الراوتر العادي مقابل الشبكات المتداخلة… ماذا تختار لمكتبك او منزلك

الراوتر
ظهرت الشبكات المتداخلة أو ما يطلق عليها “المعشقة” خلال العامين الأخيرين، كنوع جديد من شبكات المنازل والمكاتب، أكثر شمولا وتنوعا واتساعا، وازداد انتشارها بعد اندلاع وباء كورونا وزيادة العمل من المنزل، وبدأت تطرح نفسها كبديل ومنافس قوي للشبكات التقليدية القائمة علي الراوتر المنزلي التقليدي الوحيد، والآن بات السؤال: عند وضع الشبكات المتداخلة وجها لوجه مع الراوتر التقليدي العادي .. ماذا تختار لمنزلك أو مكتبك، وعلي أي أساس تختار؟ المقارنة التالية تحاول مساعدتك في الوصول إلي الإجابة.
قد يكون من المفيد في البداية توضيح الفرق بين طبيعة الشبكة المنزلية أو المكتبية القائمة علي الراوتر الاعتيادي، والشبكة المتداخلة أو المعشقة.
شبكات الراوتر الاعتيادي
الراوتر التقليدي الأنسب للاستخدام البسيط بمساحة صغيرة
فشبكات الرواتر الاعتيادي، يعمل فيها جهاز الراوتر كمحور مركزي للاتصال بالإنترنت، وقد يكون الاتصال لاسلكيا، كما هو الحال مع الراوترات المتصلة عبر شبكات الاتصالات اللاسلكية المحمولة، أو يكون الاتصال سلكيا عبر كابلات الاتصال الهاتفية الأرضية العادية، وفي الحالتين يقوم الراوتر بتوصيل خدمة الانترنت إلى الأجهزة المنزلية أو المكتبية، إما عن طريق إشارات تقنية الواي فاي، وهي غالبا من الجيل الخامس، وبدأت تنتقل الي الجيل السادس، مع ظهور الراوترات والأجهزة التي تدعم هذا الجيل، أو يقوم بالتوصيل عبر الكابلات السلكية بتقنية شبكات “إيثرنت” المعروفة، وفي جميع هذه الأحوال يكون الراوتر هو المسئول الوحيد عن توجيه حركة المرور والطلبات الواردة والصادرة من وعن الأجهزة المنزلية أو المكتبية بالشبكة، ويمنحها إذا بالاتصال، عادة من خلال كلمة مرور، ويتم كل شيء عبر نقطة وصول واحدة.
الشبكات المتداخلة
الشبكات المتداخلة الحل عند الحاجة لتغطية علي نطاق واسع
 أما في الشبكات المتداخلة فيختلف الأمر، حيث لا يكون هناك محور مركزي واحد، ونقطة وصول واحدة، ومركز توجيه واحد من خلال جهاز واحد، بل شبكة محتوي علي أكثر من محور اتصال، واكثر من نقطة وصول، وأكثر من مركز توجيه، وأكثر من عقدة اتصال واحدة في الشبكة، ما يعني أن الأجهزة المتصلة بالشبكة، يمكنها الحصول علي خدمة الانترنت، وتمرير حركة مرور منها وإليها من أكثر من منفذ أو بوابة اتصال داخل المنزل أو المكتب، من دون ان يكون من الضروري أن تمر من خلال نقطة واحدة، فقد يكون الاتصال من خلال نقطة توجيه تقود إلي خدمة انترنت تصل عبر الأقمار الصناعية مباشرة، وتكون هذه النقطة موجودة في المطبخ، في حين يكون هناك اتصال آخر من خلال نقطة توجيه ثانية تتم من خلال شبكة اتصالات لاسلكية محمولة في غرفة علي الجانب الآخر من المنزل، واتصال آخر من خلال نقطة توجيه ثالثة، تتم من خلال اتصال سلكي ارضي في غرفة داخلية لا تصلها الإشارات اللاسلكية واشارة القمر الصناعي، لكن الجميع يعملون باعتبارهم شبكة واحدة، يمكن إدارتها وتشغيلها وتأمينها بصورة موحدة، ومن هنا جاءت تسمية الشبكة المتداخلة أو “المعشقة”، التي تضم اكثر من نقطة خروج ودخول للاتصالات.
