حينما تجد نفسك مضطرا لشراء وحدة تخزين جديدة لحاسبك “هارد ديسك”، ستجد نفسك أيضا مضطرا للاختيار بين فئتين من وحدات التخزين، فئة “اتش دي دي” التي تعمل بالقرص المغناطيسي الدوار وتعرف بمحركات الأقراص الصلبة ، وفئة “إس إس دي” التي لا يوجد بها موتور أو محرك دوار كما هو الحال في النوعية الأولى، بل تعمل على شريحة الكترونية بطريقة تشبه شرائح ذاكرة الرامات، مع الاختلاف في الوظيفة والطريقة، لذلك تعرف بأقراص الحالة الصلبة، ويختفي من اسمها كلمة محرك، وكلاهما له سعره ومزاياه وعيوبه، وفي هذا الموقف، كيف تقارن بين الاثنين، وماذا ستختار؟ السطور التالية تقدم المقارنة وتحاول مساعدتك على الاختيار.
حتي لا تجهد نفسك كثيرا، فإن هناك ثلاثة عوامل تستخدم في المقارنة بين الفئتين، هم سعة التخزين والسرعة والسعر، ولكل عامل من هذه العوامل طبيعته وظروفه لدي كل فئة وذلك على النحو التالي:
سعة التخزين
ليس من الصعب العثور على هارد ديسك اتش دي دي، بسعة تخزين تصل إلى عدة تيرابايت، فالسعة التخزينية لهذه الفئة تزداد طوال الوقت، بدون زيادة كبيرة في التكلفة على المستهلك عند الشراء، والأمر مختلف في حالة هارد ديسك اس اس دي، فسعتها التخزينية أصغر، وتزداد بوتيرة ابطأ، وتصبح باهظة الثمن حينما تتجاوز التيرا بايت أو الـ 2 تيرابايت.
يضاف لذلك أن هارد ديسك اتش دي دي، يتمتع بميزة واضحة ومن المحتمل أن تستمر كذلك في المستقبل المنظور، وهي الحفاظ على البيانات والمعلومات لفترات طويلة ، ولذلك إذا كنت ترغب في وحدة تخزين تستخدم لحفظ طويل الأجل أو تخزين ملفات ومجلدات كبيرة ، فإن هارد ديسك اتش دي دي يكون هو الخيار الانسب.
السرعة وعامل الشكل والمتانة
تعتمد سرعة وحدة التخزين بشكل أساسي على مدى سرعة قراءة البيانات وكتابتها، وفى حالة هارد ديسك اتش دي دي تساعد السرعة التي تدور بها الأطباق في تحديد أوقات القراءة والكتابة، وعند الوصول إلى ملف ، يشير جزء “القراءة” من رأس القراءة الكتابة إلى موضع الأقسام المغناطيسية أثناء تحليقها فوق الأطباق الدوارة، وطالما أن الملف الذي تتم قراءته قد تمت كتابته بالتتابع ، فإن محرك الأقراص الثابتة سوف يقوم بقراءته بسرعه في عملية يطلق عليها “الكشط”، عندما يزدحم القرص بالبيانات ، يصبح من السهل كتابة ملف عبر أقسام متعددة. تسمى هذه الظاهرة “التجزئة” وتؤدي إلى استغراق الملفات وقتًا أطول في القراءة.
|
هذه المشكلة غير قائمة في حالة هارد ديسك اس اس دي، حيث لا تمثل التجزئة مشكلة، ويمكن كتابة الملفات بشكل متقطع عبر الخلايا، وهي مصممة للقيام بذلك مع تأثير ضئيل على القراءة، حيث يتم الوصول إلى كل خلية في وقت واحد، ويعني هذا الوصول السهل والمتزامن إلى كل خلية قراءة الملفات بسرعات عالية بشكل لا يصدق، و أسرع بكثير مما يمكن أن يحققه هارد يسك اتش دي دي، بغض النظر عن التجزئة، وهذا هو السبب في أن محركات الأقراص ذات الحالة الثابتة تجعل النظام يشعر بالسرعة، لأن قدرتها على الوصول إلى البيانات عبر محرك الأقراص بأكمله، والمعروف باسم الوصول العشوائي ، تكون أسرع بكثير، وبالتالي فمسألة السرعة والكفاءة محسومة سلفا لصالح هارد ديسك اس اس دي، فإذا كنت تبحث عن سرعة أعلى لحاسبك فهارد اس اس دي هو الاختيار الأنسب.
تدهور الكفاءة
|
يتعرض كلا النوعين لنوع من تدهور الكفاءة في العمل، وربما التعطل، لكن لكل منهما طريقته، ففي حالة هارد ديسك اس اس دي، ، يمكن ان تبلي خلايا تخزين البيانات بمرور الوقت، لأنها تدفع الإلكترونات عبر البوابة لضبط حالتها ، والتي ترتد على الخلية، وبمرور الوقت تقلل من أدائها حتى تبلى، لكن الوقت الذي يستغرقه حدوث ذلك لمعظم المستخدمين طويل جدًا، وفي الغالب الاعم يقوم المرء بترقية هارد ديسك اس اس دي بسبب التقادم او الرغبة في مساحة اكبر قبل ان تحدث هذه المشكلة، وهناك تقنيات مثل ” ترايم” تساعد في الحفاظ على هارد ديسك اس اس دي من التلف بسرعة كبيرة.
علي الجانب الآخر، فإن هارد ديسك اتش دي دي يكون أكثر عرضة للتلف المادي بسبب استخدامه للأجزاء الميكانيكية، وإذا سقط الحاسب مثلا وبه هارد ديسك اتش دي دي، فهناك احتمال كبير أن تتصادم جميع هذه الأجزاء المتحركة ، مما يؤدي إلى فقدان البيانات وحتى الأضرار المادية المدمرة التي يمكن أن تقتل محرك الأقراص الثابتة تمامًا، اما هارد ديسك اس اس دي فلا يحتوي على أجزاء متحركة ، لذا يمكنها تحمل الظروف القاسية التي نفرضها على أجهزتنا خاصة الحاسبات المحمولة.
شيء آخر يجب مراعاته هو عامل الشكل لهذه الأجهزة. غالبًا ما يكون هارد ديسك اتش دي دي عبارة عن قرص مقاس 3.5 بوصة أو 2.5 بوصة ، بينما يأتي هارد ديسك اس اس دي بأشكال وأحجام مختلفة. الأكثر شيوعًا هو مقاس 2.5 بوصة.
التسعير
|
