دراسة على 31 الف شخص: الجيل زد أكثر من يعاني مع تقنيات العمل عن بعد

الجيل زد
علي الرغم من أن أبناء الجيل زد ـ أو الذين ولدوا تقريبا بين منتصف التسعينيات ومنتصف عام 2021 ـ هم الأكثر استخداما وانكبابا على تقنيات وأساليب العمل من البعد، إلا أنهم واقعا أكثر من يعاني من هذه التقنيات، فلكونهم في بداية حياتهم الوظيفية، ولدت لديهم هذه التقنيات شعورا عميقا بخسارة التقدم الوظيفي، نتيجة الاضطراب الذي واجهوه في بداية حياتهم العملية، ببعدهم عن أماكن التواصل الطبيعية بمقار العمل.
شعور عميق بخسارة التقدم الوظيفي
اضطراب التواصل في بداية الحياة العملية
العمل الهجين الحل مع  الاضطراب المقبل
هذا ما توصلت إليه دراسة نفذتها مايكروسوفت، بعنوان “العمل الهجين الاضطراب الأكبر المقبل .. هل نحن مستعدون”، على 31 ألفا من الموظفين العاملين بشركات تقنيات المعلومات، وإدارات التقنية بالمؤسسات والشركات المختلفة، فضلا عن الموظفين من التخصصات الأخرى، الذين يطبقون أساليب العمل عن بعد، وأكدت الدراسة أن أسلوب العمل الهجين المرن، الزى يجمع بين الذهاب للمكتب، والبقاء بعيدا بالمنزل، هو التغيير والاضطراب الأكبر المقبل، بعد انتهاء فترة وباء كورونا، أو حتي ما قبل انتهائه، ويمكن مطالعة الدراسة بالكامل من هنا.
الجيل زد
تقول الدراسة أن وباء كورونا، أجبر أصحاب الاعمال ومسئولي الشركات على القبول الي حد كبير بترتيبات وإجراءات العمل عن بعد، للحفاظ على الصحة وتجنب الإصابة بالفيروس، وذلك من خلال جداول عمل آمنة مرنة، تعتمد على تقنيات المعلومات في العمل من البعد، لكن ما حدث أن الكثير من أصحاب الأعمال والموظفين معا، بدأوا ينظرون الي جعل هذا الامر واقعا جديدا مستديما، حتي بعد انقضاء الوباء، فيما يعرف بالوضع الطبيعي الجديد، وفي هذا الصدد وجدت الدراسة أن 73٪ ممن شملهم الاستطلاع يأملون في استمرار خيارات العمل عن بعد عندما ينتهي الوباء، وحتى المتقدمون من الجيل زد كانوا أكثر ميلًا إلى حد ما للتقدم لوظيفة ذات خيارات عن بُعد مقارنة بواحد فقط في المكتب.
لكن الموظفون من الجيل زد، اشتركوا في القول بأنهم أكثر توتراً ،ووجدوا أنهم يكافحون أكثر من أقرانهم، فهم بحكم السن في بداية الحياة الوظيفية والاجتماعية والأسرية، وفي هذه الظروف يميلون إلى أن يكونوا عازبين ، مما يجعلهم يشعرون بالعزلة، وبما أنهم في بداية حياتهم المهنية ، فليس لديهم الوسائل المالية لإنشاء مساحة عمل جيدة في المنزل إذا لم يدفع صاحب العمل مقابل ذلك، وهم لا يعقدون تلك الاجتماعات الشخصية التي تساعدهم أحيانًا على الوصول إلى مشاريع التقدم الوظيفي ، أو حتى الوصول إلى علاقات جيدة مع رئيسهم، وبالتالي فهم الأكثر معاناة من تقنيات وأساليب العمل عن بعد، على الرغم من أنهم يتقنون استخدامها.
