو كود برمجي.
|
واختصار كابتشا تم وضعه فيما يبدو عام 1997 بمعرفة الفريق القائم على محرك بحث ألتا فيستا، والذي كان يقوده أندري برودير، الذي حاول مع زملائه تطوير الاختبار بهدف منع روبوتات الويب من وضع عناوين لمحركات بحثهم.
وتستخدم اختيارات الكابتشا في العديد من التطبيقات، منها على سبيل المثال الاستمارات الخاصة بإنشاء بريد الكتروني في المواقع التي تقدم تلك الخدمة، وذلك لمنع التطبيقات الحاسوبية المبرمجة من إنشاء صناديق بريدية خاصة بها بشكل أوتوماتيكى متكرر وبأعداد هائلة ثم استخدام هذه الصناديق فيما بعد لإرسال رسائل دعائية وغير مرغوب فيها لباقي المستخدمين.
أسباب القتل
|
حول أسباب الإقدام على قتل الكابتشا، قال تيبو مونييه في تدوينته إنه بناء على حسابات بمتوسط 32 ثانية لإكمال اختبار كابتشا، وبافتراض أنه كل مستخدم على الشبكة يقوم بتنفيذ اختبار واحد من هذا النوع كل عشرة أيام، وأن لدينا الآن 4.6 مليار مستخدم للإنترنت في جميع انحاء العالم، فإن الوقت المستهلك أمام الكابتشا يوميا يصل الي ما يقرب من 500 سنة، يتم هدرها في هذه الاختبارات المزعجة ، التي تتطلب منك النظر إلى الصور واختيار أشياء مثل السيارات أو الجسور أو الدراجات ، تستغرق وقتًا وتحبطنا وتعطل أنشطة التصفح لدينا، وكما سيخبرك أي شخص أدار نشاطًا تجاريًا عالي الأداء عبر الإنترنت ، فهذا ليس شيئًا تريد القيام به إلا إذا لم يكن لديك خيار آخر، والآن نحن نعمل على إيجاد البديل، وهو مفاتيح الأمان، القائمة على تعزيز المصادقة، وإثبات أننا بشر وليس آلات.
أضافة مونييه إن أفضل ما تمكنا من فعله حتى الآن هو تقليلها. على سبيل المثال، في كلاود فلير ، عملنا باستمرار على تحسين حل إدارة الروبوت الخاص بنا لنصبح أكثر ذكاءً قدر الإمكان بشأن وقت تقديم اختبار كابتشا للمستخدم. ومع ذلك ، على مر السنين ، انتقلت شبكة الويب من اختبارات كابتشا البسيطة استنادًا إلى التعرف على النص مقابل الخلفيات إلى التعرف الضوئي على الحروف للكتب القديمة إلى التعرف على الأشياء من الصور مع تحسن الذكاء الاصطناعي، وهذا يسبب بعض المشاكل الحقيقية لمستخدمي الإنترنت من البشر،
|