للمديرين وأصحاب الأعمال: 4 طرق تنقل بها شركتك لعصر مؤسسة الوقت الفعلي اللحظية

اللحظي
بات مفهوم “مؤسسة الوقت الفعلي”، أو “المؤسسة اللحظية” او ما يتعارف عليه باسم ” آر تي إي”، ثورة إدارية تشغيلية تقنية مشتعلة وعلى أشدها في هذا الأيام، ويتسع نطاقها بصورة صاروخية، بسبب طبيعة عالم اليوم سريع الخطي، ذي التغييرات المتدفقة الفوارة المفاجئة، التي تتطلب إمكانات قادرة على اتخاذ قرار في الوقت الفعلي، يتجاوز المعالجة إلى القدرة على التصرف بسرعة، والاستجابة في الوقت الذي تكون فيه الاستجابة بحاجة إلى موقف معين يواجه تحدي أو يتخطى أزمة، او يخطط لمستقبل سيأتي الآن وبعد لحظة وليس غدا، والسؤال الآن: إذا كنت مديرا او مسئولا .. كيف تنقل شركتك او مؤسستك لعصر مؤسسة الوقت الفعلي أو المؤسسة اللحظية؟
يقترن الحديث عن مؤسسة الوقت الفعلي ببعض الممارسات التي تفرضها ضغوط بيئات العمل الحالية، فمثلا تمكّن التحليلات في الوقت الفعلي البنوك من يكتشف المعاملات الاحتيالية ويحدد على الفور الجدارة الائتمانية لمقدمي طلبات القروض عبر الإنترنت، ويستخدم المصنعون بيانات إنترنت الأشياء والتحليلات في الوقت الفعلي لاكتشاف حالات الفشل والعيوب ومعالجتها، ويساعد التعلم الآلي بائعي التجزئة على تقييم سلوك المشتري والتأثير فيه من خلال العروض في الوقت الفعلي، بينما يمكن أن تساعدهم الرؤية في فرض التباعد الاجتماعي داخل المتجر، ويبث المسوقون البيانات في الوقت الفعلي من قنوات ونقاط اتصال مختلفة ويجمعون الرؤى باستخدام التعلم الآلي والتحليلات التنبؤية الأخرى تقنيات لتوجيه المستهلكين إلى أحداث التحويل وتقديم العروض أو الرسائل أو المحتوى المناسب.
التعريف
اللحظيةفي ضوء هده الممارسات، يضع المحللون العديد من التعريفات لمفهوم “مؤسسة الوقت الفعلي”، أو المؤسسة اللحظية، ومن هذه التعريفات أن مؤسسة الوقت الفعلي هو مفهوم في تصميم أنظمة الأعمال يساعد المؤسسات على أتمتة العمليات عبر مختلف الوسائط والأنظمة وحدود المؤسسة، بهدف توفير معلومات في الوقت الفعلي للعملاء والموظفين والشركاء والموردين وتنفيذ العمليات، بما يضمن أن تكون جميع المعلومات محدثة ومتسقة في جميع الأنظمة، ويقلل من العمليات اليدوية المرتبطة عادةً بالمعلومات، ويزيل التأخيرات ويزيد السرعة، ويقلل التكلفة، ويرفع الرضا لدى الشركاء والعملاء، لتحقيق ميزة تنافسية.
وضع احتياجات العمل بالمقدمة واعتبار الوقت الفعلي هو المستقبل
وفقا لهذا التعريف، يمكن تلخيص فوائد مؤسسة الوقت الفعلي على النحو التالي:
ـ على المستوى التشغيلي يحقق خدمة عملاء محسنة، ومخاطر أقل، ومخزون أقل، وتكاليف معالجة أقل.
ـ على المستوى الإداري، يحقق الاستخدام الأكثر كفاءة للفرص المقبلة، والحد الأدنى من الضرر عند حدوث أخطاء في النظام، وتحسين المرونة عند إدارة التهديدات والتحولات الصغيرة والكبيرة.
وعلي المستوى القيادي، يحقق القدرة على تنفيذ الاستراتيجيات المطلوبة بسرعة لمواجهة الظروف المتغيرة.
النظر إلى الأطراف كمكان لمعالجة البيانات واتخاذ القرارات لحظيا
ولتحقيق هذه الجوانب الإيجابية، تتطلب كل مؤسسة برنامج تحول قائم على الوقت، وهو جهد تخطيطي إداري تجاري يعتمد اعتمادا كليا على التقنية في التنفيذ، ليحقق الإبلاغ عن المعلومات أو مشاركتها في جميع أنحاء المنظمة، بدلاً من الاحتفاظ بها داخل أقسام معينة، ويتلخص برنامج التحول في بناء نظام عصبى رقمي للمؤسسة، يجب أن يشمل مجموعة تقنيات أساسية من بينها تقنيات إدارة عمليات الأعمال، وتقنيات وأدوات إدارة المعرفة، ومستودعات البيانات ونظم إدارة قواعد البيانات، وبوابات المؤسسة والنشر على الالكتروني، والتحليلات في الوقت الحقيقي، ووسطاء الاندماج، ونظم التحليلات العميقة الفورية، وانترنت الأشياء وغيرها.
