حينما تتجول علي الإنترنت، او تستخدم هاتفك المحمول، او بطاقتك الرقمية، أو تدخل من بوابة الكترونية، او تمر امام كاميرا معلقة في حائط متجر، او تشغل خدمة تحديد المواقع وخرائط جوجل، فأنت دائما ما تترك وراءك “غبارك الرقمي”، أو شذرات متشظية من البيانات الرقمية، الدالة علي هويتك، وماذا فعلت، ومتي فعلت، وبحلول عام 2025، يتوقع أن تكون مسألة تتبع ورصد الغبار الرقمي للأشخاص حول العالم، من أعقد قضايا الخصوصية المثارة علي الساحة، بسبب موجة جديدة من البرمجيات التي يطلق عليها ” آي أو بي”، أو برامج “انترنت السلوك”، ولن تكون قضية تتبع الغبار الرقمي للإنسان هي وحدها الساخنة علي الساحة، بل ستكون ضمن تسعة اتجاهات تقنية رئيسة، و3 قضايا مهيمنة علي الساحة، وذلك كله وفقا لتوقعات وضعها خبراء مؤسسة جارتنر الدولية المتخصصة في بحوث سوق تقنية المعلومات، بشأن المشهد التقني العالمي بحلول عام 2025.
“انترنت السلوك” و “الميكنة المفرطة” أبرز الاتجاهاتابرز القضايا “التركيز على الأشخاص” و”استقلالية الموقع”أكثر من نصف العالم يخضع لبرامج “انترنت السلوك” |
قدم خبراء جارتنر هذه التوقعات في مؤتمر “جارتنر آي تي ” الدولي، الذي نظمته المؤسسة خلال الفترة من 19 إلي 22 أكتوبر الماضي، ولخص خلاله الخبراء التوجهات التقنية المتوقعة في عالم التقنية بحلول عام 2025 في تسع توجهات، تحمل في طياتها ثلاث قضايا كبري، هي التركيز على الأشخاص ، واستقلالية الموقع ، والهيكل والعمل المرن، وتتربع قضية تتبع الغبار الرقمي علي قمة هذه القضايا، باعتبارها لصيقة بالتركيز علي الأشخاص، اما التوجهات التسع المتوقعة فجاءت كالتالي:
حساب تعزيز الخصوصية
نوع من خدمات حماية الخصوصية، قائم على معالجة البيانات في البيئات غير الموثوق بها، وحالات استخدام تحليلات البيانات متعددة الأطراف، ويحمي الحساب المعزز للخصوصية البيانات المستخدمة مع الحفاظ على السرية، ويعزز هذا الاتجاه تشريعات الخصوصية المتزايدة حول العالم.
إنترنت السلوك “أي أو بي”
وهو نمط من البرامج والتقنيات خاص برصد وإدارة البيانات الرقمية المرتبطة بإدارة الاحداث السلوكية للأفراد والمؤسسات، أو ما يعرف بـ ” الغبار الرقمي” لحياة الناس اليومية، وتتضمن بيانات التعرف على الوجه، وتتبع الموقع، وغيرها، ومنها البرامج التي تنفذها شركات التأمين التي تراقب لياقتك البدنية وكمية طعامك، ونشاطك الرياضي، لتعديل قسط التأمين، وتتوقع جارتنر أن يخضع اكثر من نصف سكان العالم لواحد او اكثر من برامج انترنت السلوك في 2025.
هندسة الذكاء الاصطناعي
يتضمن هذا الاتجاه توفير الانضباط الهندسي لمشروعات الذكاء الاصطناعي، لأن 53 ٪ فقط من مشروعات الذكاء الاصطناعي تتحول فقط الي مرحلة الإنتاج، ولذلك ستتمحور هندسة الذكاء الاصطناعي حول توفير هيكل قوي من شأنه التأكيد على وجود مشاريع ذكاء اصطناعي يتم تسليمها بطريقة متسقة لضمان قدرتها على التوسع والانتقال إلى الإنتاج وخدمة المستخدم النهائي.
تجربة ” تي إكس” الكلية
حتي العام الماضي، كان الحديث يجري عن الأنظمة والتقنيات، التي توفر تجربة عمل متعددة للمؤسسة أو الأشخاص، لكن من الواضح الآن أن الاتجاه هو “التجربة الكلية” أو ” تي إكس”، التي تجمع مثلا بين تجربة العملاء وتجربة الموظف وتجربة المستخدم، والتجربة المتعددة من العلاقات البينية القائمة بين الجميع، ووفقا لجارتنر سيكون هذا هو المكان الذي ستكسب فيه الشركة أو المؤسسة الميزة التنافسية التي تضمن لها التفوق.
الميكنة المفرطة
سيعزز هذا الاتجاه الطلب الهائل على ميكنة المهام اليدوية المتكررة، وكان اتجاها استراتيجيًا رئيسيًا في العام الماضي، والتغير الأبرز فيه أنه بدأ ينتقل من الميكنة القائمة على المهام، إلي الميكنة القائمة على العمليات، أو ميكنة عدد من المهام داخل العملية الواحدة، ثم الميكنة الوظيفية القائمة على ميكنة عمليات متعددة متتالية، مما يجعل الميكنة تتخذ الشكل المفرط أو الضخم على مستوي نظام الاعمال بأكمله.
العمليات في أي مكان