جوجل بيكسل 5 : السعر تنافسي والتأمين مقامرة غير محسوبة

يمثل الهاتف جوجل بيكسل 5، نقطة تحول في استراتيجية جوجل لتصنيع وبيع الهواتف الذكية، بأكثر من كونه تطورا تقنيا مهما ونوعيا في مواصفاتها وقدراتها الفنية، فقد جاء بسعر اقل مائة دولار عن سلفه جوجل بيكسل 4، محافظا علي مواصفات عالية اقرب للممتازة، لكنها ليست بالجديدة المبتكرة المبهرة، ما يعني أن جوجل باتت تخاطب جيوب وميزانيات الساعين لشراء هاتف، بدلا من عقول وبهرجة المهووسين بالتقنية.
يقل عن بيكسل 4 مائة دولار والمواصفات عالية
حذف التأمين بالوجه ونظام استشعار الحركة
 استراتيجيته  تركز علي البيع لا المباهاة بالتقنية
كان بيكسل 5 قد طرح رسميا بداية أكتوبر 2020، ووصل للأسواق مع مطلع نوفمبر، ووفقا لتحليل أعد التقييم محللو موقع “كمبيوتر ورلد computerworld.com”، فإن جوجل بيكسل 5 عاد الي النقطة التي انطلقت منها هواتف جوجل نيكسس الأولي قبل اكثر من خمس سنوات، ليركز علي أن الهاتف الأقدر علي تحقيق النجاح، هو الهاتف الأقل تكلفة، وليس الضرورة الهاتف الذي يقدم نفسه علي انه التحفة التقنية المبتكرة.
700 دولار
قدمت جوجل بيكسل 5 بسعر  700 دولار، وهو سعر يقل مائة دولار عن سعر جوجل بيكسل 4، الذي طرح نهاية 2019، وبدأ بسعر 800 دولار للإصدار العادي، و900 دولار للإصدار الأكبر، ومع انخفاض السعر علي هذا النحو، يصبح سعر بيكسل 5 قليلا مقارنة بأسعار الهواتف الذكية الأساسية عالية المواصفات، مثل أي فون 12 وجالكسي إس 21، الي عادة ما تبدأ بسعر أساسي هو ألف دولار.
المواصفات
استغني جوجل 5 عن المعالجات المتطورة جدا التي تعمل بها الهواتف عالية المواصفات الأخرى، واعتمد علي معالج اقل في المواصفات، من الشريحة الأعلى من الوسطي أو الوسطي، كما جاء بشاشة أقل في الجودة والمواصفات عن الشاشات ذات التحديد العالي والوضوح الفائق رباعية الدقة، التي تزيد دقتها علي 1080 بيكسل.
يعد ذلك نزولا محسوبا بالمواصفات، تم بحرص واضح، واقتصر علي مجموعة المواصفات الأعلى، التي عادة ما تهتم بها شريحة ضيقة من المشترين، تعرف بشريحة المهووسين بالتقنية، تسعي دائما للتميز التقني وتسخر من الطرازات التي لا تحتوي علي أعلي المواصفات، وحاول الهاتف مخاطبة الشرائح الاوسع من المستهلكين، الذين عادة ما لا يلاحظون فرقا إذا ما غابت هذه اللمسات التقنية الرفيعة عن الهاتف.
فعلي سبيل المثال، لن يلاحظ المستخدم فرقا واضحا لو انتقل الهاتف من معالج كوالكوم سناب دراجون 865 إلي المعالج سناب دراجون 765، وربما لن يعرف بوجود هذا الاختلاف من الأصل، ولن تكون هناك مشكلة ظاهرة ومزعجة عند انتقال الشاشة من دقة 2160 بيكسل، الي 1080 بيكسل.
ساعد جوجل في هذا الأمر، انها لا تزال تمتلك مزايا ومواصفات قوية خاصة بها، لم تتأثر بقرار تخفيض السعر، هذا إلي جانب امتلاكها لقدرات وأدوات تسويق وتوزيع قوية، فضلا عن انها اختارت توقيتا مثاليا لهذا التحول، واكب شعور الملايين من المستخدمين بالإرهاق وعدم الرضا عن فكرة كسر الهاتف لحاجز الالف دولار.
المقامرة
لم يكن قرار جوجل مأمون العواقب وحكيما في مختلف جوانبه، بل حمل في طياته بعض الأمور التي تنطوي علي مخاطرة، وتجعلها أقرب للمقامرة، ويتعلق هذا الامر بنقطتين أساسيتين، هما الاستغناء عن نظام التأمين القائم علي التعرف علي الوجه، وعن نظام استشعار الحركة المتقدم، وخلوا الهاتف من هذين النظامين يعد نقطة ضعف واضحة، لأن التأمين ومتطلباته، وسهولة الحركة ومرونتها أمور لا يمكن المسامة عليها ، أو القبول بغيابها ، من قبل شرائح عريضة من المستخدمين، فاستشعار الحركة، تقنية يبلغ عمرها عام واحد، لكنها عملت بشكل جيد للغاية ولاقت قبولا واسعا، وهذا النظام كان في الأصل يعرف باسم “مشروع سولي”، ثم اطلق عليه “استشعار الحركة”، ويتضمن رادرا دقيقا، يسمح للهاتف باستشعار حركات اليد مهما كانت صغيرة، والاستجابة وفقًا لذلك، للتحكم في تشغيل وإسكات الأصوات، وعند طرحه لأول مرة ، أكدت جوجل أنه مجرد البداية، وسيتطور مع الوقت، ليتعود المستخدمين على هذه الطريقة الجديدة في التفاعل مع الهواتف، وأضافت أنها ستقوم بتوسيع “لغة” النظام الفريدة وإمكانياته مع مرور الوقت.
 أما التأمين بتقنية التعرف علي الوجوه، فقارب علي أن يكون من المعايير الاعتيادية الأساسية، في الهواتف عالية المواصفات، ومن ثم لم يعد مقبولا حذفها من الهاتف، وهذا ما يجعل قرار حذف هاتين التقنيتين من الهاتف أقرب إلي المقامرة.