تويتر يختبر خواص جديدة باسم ” المتابع السوبر” و “البقشيش” مع تحديث شكل الحسابات

تويتر
جزء من توجه شبكات التواصل نحو المحتوي المغلق لتسويقه جماهيريا
كشف مسئولو تويتر مؤخرا النقاب عن سلسلة اختبارات يجرونها على خواص جديدة ستظهر تباعا على التطبيق خلال الفترة المقبلة، وتتضمن خاصية “المتابع السوبر”، التي يمنحها مشاهير المغردين لبعض من متابعيهم، وخاصية “البقشيش” التي يمكن من خلالها للمبدعين ومنشئي المحتوى والمشاهير، تلقي تبرعات وأموال من متابعيهم نظير الاطلاع على المحتوي الحصري المغلق والمميز للمبدعين، كما تتضمن الاختبارات تحديثات جديدة على شكل الصفحة الشخصية لمستخدمي الموقع والتطبيق، سيضاف بموجبها مفاتيح وازرار جديدة، مع مظهر مختلف عما هو قائم حاليا.
جاء ذلك خلال مؤتمر ” يوم المحللين” الذى نظمته تويتر أخيرا، وقدم خلاله مسئولو الشركة المالكة للموقع عرضا ومعاينة أولية للخواص الجديدة التي يجري تطويرها، ولا تزال تحت الاختبار، وأكدت الشركة خلال المؤتمر أن الهدف من الوظائف الجديدة، هو توفير أدوات لمستخدمي تويتر لتحقيق دخل مباشر من وجودهم على الموقع، من خلال تقديم محتوي مغلق وحصري للمتابعين والأعضاء الذين يدفعون، وقالت جين مانشون وونج المسئولة عن عمليات الهندسة العكسية في تويتر أن الخيارات والوظائف الجديدة، جاري ضمها إلي الكود الخلفي لمنصة تويتر.
صور أولية لشكل التعديلات
عرضت مانشون خلال اللقاء صورا أولية لشكل التعديلات والوظائف الجاري اختبارها، وظهر في الصورة مفتاح لقبول تبرعات المعجبين والمتابعين، مباشرة من ملفهم الشخصي، ومفتاح المتابع السوبر “Super Follow”، على يمين علامة أو أيقونة الملف الشخصي، ويظهر بشكل كبير وبارز، وحل محل مفتاح متابعة القديم، لأولئك الذين يتابعون بالفعل، وسيتمكم الأشخاص من إلغاء المتابعة، عن طريق النقر على ايقونة أو علامة الملف الشخصي، الموجود بجانب مفتاح المتابع السوبر، كما يختبر تويتر مجموعة من الطرق التي يمكن لمستخدميه من خلالها تحفيز المشتركين على الدفع مقابل خيارات إضافية متنوعة.
خاصية البقشيش تسمح لمشاهير المغردين بالحصول على عائد من متابعيهم
أظهرت الصور أيضا وظائف خاصة بالتفاعلات التجارية على الموقع والتطبيق، وهي خطوة شهدت تقدما أكبر هذا الأسبوع، بعدما تم الاختبار الأولى لوظيفة “ملفات تعريف الاعمال”، التي ستوفر تفاصيل الاتصال والتوجيهات الخاصة بالمتاجر المادية، من المحتمل أيضًا أن تحتوي ملفات تعريف الأعمال على خيارات قائمة المنتجات ومعارض الصور وغيرها.
الخطط التجارية
لا يزال تويتر يعمل على الكثير من التفاصيل، مع العديد من الاختلافات في الاختبار، وبالطبع لا يقوم تويتر بذلك من أجل المشاهير ومتابعيهم وحسب، بل لتحقيق مكاسب تخصه هو بالدرجة الأولى، والفكرة هنا أنه من خلال توفير طرق للمستخدمين لتحقيق الدخل من جمهورهم، يمكن أن يساعد ذلك تويتر في الحفاظ على مستخدميه الرئيسيين يغردون في كثير من الأحيان، مع تحفيزهم أيضًا على بناء المزيد من الاعمال التي تعتمد على التطبيق، ومن شأن ذلك أن يساعد تويتر بشكل مثالي على تعزيز الوقت الإجمالي الذي يقضيه المستخدم على تطبيقه، ومن ثم الحفاظ على أصواته الأكثر جاذبية أكثر نشاطًا، بينما تساعد أدوات التجارة الإلكترونية والرسائل الإخبارية الجديدة، من بين وظائف أخرى، على توسيع استخدام تويتر وتوسيع وظائفه.
