انتل واية ام دي تبدآن إصلاح “اخطاء تاريخية” بالمعالجات ومخترع لينكس يرحب

انتل لينكس
في هدوء واضح، ودون ضجة، أو كشف لكل التفاصيل، تعمل شركتا انتل واية إم دي ـ اكبر شركتان لإنتاج المعالجات الدقيقة في العالم ـ على إدخال تعديلات على طريقة تصميم وبناء وإنتاج المعالجات، لإصلاح ما رآه الكثير من الخبراء “أخطاء تاريخية” مزمنة متراكمة منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وجاء أهم تعقيب على هذه الخطوة من قبل لينوس تورفالدس، خبير البرمجة العالمي الأشهر، ومخترع نظام تشغيل لينكس، والذي وصف الخطوة الجارية بأنها عملية تنظيف وتخلص من الأشياء السيئة، او البالغة السوء، في المعالجات التي تقدمها كلا الشركتين، وتؤثر على أداء نظم التشغيل، وقدرات مبرمجي نواة نظام التشغيل، والمبرمجين الآخرين الذين يعملون على مستوي شرائح الأجهزة الخاصة بهم.
انتل
تعديلات هادئة على طريقة بناء المعالجات
 تورفالدس يعتبرها تنظيف لأشياء سيئة
المعالجات المعدلة تظهر بعد عدة سنوات
ألقي لينوس تورفالدس الضوء على هذا التحول التاريخي من قبل الشركتين، في تدوينه نشرها 13 مارس الجاري، على منتدي ريال ورلد للتقنية، الذي يعد من أهم منتديات التقنية والبرمجة حول العالم، وأكد فيها ترحيبه بهذه الخطوة من قبل الشركتين.
التعامل مع الاستثناءات
بحسب تورفالدس فإن الشركتين تقومان حاليا بتغيير الطريقة التي تتعامل معها البنية الهيكلية للمعالجات الدقيقة، أو وحدات المعالجة المركزية، المستندة الي هيكلية إكس 86 التاريخية، مع الاستثناءات، أو المواقف والمهام الطارئة وغير الأساسية، أثناء عملها في تشغيل الحاسبات ومعالجة المعلومات.
بصوة اكثر تحديدا، تقوم الشركتان بتنظيف وتحسين الخيارات المستخدمة في تصميم وحدات المعالجة المركزية، ومن بينها الطريقة الخيار المعروف باسم ” بنية 80286″، والمطبق في تصنيع المعالجات الدقيقة منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وعلي الرغم من أن الشركتين تقوما بالتعديلات والإصلاح في وقت متزامن، إلا أن كل منهما يمضي في طريق أو نهج مختلف.
أية إم دي الأسبق
كانت شركة أية إم دي هي الأسبق، في بدء جهود الإصلاح والتطوير، حيث أعلنت عن خطتها في فبراير الماضي، ثم تبعتها انتل بالإعلان عن خطتها في مارس الجاري، وقد ألقي تورفالدس الضوء على جهود الشركتين، فقال إن إصدار إية إم دي هو أساسا لإصلاح الأخطاء المعروفة في تعريف معالجة الاستثناءات لدي المعالج، أما انتل فهي تحاول إصلاح الأشياء السيئة المتراكمة على خيار 80286، والتي أصبحت اكثر غرابة مع التطبيقات والبرامج من فئة 32 بت، ثم أضافت إليها تعديلا آخر جعل كل شيء أسوء، ثم أدخلت ملحقات جديدة مع هيكلية إكس 86 التي تعمل مع تطبيقات فئة 64 بت، وهذه الملحقات جعلت الامر اكثر سوءا.
وصف تورفالدس هذه الأمور بأنها هراء يتعين التخلص منه، داعيا إلي بناء معالجات جديدة، بوضعيات جديدة يختفي فيها كل هراء، أو مراكمة لأشياء تغطي على أخطاء تاريخية معروفة.
وأضاف ” إن جهود أية إم دي هي في الأساس جهد ضئيل لإصلاح المشكلات الأساسية الفعلية، مع كل تلك الهراء الناجم عن الإرث، الذي يعد سيئًا للتغلب عليه والذي تسبب في حدوث مشكلات.
ما هي المشكلات
قال تورفالدس أن المشكلات التي تعاني منها المعالجات تاريخيا، لا يدركها أو يحس بها المستخدم العادي، لكنها معروفة للخبراء من المستوي الاحترافي، فهي مخفية في جزء من المعالج يطلق عليه ” جدول وصف المقاطعة” او “آي دي تي”، وهو خاص بالهيكلية المعمارية المعروفة باسم “اكس 86” التي قامت عليها المعالجات منذ عدة عقود، وجدول وصف المقاطعة، يأتي للأسف مع العديد من المشكلات، لأنه يعد تنسيقا سيئا فظيعا، ويفرض أن يتم تحليل الذاكرة بطرق غريبة لكي يقوم المعالج بالتعامل مع الاستثناءات، وقد تضاعف هذا السوء، من الأجيال التي عملت مع تطبيقات وبرمجيات فئة 32 بت، ثم أصبح اكثر سوءا بكثير، مع الأجيال التي تعمل مع تطبيقات وبرمجيات 64 بت الحالية، وانتهي تورفالدس إلي القول: باختصار .. إنها فوضى وقد أصبحت أكثر فوضوية لبعض الوقت.
تحرك ايجابي
في ضوء ما سبق، يري تورفالدس ان ما تقوم به الشركتان الآن هو تحرك إيجابي، تأخر كثيرا، فأية إم دي تسعي لإصلاح الأخطاء التاريخية الصريحة، ولكنها تحافظ على بعض الأشياء كما هي، أما انتل فتدرك أنه كان هناك خطأ أكبر من مجرد الأخطاء الصريحة التي كان لابد من حلها بواسطة برنامج النظام، والشيء الصحيح الذي يجب انت تحققه الشركتان هو إعادة تصحيح وضعية “جدول وصف المقاطعة” او آي دي تي بأكمله، وطرح بديل جديد كليا، وتوقع تورفالدس أننا لا زلنا على بعد بضع سنوات من رؤية معالجات جديدة، تدعم التوجه الجديد المختلف، وتصلح الأخطاء التاريخية، وتجعل الحياة اسهل بكثير، بالنسبة لمبرمجي نواة التشغيل، وجميع المطورين الآخرين الذين يعملون على مستوي شرائح ومعالجات الحاسبات الخاصة بهم.