بعد كورونا: العمل والتواصل والتسوق والسفر 4 أشياء تغيرها التقنية ولن تعود كما كانت

اي بي ام
كشفت دراسة حديثة أن تقنية المعلومات والاتصالات سوف تلعب دورا بارزا في جعل أربعة أشياء في حياة الناس، لا تعود إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الوباء، وهي مجال العمل، الذي سيتوزع بين العمل من البعد بالمنزل، والعمل الهجين بالمكتب، والسفر الذي سيتحول إلي السفر الداخلي بالسيارات والمركبات الخاصة، اكثر من السفر الخارجي الطويل بالجو أو البحر، والتواصل الاجتماعي، الذي سيظل ضعيفا متأثرا بالتباعد المستمر، خاصة بين الأجيال الأكبر عمرا وتقدما في السن، فيما يكون الجيل زد الأصغر عمرا هم الأكثر اقبالا على التواصل، والتسوق الذي يتحول جزء كبير منه، إلي تسوق عبر الانترنت بصورة دائمة، ولن يعود اكثر من ربع الناس للمتاجر مرة أخرى.
اي بي ام
20% يطلبون العمل الهجين و80% المنزلى
27% يتسوقون عبر الانترنت بلا عودة للمتاجر
25% لا يخططون للسفر حتي بعد تلقي اللقاح
الجيل زد الأسرع في العودة للتواصل الاجتماعي
أعد الدراسة معهد آي بي إم لقيمة العمل، ونفذها خلال شهر فبراير الماضي، على أكثر من 15 ألف شخص حول العالم، واستخدمت فيها احدث تقنيات تحليل البيانات الضخمة، والتعلم العميق، وصدرت الخميس 8 إبريل في تقرير بعنوان ” حقنة الأمل الحياة بعد لقاح كورونا”، وحاولت استكشاف ما ستفعله تقنية المعلومات بالعالم، بعد تلقي 70 إلي 80 % من السكان للقاحات المضادة لوباء كورونا، وتحصين انفسهم من الإصابة، والعودة للانفتاح مرة أخرى.
استطلعت الدراسة في البداية موقف الناس وتوجهاتهم نحو تلقي اللقاحات المضادة، فتبين أن 68٪ من الناس واثقون من فعالية اللقاح وسلامته،بينما 32٪ ليسوا كذلك، وقال 63٪ من المستجيبين أنه يتعين أن يحصل 71-80٪ من السكان إلى التطعيم قبل أن يشعروا بالراحة لاستئناف أنماط حياتهم كما كانت قبل انتشار الوباء، وتبين أيضا أن التردد في الحصول على اللقاح وعدم اليقين أعلى بين المشاركين في الضواحي والمناطق الريفية من المناطق الحضرية.
العمل
كشفت الدراسة عن أن مجال العمل، من أكثر المجالات التي لعبت التقنية دورا في تغييرها بصورة دائمة، ستستمر بعد الوباء، حيث قال 62٪ من الأشخاص أنهم لا يرغبون في تغيير ترتيبهم الحالي ،حتى بعد أن تم تطعيمهم، وقال 80% إنهم يفضلون العمل من المنزل بعد اللقاح ،وقال 20% أنهم يفضلون نموذج العمل الهجين الذي يجمع بين المنزل والمكتب، وقال 30% من المنخرطين في نموذج عمل هجين حاليا أنهم يريدون العمل من المنزل كلية، بينما قال 27% أنهم يريدون العودة للمكتب.