القوة والضعف بشبكات الراوتر الاعتيادي
يمكن استعراض نقاط القوة والضعف بشبكات الراوتر الاعتيادي علي النحو التالي:
ـ فيما يتعلق بالسعر، تعتبر أجهزة التوجيه القياسية بشكل عام أكثر تكلفة من منتجات الشبكات المعشقة، هذا من الناحية المبدئية، لكن ذلك ليس أمرا حتميا علي طول الخط، لأن هناك العديد من الخيارات التي تكون مناسبة للميزانية وسريعة ومستقرة بما يكفي للحفاظ علي مكتب منزلك يعمل بشكل فعال دون مزيد من المدخلات.
ـ من حيث التوصيل والتشغيل فإن إعداد جهاز توجيه قياسي أقل صعوبة من الشبكة المتداخلة. بالنسبة لشيء “يعمل فقط” ، قد يكون جهاز التوجيه النموذجي هو الخيار الأفضل، حيث يمكنك إعداده والتأكد من تطبيق التحديثات تلقائيًا.
ـ فيما يتعلق بالسرعة تم تصميم العديد من أجهزة التوجيه اليوم ، مثل نيت جير وأسوس روج، لتكون عالية السرعة، وتراعي متطلبات النطاق الترددي والتدفق الثقيل، و ولديها التكنولوجيا المضمنة لتسهيل ذلك، لكن هذا ينطبق بشكل أكبر عند التشغيل علي الكابلات السلكية وشبكات إيثر نت وليس عبر الوايف اي.
ـ فيما يتعلق بإضافة أجهزة منفصلة، أو معاملة بعض الأجهزة كضيوف علي الشبكة، للحفاظ علي الحماية والتأمين، فإنه يمكنك إعداد شبكة منفصلة لأجهزة الضيوف علي معظم أجهزة الراوتر الحديثة بدون الكثير من المتاعب.
وتعد النقاط السابقة جميعا في جانب نقاط القوة التي تتمتع بها أجهزة الراوتر الاعتيادية، امام الشبكات المتداخلة أو المعشقة، أما نقاط الضعف لديها فتشمل:
ـ مشكلات التغطية: نظرًا لتوزيع الوصول إلى الإنترنت من خلال نقطة واحدة ، فقد يعني ذلك أن المناطق البعيدة عن جهاز التوجيه سيكون لها اتصالات بطيئة أو متقطعة وتنخفض كفاءتها، وفي هذه الحالة لابد من استخدام نقاط واي فاي لتوسيع نطاق التغطية، وإزالة الحواجز، وفي أحيان كثيرة يكون هذا الحل اقل تكلفة من اللجوء الي الشبكة المتداخلة.
التحليل السليم للوضع القائم أفضل وسيلة للاختيار بين الاثنين
ـ التحميل الزائد: ما لم يتم استخدام موسعات النطاق أو ميزات فصل القنوات ، فقد يؤدي وجود عدد كبير جدًا من التوصيلات إلى التحميل الزائد والاختناقات والتأخر والانقطاع، لأن كل شيء يكون مختنقا في الراوتر الذي يعمل كنقطة توصيل وحيدة.
ـ التغيير والتبديل: إذا كنت ترغب في تعديل الإعدادات الأكثر تقدمًا علي جهاز التوجيه ، فقد يتطلب ذلك في كثير من الأحيان زيارات مزعجة لمنصة عبر سطح المكتب، دون القدرة علي الاتصال السلس بتطبيقات الهاتف المحمول التي باتت الوصيلة الاسهل والأكثر سرعة في التعامل مع هذا الامر.
ـ محدودية القدرات الحديثة: ينطبق هذا علي أنه ليس جميع الراوترات المتاحة بالسوق تدعم الجيل السادس من الواي فاي، والمصممة لزيادة أداء الجهاز اللاسلكي مقارنة بالجيل الخامس، كما أن القليل منها يدعم تقنية ” ام يو ميمو”، التي يقصد بها الراوتر المتعدد المستخدمين المتعدد المدخلات المتعدد المخرجات، وتستخدم لتحسين سرعة نقل البيانات عند توصيل أجهزة متعددة في وقت واحد.
