الجيل 5  للمحمول و6 للواي فاي: فيم يختلفان ولماذا تحتاجهما معا؟

الجيل الخامس
الجيل الخامس للمحمول، والجيل السادس للواي فاي، تقنيتان بازغتان واعدتان في عالم الاتصالات المحمولة، يختلفان في نواع عديدة، ويتفقان في جانب واحد فقط، وهو أنك تحتاجهما معا، وأنت تستخدم هاتفك الذكي، أو حاسبك اللوحي أو المحمول، لكي تحقق الاستفادة الكاملة من انترنت الغد، القائمة علي السرعة في الاتصال، والسعة الكبيرة في النقل، وفي السطور التالية سنحاول عرض أوجه الاختلاف بينهما، ولماذا لا يغني احدهما عن الآخر، وتحتاجهما معا.
مطلوبان معا للاستفادة الكاملة من إنترنت الغد
الطيف مرخص للمحمول مجاني للواي فاي
التنزيل 50 ميجا في الجيل الخامس والسرعة 9.6 جيجا للواي فاي
نطاق مرخص وآخر مجاني
أول اختلاف بين التقنيتين، أنه تقنية الجيل الخامس تعمل مع الطيف الترددي المرخص، أي الذي يتعين الترخيص باستخدامه من قبل السلطات، ويدفع فيه مقابل مادي ضخم كرسوم استخدام، ويحصل عليه من يدفع أعلي سعر، ويتعين علي شبكات الاتصالات بناء شبكة من المحطات الأساسية المتصلة القادرة على إرسال إشارة قوية بما يكفي لكي تخدم الشبكة آلاف في وقت واحد،  ولكي تسترد الشركات استثماراتها، فإنها تقدم الخدمة مقابل اشتراكات يدفعها المستخدمون.
في المقابل تعمل تقنية الواي فاي، مع الطيف الترددي المفتوح غير المرخص، الذي يمكن استخدامه مجانا في أي مكان، لكنه طيف يحتوي علي إشارة ضعيفة نسبيا، تقاس ببضعة أمتار، وتعمل تقنية الواي فاي علي التردد 2.4 جيجا هرتز، و5 جيجا هرتز، والأول ذو سرعة قصوي محتملة أقل، لكنه يخترق الجدران ويعمل لمسافات أبعد، والثاني يمكن ان يوفر سرعات أعلي، لكنه لا يخترق أشياء مثل الجدران بسهولة، ويعمل لمسافات أقصر، وهنا تجدر الإشارة إلي أن شبكات الواي فاي التي تعمل علي سرعة 5 جيجا هيرتز، ليس لها علاقة مطلقا بشبكات الهاتف المحمول من الجيل الخامس.
بشكل عام، هناك حالة تعايش وتداخل بين الشبكات العاملة بأي من التقنيتين، ففي الجيل الرابع للمحمول، والخامس للواي فاي، يمكن بدء مكالمة عبر تغطية الوايف اي المنزلية، وعند الخروج من المنزل، وتجاوز نطاق التغطية، يمكن ان يحدث انتقال سلس من الواي فاي الي شبكة الهاتف المحمول، ويتم التبديل تلقائيا من دون أن يفكر المستخدم في ذلك أو يشعر به، وهذا السيناريو سيستمر عند انتشار الجيل الخامس للمحمول والسادس للواي فاي، والفرق الوحيد الذي سيحدث هو أن كلا التقنيتين ستشهدان تحسا واضحا في الأداء.
مزايا الجيل الخامس للمحمول
أكثر ما يعد به الجيل الخامس، هو رفع سرعة تبادل البيانات بين هاتفك وشبكة المحمول والانترنت، فسرعة تنزيل الملفات المتوقعة في شبكات الجيل الخامس تتراوح بين واحد جيجابايت و10 جيجابايت في الثانية، وزمن الاستجابة في الشبكة، أي الوقت الذي تستغرقه لكي تستجيب للمهام المطلوبة، هو واحد مللي ثانية، وهذه السرعات قابلة للمقارنة والمنافسة الي حد كبير مع مع تحققه الشبكات السلكية العادية، بما فيها العاملة بكابلات الألياف الضوئية فائقة السرعة، وعمليا لن تتحقق هذه السرعات النظرية الضخمة، إلا بعد عدة سنوات علي الأقل.
وفي ظروف التشغيل الفعلية، تعتمد السرعة الواقعية للجيل الخامس للمحمول علي العديد من العوامل، مثل المكان الذي يوجد به الهاتف، والشبكة التي يتصل بها، وعدد الأشخاص الآخرين المتصلين بالشبكة في اللحظة نفسها، وطبيعة الهاتف ونوعه، وذلك كله من اجل تحقيق سرعة تنزيل لا تقل عن 50 ميجا بايت في الثانية، وزمن استجابة لا يزيد علي 10 مللي ثانية، وعلي الرغم من أن ذلك يعادل الحد الأدنى للقدرات المفترضة نظريا للجيل الخامس للمحمول، إلا أنه يعد تحسنا كبيرا للغاية مقارنة بما تقدمه شبكات الجيل الرابع الحالية، ومن مزايا الجيل الخامس أيضا أنه سيعمل جنبا إلي جنب مع جميع الأجيال السابقة من شبكات المحمول، ومع شبكات الوايف اي الجديدة ولاسابقة أيضا.