وفي احدي المقابلات التي تمت خلال الدراسة، قالت هانا ماكونوجي ، مديرة تسويق المنتجات في مايكروسوفت ، وهي موظفة من الجيل زد أن تواصلها مع الآخرين كشخص في بداية حياته المهنية، بات أكثر صعوبة منذ الانتقال إلى العمل عن بُعد بالكامل، خاصة منذ التحول إلى فريق مختلف تمامًا أثناء الوباء.
كما قال جورج أندرس المحرر المتجول في لينكد إن وأحد معدي الدراسة، أن النتائج أظهرت أنه بالنسبة لجيل زد والأشخاص الذين بدأوا للتو في حياتهم المهنية ، كان هذا وقتًا شديد الاضطراب، لأنه من الصعب جدًا العثور على موطئ قدم لهم، نظرًا لأنهم لا يجربون الإعداد الشخصي والتواصل والتدريب الذي كانوا يتوقعونه في العام العادي.
العمل حتي النخاع
توصلت الدراسة إلي أن أبناء الجيل زد ليسوا وحدهم من يعاني، فقد واجه من لديهم أطفال استياء وتوتر أكثر من زملائهم الذين ليس لديهم أطفال، لأنهم يكافحون لتحقيق التوازن بين العمل والإشراف على الأطفال الذين يتعلمون في المنزل، وعلى الرغم من أن الشركات حاولت تقديم المزيد من المزايا للآباء ، بما في ذلك المزيد من الإجازات المدفوعة ، إلا أن موظفي صناعة التكنولوجيا على وجه الخصوص أكدوا أنهم يشعرون بالانغماس في العمل حتي النخاع طوال الوقت، وأن الإجازات وخلافه لم تمنحهم المزيد من الوقت.
عبر الكثيرون عن أنهم يريدون المرونة اكثر من العمل عن بعد بالكامل، وقال 73٪ ممن شملهم الاستطلاع إنهم يريدون خيارات العمل عن بعد للبقاء ، بينما قال 46٪ إنهم يخططون للانتقال الآن حتى يتمكنوا من العمل عن بُعد. ومع ذلك، قال 67٪ إنهم يريدون المزيد من العمل الشخصي أو التعاون أيضًا، فيما قال آخرون أنهم لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط.
عالم جديد معقد
دفعت هذه النتائج معدو الدراسة، إلي القول بأن بيئات الأعمال تتجه إلي عالم جديد معقد مضطرب، سنواجهه جميعًا عندما تسهل إرشادات التباعد الاجتماعي وندخل إلى الوضع الطبيعي الجديد، ولن يكون ورديا أو سهلا كما كان يعتقد البعض، والوضع الطبيعي الجديد، لن يكون متطابقا مع الفكر الذي ساد لدي بعض الشركات الكبرى قبل الوباء، وظلت لسنوات تسعي لتوفير مساحات عملها أكثر إنتاجية ، مثل فيس بوك الذي وضع مكاتبه في العراء ، متوقعا أن يأتي الجميع للعمل كل يوم لرؤية وسماع والتفاعل مع بعضهم البعض، ومثل شركة ابل التي أنشأت تجمعات للأشجار وممرات المشي في حرم مقرها الذي يشبه “سفينة الفضاء” الضخمة، حتى يتمكن العمال من الالتقاء وطرح الأفكار في مساحة مفتوحة مع تغييرات مضمنة في المشهد، و جوجل عرضت على وجبات مجانية في العمل، مما شجع الناس على البقاء، ليس فقط في المكتب لفترة أطول، ولكن أيضا للتجمع خلال ساعة الغداء.
في استنتاجاتها النهائية، تقترح مايكروسوفت أن تستثمر الشركات في التكنولوجيا التي تساعد على ربط العالمين المادي والرقمي معا ، بحيث يمكن للفرق العمل عن بُعد وفي المكتب، مع اتباع سياسات تمنح المزيد من الدعم الوظيفي لأبناء الجيل زد.