نقاط قوة وضعف الشبكات المتداخلة
بسبب طبيعتها وبنيتها اللامركزية، تمتلك الشبكات المتداخلة العديد من نقاط القوة، منها:
ـ التغطية الواسعة المحسنة: وهي تعتبر الفائدة الرئيسية للشبكة المتداخلة، ففي المباني والمقار كبيرة المساحة المترامية الأطراف، تكون التغطية الشاملة القوية مطلبا حيويا، وبالتالي يؤدي الاستثمار في إعداد الشبكة المتداخلة إلى إزالة المضايقات مثل تغطية البقع ضعيفة التغطية التي يطلق عليها “البقع الميتة أو السوداء”.
ـ تعزيز الموثوقية: نظرًا لأن جهازك سيتصل بأقرب عقدة، سواء قمر صناعي أو خلافه، بدلاً من نقطة وصول مركزية ، فهذا يساعد علي ضمان أنه بغض النظر عن مكان وجودك في المكان ، فمن غير المرجح أن تتعرض لانخفاض في الاتصال.
ـ عناصر تحكم إضافية: بمجرد تنشيط الشبكة المتداخلة ، يكون بإمكان المستخدمين التحكم في جهاز التوجيه الخاص بهم من خلال تطبيق من علي الهاتف المحمول، ويمكن أن يشمل ذلك مراقبة حركة مرور الشبكة أو إعادة التشغيل أو حتى إيقاف تشغيل الإنترنت تمامًا – ربما يكون هذا احتمالًا جذابًا لمن لديهم أطفال.
أما نقاط الضعف في الشبكات المتداخلة فتشمل:
ـ النفقات الأولية: بشكل عام ، تتطلب أجهزة الشبكة مصاريف أكثر تكلفة لإعدادها، في حين أن محور الجهاز وقمر صناعي واحد قد لا يكون مكلفًا للغاية ، إذا كنت ترغب في الاستفادة الكاملة مما يمكن أن توفره الشبكة المعشقة ، فقد تحتاج إلى شراء المزيد، ويمكن أن تضيف الأموال النقدية المطلوبة للقيام بذلك.
ـ أكثر من منفذ طاقة: يعني إنشاء شبكة متداخلة أنك ستحتاج إلى أكثر من منفذ طاقة، ما يعني إعادة النظر في تمديدات الكهرباء ومصادرها، وأنك لابد وأن تقوم بتوزيعها بطريقة مقبولة داخل الممتلكات الخاصة بك، وأنها مصممة بشكل جذاب قدر الإمكان.
ـ السرعة: التداخل يعني الاهتمام بالتغطية قبل السرعة، ولذلك فإنه في بعض الحالات ، لن توفر الشبكات المعشقة – خاصة عند مستويات الدخول – نفس السرعات التي يمكنك توقعها من أجهزة التوجيه النموذجية
ما هو الأفضل
لم يعد قرار الشراء ـ كما كان في السابق ـ سريعا يستند لخيار واحد هو الراوتر الاعتيادي، بل اصبح البديلان متاحان، بحكم الاحتياج العملي، وعند الشراء عليك أن تدرس الوضع، لتعرف ما إذا كان الإنفاق علي شبكة متداخلة كاملة يستحق ذلك أم لا، وفي المباني الكبيرة ذات النقاط الميتة الكثيرة، يمكن أن توفر الشبكات الشبكية وسيلة لتحسين قوة الإشارة والتغطية علي الفور، وقد يكون إصلاح وإعداد جهاز التوجيه الحالي مكلفة،ويمكن ببساطة وصف الانتقال إلى شبكة كاملة علي أنه مبالغة ما لم يكن لديك باستمرار العديد من المستخدمين والأجهزة التي تتنافس علي النطاق الترددي.
إن الأمر يعتمد بالأساس علي شمول وعمق وجودة التحليل الذي سيتم علي الوضع القائم لديك، فمثلا إذا كنت مستخدمًا وحيدًا وتحتاج إلى اتصال ثابت وقوي – مثل تطبيقات العمل أو الألعاب المتعطشة للموارد – فقد يكون جهاز التوجيه التقليدي هو كل ما تحتاجه، وإذا كان لديك مشكلة كبيرة في التغطية، فالشبكات المتداخلة هي ما تحتاجه، فالشبكات المتداخلة وجدت لتبقى، وفي الوقت الذي يوجد فيه الكثير منا الآن في المنزل بدلاً من المكاتب المنزلية التقليدية ، يمكن أن يكون الإعداد الشبكي استثمارًا مؤكدًا للمستقبل.