استحداث حسابات أعمال ينشر أصحابها موادهم الترويجية والإعلانية
يتضح هذا الأمر بشكل أكبر، عند النظر إلى هذه الخواص الجديدة، جنبا إلى جنب مع غرف الصوت، ومجتمعات المناقشة المغلقة، وقيود الجمهور الجديدة على التغريدات، وجميعها أمور تدل على أن تويتر يتقدم نحو مرحلة جديدة قائمة على أدوات المحتوى الحصرية والمغلقة، التي توفر مجموعة كاملة مجموعة جديدة من الخيارات لأولئك الذين يرغبون في بناء مجتمعهم، وعملية تحقيق الدخل المجتمعي، داخل التطبيق.
توجه عام
لا يمكن النظر إلي خطط تويتر ووظائفه الجاري اختبارها، بمعزل عن الهدف العام الذي تسعي إليه منصات التواصل الاجتماعي كافة حاليا، وهو الحفاظ على نشاط منشئ المحتوي الأكثر شهرة داخل المنصة، للحفاظ بالتبعية على الجمهور، ومن ثم بناء نظام بيئي للمحتوى المستدام، الذي يقوم بدروه بتهيئة الفرصة لمزيد من الإعلانات والدخل للمنصة، وتحقيقا لهذا الهدف، بات هناك منافسة مشتعلة بين المنصات، في توفير أدوات تحقيق دخل لصالح المشاهير والمبدعين وكبار المؤثرين من الجمهور الذي يتابع أو يعجب بأعمالهم، والسباق الآن هو توفير أفضل وضعية للمبدعين، ليمكنهم جني أموال فعلية من جهودهم عبر الإنترنت، ومن ثم يبقون داخل المنصة، ولا يذهبون لغيرها.
في هذا السياق تتوالي كل يوم الإجراءات والتحسينات التي تقدمها هذه المنصة أو تلك، فتطبيق سناب شات كشف النقاب هذا الأسبوع عن تقديم حوافز مالية تصل الي مليون دولار يوميا من خلال ما أسماه صندوق المبدع Creator Fund ، للحصول على أفضل اللقطات من قبل المبدعين، في محاولة لجذب المبدعين بعيدا عن تيك توك، أو على الأقل اقناع كبار المبدعين بالبقاء في سناب شات وعدم الانتقال الي تيك توك.
ومن جهتها تقوم شركة فيس بوك، المالكة لتطبيق انستجرام، بمراجعة توظيف الاشتراكات المدفوعة بالرسائل الإخبارية، والتوسع فيها، مع التوسع في أدوات التبرع على أداة نجوم فيس بوك Facebook Stars، وضمها للنظام الأساسي، كما تدرس لينكد إن التابعة لمايكروسوفت أيضا تنفيذ برامج حوافز مادية، لصالح ابرز أعضائها.
وبالطبع تعد هذه توجهات جيدة ومفيدة للمبدعين ومنشئي المحتوي، لكنها قد تكون مشكلة بالنسبة للمنصات ووسائل التواصل الأصغر حجما والأقل تمويلا، والتي يميل الكثير منها حاليا إلي تحسين نظمها الإعلانية الحالية بدلاً من المضي قدما في تقديم الحوافز للمبدعين، وهو مسار أكثر استدامة وطويل الأمد، وإذا ما قرر الكبار مثل فيس بوك ومايكروسوفت وتويتر، رفع الرهان، وتقديم حوافز مالية تتجاوز قدرات ما يمكن أن يقدمه أصحاب المنصات ووسائل التواصل الأصغر حجما، والأقل تمويلا، فسيكون لذلك عواقب وخيمة على هؤلاء الصغار، وربما يجد البعض منهم نفسه خارج اللعبة من الأساس.