فوكسكون تتوقع نقصا بالشرائح الالكترونية للسيارات الفترة المقبلة

 أعلن ليو يونج واي رئيس مجلس إدارة شركة فوكسكون التايوانية أحد أهم موردي شركة أبل أن سوق الشرائح الالكترونية ستواجه خلال الفترة القادمة نقصا واضحا في الشرائح الالكترونية في مجال الشرائح الموجهة لصناعة السيارات، بسبب الارتفاع الكبير في الطلب علي شرائح الحاسبات المحمولة، والهواتف الذكية وأجهزة الألعاب، وإن كان تأثير هذه المشكلة سيكون محدودا على صناعة أشباه الموصلات والسيارات.
السبب ارتفاع الطلب علي الحاسبات المحمولة والهواتف
أبل لن تتأثر بالنقص لضخامة سلسلة التوريد
بعض شركات السيارات تخفض انتاجها تحسبا للازمة
وذكر يونج أن معظم العملاء الذين تتعامل معهم شركته سيستطيعون تجاوز هذه المشكلة، فهم من كبار اللاعبين في السوق وبمقدورهم اتخاذ التدابير الوقائية حيالها.
وتوقع يونج أن تبلي شركته بلاء حسنا في النصف الأول من عام 2021، وذلك بعد أن بدأ التأثير السلبي لوباء كورونا اقتصاديا في التراجع، إلى جانب استمرار الطلب.
استجابة سريعة
أوضح يونج أنه على الرغم من أن عددا كبيرا من الصناعات تأثرت بشدة بسبب جائحة كورونا، فإن الوباء زاد من الطلب على الحاسبات المحمولة ووحدات تشغيل ألعاب الفيديو وهو ما أدى إلى أن تغير الشركات المصنعة للشرائح من استراتيجيتها بتخصيص جزء أكبر من إنتاجها لهذه القطاعات التي زاد الطلب فيها على حساب القطاعات الأخرى التي شهدت تراجعا في الطلب كصناعة السيارات.
من جانبها اضطرت الشركات العاملة في تصنيع السيارات وعلى رأسها فولكس فاجن وجنرال موتورز وفورد إلى التجاوب مع هذه المشكلة بخفض إنتاجها. ولم يقتصر النقص على الشركات المنتجة للسيارات بل امتد أيضا إلى قطاع الهواتف الذكية، حيث ظهر النقص في شرائح إدارة الطاقة وتشغيل الشاشة ومعالجات التطبيقات.
ومع ذلك توقعت شركة “كاونتر بوينت” للبحوث والاستشارات أن يكون تأثير ذلك النقص على شركة أبل محدود وذلك بسبب حجمها الكبير الذي يجعل سلاسل التوريد الخاصة بها تمنحها الأولوية في الوفاء باحتياجاتها، فأبل هي أكبر عملاء شركة فوكسكون.
منصة السيارات الكهربائية
على الجانب الآخر، يرى الخبراء أن فوكسكون تتطلع إلى التوسع في مجالات أخرى كقطاع السيارات الكهربائية، وهو ما أكده يونج بقوله إن منصة تطوير السيارات الكهربائية “إم آي إتش” في الشركة لديها أكثر من 736 شركة شريكة. وعلى الرغم من أنه توقع أن يشهد الربع الأخير من العام المالي الحالي ظهور نموذجين أو ثلاثة من هذه السيارات، بل وربما إطلاق حافلة كهربائية، إلا أنه أكد أيضا أنه لا يتوقع أن تسهم المنصة بشكل بارز في مكاسب الشركة حتى عام 2023.
ويشير الخبراء إلى أن شركة فوكسكون التايوانية التي تعد الأولى عالميا في مجال تصنيع أشباه الموصلات -كما يؤكد ملفها على شبكة لينكدن- تحاول زيادة قدراتها في صناعة السيارات لملاحقة رغبة شركات التقنية بما فيها عميلتها الشهيرة أبل التوسع في هذا المجال. لكن يبدو أنها لن تقصر تعاملاتها على هذه الأخيرة فقد أقامت مشروعا مشتركا مع شركة السيارات الصينية جيلي هولدنج جروب، وذكر يونج الشهر الماضي أن المشروع يجري محادثات مع شركة فارادي فيوتشر الناشئة وآخرين للتعاون في مجال السيارات الكهربائية.
تنويع مصادر العوائد
 من جانبها أشارت شركة كاونتر بويت أن توجه فوكسكون إلى مجال السيارات الكهربائية يعود أيضا إلى رغبتها في تنويع مجالات عملها وتقليل اعتمادها على أبل في توليد العوائد، وهو ما جعلها تعلن في السادس عشر من أكتوبر من العام الفائت عن تدشين منصة إم آي إتش وهي منصة مفتوحة للبرمجيات والأجهزة الخاصة بالسيارات الكهربائية.
منصة مفتوحة
تهدف فوكسكون إلى جعل هذه المنصة منصة للسيارات الكهربائية التي تعتمد على نظام أندرويد، الأمر الذي دفع الخبراء للتساؤل عما إذا كان هذا الأمر سيهدد صناع السيارات التقليديين. فالمعروف أن معظم صانعي السيارات يستخدمون نظاما مغلقا لتطوير السيارات، ومن ذلك شركة تسلا التي تستخدم منصة خاصة بها لبناء سياراتها الكهربية كما تفعل أبل في مجال صناعة الهواتف الذكية. لكن فوكسكون تهدف إلى بناء منصة مفتوحة تماما للسيارات الكهربية، حيث تستطيع أي شركة تعمل في مجال تصنيع السيارات تغيير التصميم ليتوافق مع الاحتياجات التي تريدها.
تحدي تشارك الخبرة
يرى الخبراء أن منصة فوكسكون المفتوحة ستواجه تحديات واضحة، فالدخول في شراكة مع أي من صانعي السيارات الكبار لن يكون أمرا سهلا، وذلك لأن معظمهم لن يفضلوا تشارك خبراتهم الأساسية مع منصة مفتوحة. لكن يبدو أن فوكسكون لا ترى في هذا الأمر مشكلة، فمن وجهة نظرها ستكون هذه المنصة فرصة تتيح لصانعي السيارات ومقدمي الخدمات تقديم ميزات فريدة من نوعها للسيارات المنتجة.