تجربة عملية لتقييم جودة الإنترنت عبر أقمار “ستار لينك” الفضائية.. أعرف النتيجة

الإنترنت الفضائية
كشفت تجربة عملية استمرت لمدة شهر، لتقييم جودة خدمة الانترنت الفضائية الجديدة “ستار لينك” التي تقدمها شركة سبيس إكس، تحت قيادة خبير التقنية الشهير إيلون موسك، أن السرعة المحققة فعليا تراوحت بين 50 و150 ميجابايت في الثانية، بمعدل استجابة للشبكة تراوح بين 20 و40 مللي ثانية، وبمقابل اشتراك شهري قدره 99 دولار.
السعر 99 دولار شهريا والسرعة و150 ميجا
معدل الاستجابة 20 الي 40 مللي ثانية
الأدوات طبق وحامل ومحول وراوتر
تعد هذه من أولى التجارب الميدانية التي تنشر نتائجها علنا حول هذه الخدمة، وقام بها محللو موقع سي نت، بعد اشتراكهم في برنامج سبيس إكس الاختباري الذي يحمل اسم ” أفضل من لا شيء”، وفتحت باب الاشتراك به لمن يرغب حول العالم في أكتوبر الماضي، وتضمن إرسال معدات التشغيل، وتقديم خدمة ستار لينك، لصاحب الاشتراك، بعد أن تدخل منطقته الجغرافية في نطاق التغطية، وهو أمر مرتبط بعملية إطلاق ونشر الأقمار الصناعية الخاصة بالخدمة في الفضاء الخارجي، والتي وصلت حتي الآن أكثر من 1300 قمر، من أصل 12 الفا تخطط سبيس اكس لنشرها في الفضاء.
وفقا للتقرير الذي نشره المحللون عن هذه التجربة، فإن الاشتراك في خدمة “أفضل من لا شيء” الاختبارية، تم في أكتوبر، فور فتح باب الاشتراك، حيث سجل أحد المحللين في البرنامج بغرض اختبار الخدمة، ومعرفة ما إذا كان يمكنها التعامل مع ممارسة الألعاب، وبث مقاطع الفيديو، وظروف التشغيل المختلفة، وذلك من المنزل الخاص بالمحلل، وهو يقع في منطقة والنوت كريك، على بعد حوالي 30 دقيقة شرق سان فرانسيسكو.
أدوات التشغيل
استغرق الامر من أكتوبر الي فبراير، حتي دخلت هذه المنطقة في نطاق التغطية، وبعدها تم اخطاره بالأمر، ثم ارسال معدات التشغيل الاختبارية، في صندوق يزن حوالي 13.6 كيلوجرام، أوصلته الشركة إلى باب المنزل، ويحتوى الصندوق على طبق هوائي، وجهاز توجيه “راوتر” خاص بشركة سبيس اكس، يعمل بتقنية واي فاي، فضلا عن محول طاقة، وكابلات للتوصيل، وحامل ثلاثي القوائم.
بتحليل العرض الذي قدمته سبيس اكس، تبين أنه لا يتضمن قيم محددة للبيانات والسرعات والاسعار، بل مدي واسع بين الحد الأدنى والحد الأقصى، وهو امر غير مألوف أو ربما غير قائم في صناعة الانترنت، وفسر المحللون ذلك بأنه ربما يعود إلي أن الشركة تتبع ذلك تحسبا للتنقل الذي يمكن ان يحدث للطبق ومعدات التشغيل، في أماكن تفصل بينها مسافات كبيرة.
يؤخذ في الاعتبار هنا أيضا أن خدمة ستار لنك مخصصة بالأساس للذين يعيشون في المجتمعات النائية أو الريفية التي لديها وصول محدود إلى مزودي خدمة الإنترنت، او ليس لديها وصول على الإطلاق، وبالتالي فإن الذين يعيشون في مناطق حضرية، يميلون إلى الحصول على المزيد من خيارات مزود خدمة الإنترنت العادي، وربما لا تكون خدمة ستار لينك من الخدمات ذات الأولوية بالنسبة لهم، على الأقل في المراحل الحالية من بناء الشبكة.
التجربة
تمت التجربة من خلال اشتراك شهري قيمته 99 دولار، يفترض أن يوفر سرعة بيانات في أي مكان تتراوح بين 50 إلي 150 ميجابايت في الثانية، مع معدل استجابة للشركة يتراوح بين 20 الي 40 مللي ثانية، وبدأت عملية الإعداد، بخطوات سهلة للغاية، لا تختلف تقريبا عن تركيب وتوصيل وتشغيل اطباق البث الفضائي العادية، بل تبين أنه طالما أن الطبق الهوائي يتمتع برؤية واضحة للسماء ، فسيتم محاذاته تلقائيًا مع الأقمار الصناعية العلوية التابعة لستار لينك، ليصبح متصلا بالانترنت.
خلال الأسبوع الأول من التركيب والتشغيل، شهدت الخدمة انقطاعات متوالية، ولكن على فترات متباعدة، لكنها جعلت الاتصال بالشبكة غير ثابت، وغير مستقر، ولا يقارن بخدمة الانترنت الأرضية، فتم التواصل مع الشركة، عبر خدمة “ستار لينك سوبر إيديت”، الخاصة بالدعم الفني، فتبين أنها مشكلة أوسع تؤثر على الكثير من العملاء والمشتركين في البرنامج، في مناطق جغرافية متعددة، وساء الأمر حتي باتت الخدمة غير قابلة للاستخدام، واستمر الحال على هذا النحو حوالي أربعة أيام.
بعد حل المشكلة من قبل ستار لينك، أصبحت الخدمة لا تشوبها شائبة، وباتت مستقرة بطريقة مشابهة للإنترنت الأرضية، وكان مستوي السرعة، ومعدل الاستجابة في النطاق الذي حددته سبيس اكس مسبقا، حيث بلغ متوسط سرعة التنزيل 78 ميجا في الثانية، وبلغ زمن الاستجابة داخل الشبكة، أو ما يطلق عليه الكمون 36 مللي ثانية، وبهذه المواصفات تم تشغيل جميع خدمات الانترنت، من مواقع وفيديوهات، وتطبيقات محادثة مرئية وصوتية، وتحميل ملفات وغيرها، وبناء على هذه النتائج خلص المحللون إلي أن سرعات التنزيل وفترة الكمون في ستار لينك تبدو واعدة للغاية، وحال اكتمالها، سوف يكون تأثيرها واسع النطاق على صناعة الإنترنت.