مزايا الجيل السادس للواي فاي
يوفر الجيل السادس للواي فاي سرعات تعادل أربع أضعاف سرعات الجيل الخامس الحالي، حيث يفترض أن تعمل علي سرعة قصوي تصل الي 9.6 جيجابايت في الثانية، وذلك في ظروف التشغيل المثلى، وإلى جانب ذلك، يحقق تحسينات في الكفاءة والسعة الاستيعابية لعدد الأجهزة التي يمكن خدمتها بصورة متزامنة، وكما هو الحال في الجيل الخامس للمحمول، فإن واي فاي 6، يمكنه العمل جنبا الي جنب مع الأجيال السابقة عليه، ولن يحل محلها كلية، لأن الأجهزة الفعلية ـ كالحاسبات المكتبية والمحمولة واللوحية والهواتف الذكية ـ  ستحتاج إلي إضافة دعم للإصدارات الاحدث من واي فاي 6 لكي تستطيع العمل معه.
احتياجات التشغيل
يحتاج الجيل الخامس للمحمول إلي شبكات تعمل بهذه التقنية، وهاتف مجهز للعمل مع الجيل الخامس، وفي الوقت الحالي يتوفر الجيل الخامس للمحمول والسادس للواي فاي علي نطاق واسع، فعشرات من شركات الاتصالات المحمولة الكبرى، أطلقت الجيل الخامس في مئات المدن والمناطق حول العالم، وتوالي نشر المزيد بمعدلات متسارعة، وفي بعض الدول، مثل كوريا والولايات المتحدة، أطلقت بعض الشركات شبكات الجيل الخامس علي مستوي الدولة بأكملها، وليس علي مستوي المناطق أو المدن، وأبدت الشركات استعدادها لمواصلة توسيع هذه الشبكات وإضافة النطاق المتوسط والعالي لاستكمالها، وعلي مستوي الهواتف، أطلقت الشركات الكبرى المنتجة للهواتف، وعلي رأسها سامسونج وابل وهواوي وغيرهم، طرازات متنوعة، جميعها يدعم العمل مع شبكات الجيل الخامس.
أما الجيل السادس من الواي فاي، فلا يحتاج سوي أجهزة هواتف ذكية، او حاسبات محمولة ومكتبية ولوحية، تدعم العمل به، فضلا عن جهاز موجهة ببيانات ” راوتر” يدعم العمل به، وجميع هذه الأجهزة باتت موجودة حاليا، لكنها ليست بمستوي الشيوع والانتشار والتوفر القائم مع الجيل الخامس.
يعني ذلك أن هناك المئات وربما الآلاف من المناطق والمدن حول العالم، يعمل بها الجيل الخامس للمحمول، جنبا الي جنب مع الجيل السادس للواي فاي، في المنازل ومقار العمل، والمقاهي والمطارات ومراكز التسوق، محطات القطارات، وغيرها من أماكن التجمعات العامة، وهناك أجهزة عديدة أيضا، تعمل في وقت واحد بالجيل السادس للواي فاي، والجيل الخامس للمحمول، وعلي رأسها بالطبع الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية، والعشرات من أدوات وأجهزة انترنت الأشياء.
مستقبل الاتصال بالإنترنت
نظرًا لأن المزيد والمزيد من أجهزة توجيه البيانات ـ الراوتر ـ  تدعم العمل مع الجيل السادس للواي فاي، وهناك المزيد والمزيد من شبكات المحمول التي تعمل بالجيل الخامس، فإن  سرعات الإنترنت لدينا ، سواء في المنزل أو أثناء التنقل أو عبر الهاتف المحمول، ستصبح أسرع ، مع زمن انتقال أقل، وبالتالي ستظهر المزيد من المنتجات والتقنيات والتطبيقات والخدمات القائمة علي السرعة والمكان، وربما تصبح المركبات والسيارات هي مركز الثقل الكبير لاستخدام الانترنت، ولعل من ابرزها ألعاب الهاتف المحمول التي ستنافس وربما تتفوق علي حاسبات الألعاب المحمولة والمكتبية، بل وأجهزة الألعاب المتخصصة نفسها، مثل بلاي ستيشن وإكس بوكس وغيرهم، وفي كل الأحوال فإن الوقت وحده هو الذي سيحدد ما يحمله المستقبل، لكن علي سبيل اليقين، سيكون الجيل 5 للمحمول والجيل 6 للواي فاي هما اللغة السائدة، التي توفر سرعات وأداء، يجعل كل ما عشناه ونعيشه حاليا شيئا من الماضي.