4 خطوات للتحول
يحدد محللو وقادة تقنية المعلومات، أربع خطوات رئيسية، يتعين على كل مدير أو مسئول في مؤسسة أو شركة ما القيام بها، للوصول بمؤسسته إلي مرحلة العمل بمفهوم “مؤسسة الوقت الفعلي” وهذه الطرق الأربع هي:
وضع احتياجات العمل بالمقدمة
ويعني ذلك اعتماد عقلية أن الوقت الحقيقي هو المستقبل، ثم القيام بإنشاء وتعديل كل من العمليات التجارية والعمليات التشغيلية مع موقف الوقت الحقيقي أولاً، فوضع التقنيات موضع التنفيذ هو الخطوة الأولى لبناء مؤسسة في الوقت الفعلي، ولكن دمج هذه التكنولوجيا في كل عملية تجارية أمر بالغ الأهمية لإنشاء مؤسسة في الوقت الفعلي بشكل كامل.
الحصول المنظم المرتب على البيانات
الوصول إلى الوقت الفعلي أيضًا يتطلب “إدارة بيانات قوية تدعم كلاً من البيانات المتدفقة الناشئة ومصادر البيانات التقليدية لتكامل البيانات في الوقت الفعلي والقدرات مثل تنقية البيانات، والدورية، والافتراضات، ومن الضروري إنشاء عنصر أساسي قوي يسمى نسيج البيانات، وهي طبقة برمجية وسيطة تعمل كطبقة اتصال بين جميع أنظمة المؤسسة، وفي الماضي، تمت الإشارة إلى هذا على أنه ناقل خدمة المؤسسة، ولكن طبقة نسيج البيانات نمت لتشمل جميع وظائف البرامج الوسيطة في المؤسسة. والأهم من ذلك، أن هذا يحل مشكلات الوصول إلى البيانات الصعبة عند القيام بأي شيء في الوقت الفعلي.
النظر إلى الحافة
يتطلب الوصول إلى الوقت الفعلي أيضًا” تنفيذ التحليلات في الوقت الفعلي حيث تنشأ البيانات وتقديم التحليلات على الحافة، ويقصد بالحافة الأطراف أو الأماكن التي تتم فيها العمليات على الأرض، بعيدا عن المركز والنظم العمية المركزية وخلافه، أي حيث توجد المستشعرات مثلا، أو حيث يكون العملاء في المتاجر وعلى الإنترنت، وحيث يرتكب المحتالون جرائم في نقاط البيع، ويتطلب ذلك دعمًا مستقلاً لتشغيل التحليلات بالقرب من مصدر البيانات، دون إعادة الاتصال بالسحابة أو قواعد البيانات، وبالتالي إنشاء المزيد من المرونة وعمليات النشر القوية، وإجراء التحليلات وتوليد البيانات عند الحافة وليس المركز، يمكن المؤسسات من استيعاب البيانات وإثرائها وتحليلها محليًا وتنفيذ نماذج التعلم الآلي المتطورة على مجموعات البيانات المنظَّمة وتقديم إمكانات تنبؤية محسّنة.
تقنيات مبدعة اكثر مرونة
على المؤسسة أن تبحث دوما عن التقنيات المبدعة الناشئة الأكثر مرونة، فمثلا الأنظمة المستندة إلى السحابة قد تساعد في جلب المؤسسات إلى إمكانات الوقت الفعلي، جنبًا إلى جنب مع “بعض المتطلبات المهمة لنقل البيانات في الوقت الفعلي عبر أنظمة متعددة، بما في ذلك خدمات الويب والأنفاق الآمنة، و الوصول إلى الرؤى في الوقت الفعلي يعني أيضًا الاستفادة من البيانات المتدفقة واستيعابها من مصادر بيانات إنترنت الأشياء التي لا يمكن الوصول إليها عادةً باستخدام الوسائل التقليدية ومن بين ذلك البيانات النموذجية عالية التردد بالإضافة إلى البيانات في المصادر الخاصة بالمستشعرات وسلوك العملاء وأنماط المعاملات المالية.
وعلى الرغم من كثرة الحديث عن مؤسسة الوقت الفعلي، إلا أن تقنية المعلومات ليست جاهزة تماما لتقديم نقلة سريعة لجميع المؤسسات من مختلف النوعيات والاحجام، فقد تم تصميم معظم التقنيات الموجودة حاليًا لتحليلات البيانات الضخمة. ولا تخدش التحليلات سوى سطح ما يمكن عمله بالبيانات، ومع توسع الشركات من التحليلات، فإنها تتطلب تقنيات يمكنها التعامل مع المزيد من كل شيء. المزيد من البيانات، والمزيد من الحوسبة، المزيد من النطاق الترددي، أو المزيد من العمالة، أو مزيد من الاتصال، أو المزيد من الدعم التشغيلي، أو المزيد من البصيرة،ونتيجة لذلك، لا يزال الوصول إلى عالم مليء بالتطبيقات في الوقت الفعلي عملاً قيد التقدم، خاصة بالنسبة للشركات متوسطة الحجم والصغيرة التي ليس لديها ميزانيات وبنية تحتية، وهذه البعد يتعين على كل مسئول أو مدير أخذه في الاعتبار وهو يخطط أو ينفذ مشروع الانتقال بمؤسسته الي مؤسسة لحظية في الوقت الفعلي.