التسوق والبيع بالتجزئة
قال 73% من المشاركين بالدراسة أنهم يخططون للعودة إلي مراكز التسوق، عقب تلقي الجرعة الثانية من اللقاح، فيما أكد 27% انهم سيتسمرون في التسوق عبر الانترنت، وتطبيقات المحمول، وغيرها من وسائل التسوق الالكتروني، ولن يعودوا للمتاجر مرة أخرى، حتي بعد الحصول على التطعيم، وقال 14% من المشاركين أنه لا شيء سيغريهم بالعودة للمتاجر التقليدية مرة أخرى، ووفقا للدراسة فإن السلع والمنتجات التي تتعلق بالهوايات والألعاب، ستشهد زيادة متوقعة في البيع تقدر بحوالي 121%، اما الملابس والأحذية والاكسسوارات فستشهد زيادة متوقعة بنسبة 76% في المبيعات.
السفر
اي بي امقال 30% من الأشخاص الذين تم تطعيمهم إما جزئيًا أو كليًا ،مقابل 23 % ممن لم يتم تطعيمهم ،إنهم سوف يقومون برحلة ليلية في الأشهر الستة المقبلة. وأوضح المسح أن الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 39 عامًا هم الأكثر رغبة في السفر بنسبة 62 ٪ للسفر في غضون ستة أشهر بعد التطعيم مقارنة بالأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا، وهو أمر جيد بالنسبة لصناعة السفر التي خسرت حوالي نصف تريليون دولار في عام 2020، بعدما شهد السفر الدولي والتجاري أكبر انخفاض ،بنسبة 76٪ و 70٪ على التوالي، ومن ناحية أخري تبين أن مجموعة كبيرة من السكان تخطط للبقاء في المنزل إلى أجل غير مسمى، من دون سفر، وقال 25% ممن شملتهم الدراسة أنهم لا يخططون للسفر في 2021، حتي بعد تلقي اللقاح.
وفيما يخص رحلات العمل، توقع التقرير أن يزيد عدد الذين يسافرون للعمل في معظم البلدان بمرتين إلى أربعة أضعاف بعد تلقي اللقاح مقارنة بعام 2020، ولكن في الغالب لمن هم أصغر سنًا، والمسافرون الأكبر سنًا من رجال الأعمال أكثر تشككًا ،وقال 8٪ فقط من المشاركين الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا إنهم سيذهبون في رحلة عمل بدون لقاح ،و 25٪ فقط من تلك الفئة العمرية قالوا إنهم سيسافرون للعمل بعد تلقي التطعيم .
التواصل الاجتماعي
تتنبأ الدراسة بأن التواصل الاجتماعي، لن يعود كما كان قبل الوباء، وستلعب التقنية دورا في هذا التغيير الدائم، فأبناء الجيل “زد” أو الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، كانوا “الأكثر تضررًا من التداعيات الناجمة عن الوباء” و “يميلون إلى أن يكونوا متطرفين، وهم الجيل الأكثر اعتمادًا على هواتفهم المحمولة، ومع حلول الاتصال الافتراضي إلى حد كبير محل التفاعل الشخصي لأكثر من عام من حياتهم الصغيرة ،ربما يكون الجيل زد قد عزز تفضيله للتجارب الرقمية التي ستتجاوز أزمة كورونا، لتصبح نمطا دائما في حياته.
وأشار التقرير إلى أن الجيل زد كان الأكثر صراحة ،في إشارة إلى الرغبة في قضاء بعض الوقت مع أشخاص خارج أسرهم بمجرد أن يحصلوا على اللقاح ،و 27٪ مقابل 19٪ من الجيل اكس الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاما، و 16٪ ممن تزيد أعمارهم عن 55 عامًا، ومع ذلك ،فمن غير المرجح أن يجدوا أماكن اجتماعية جذابة من أولئك الأكبر سنًا. يخطط 60٪ فقط من الجيل زد لزيارة الأماكن الاجتماعية ذات الحشود الكبيرة مثل المعارض الفنية والمتاحف والملاهي أو المنتزهات الترفيهية ودور السينما والفعاليات الرياضية الحية والمسرح والحفلات الموسيقية بمجرد تلقيحهم ،في حين أن 71٪ من جيل الألفية و 69٪ من الجيل اكس يتطلعون إلى هذه الأنشطة.