السيولة المالية تتضخم لدي اكبر سوق للبرامج الضارة فتختفي فجأة

أخيرا ذاقت أكبر سوق للبرمجيات الخبيثة والتزييف والمخدرات، من الكأس نفسها التي أذاقتها للآلاف من ضحاياها حول العالم، حيث تعرضت فجأة للتوقف والاختفاء من مكانها في قلب الانترنت المظلمة، بعدما تضخمت لديها السيولة المادية ووصلت إلي ذروتها، وحدث الاختفاء من دون أن يظهر لذلك سبب محدد وواضح، غير أن بعض التكهنات رجحت تعرضها لهجمة انكار خدمة عاتية بغرض الابتزاز، فيما قالت إشاعات أخري أن مديرها هرب بما تكون لديه من سيولة مالية في حسابات عملائه.
اكثر وقائع الانترنت إثارة وغموض خلال 2020
إشاعات حول هروب مدير السوق بالسيولة المالية
تكهنات  ترجح تعرضها لهجمة انكار خدمة بغرض الابتزاز
تحمل هذه السوق اسم “امباير ماركت”، وتصنف على أنها الأكبر على الإطلاق داخل الانترنت المظلمة، في تجارة المخدرات والأدوية الممنوعة، والوثائق المزيفة، والفيروسات والبرامج الضارة، والدورات والدروس في مجالات القرصنة والسرقة، والأشياء المزيفة، كوثائق الهوية وجوازات السفر وغيرها، وأدوات ممارسة احتيال والنصب والابتزاز، والوصفات الطبية، ووسائل إنقاص الوزن، ولذلك فإنه بغض النظر عن وضوح أو غموض حادث اختفائها وملابساته، فهو يظل محل اهتمام ومصدر للإثارة، إذ طالما عملت هذه السوق كمصدر إزعاج ورعب عبر الانترنت، لكونها قلب الجريمة المنظمة عبر الانترنت، بما احتوته من بضائع وعلاقات وكيانات سيئة السمعة، تحدث بسببها كوارث يتناثر ضحاياها هنا وهناك حول العالم.
ومن جانبها رجحت كيسي كلارك، الخبيرة في شركة ديجيتال شادو لأمن المعلومات، أن يكون ما حدث عبارة عن عملية  “خروج احتيالي”، وهو نوع من العمليات التي تتكرر في عالم الانترنت المظلمة، ويقصد بها أن مديرو هذه المواقع، يعملون بجد واحترافية شديدة لفترة طويلة مع عملائهم، لكسب الثقة، وإقناعهم بوضع مبالغ مالية مغرية في حسابات الضمان الخاصة بالموقع، وتتناسب هذه المبالغ مع حجم تعاملاتهم الكبيرة، وفي لحظة وصول الأموال إلي حجم ضخم، يقرر البعض من هؤلاء المديرين السطو علي الأموال الموضوعة في الحسابات والاختفاء.
الظهور لأول مرة
وفقا لما ذكره الخبراء على مدونة ألجو سيك المتخصصة في أمن المعلومات، فإن إمباير ماركت ظهر لأول مرة في أغسطس 2017، بعد اختفاء موقع “الفا باي”، الذي كان الاضخم والاكبر من نوعه في ذلك الوقت، وتمت إزالته من الانترنت المظلمة من قبل السلطات الامريكية، ومصادرة ما وجد به من أموال مشفرة، وبالتالي أصبح “إمباير ماركت” هو الوريث الفعلي لألفا باي، وجاء كنسخة طبقة الأصل منه.
وريث لألفا باي
طبق إمباير ماركت الخطوات الثلاثة عشر التي كان معمول بها في ألفا باي ، وتمسك بها كإجراءات يتعين المرور بها واجتيازها قبل الوصول إليه، وهي إجراءات تحدد كيفية الوصول للإنترنت المظلمة، والعمل من خلال الشبكات الافتراضية الخاصة المعروفة باسم “في بي إن”، واستخدام متصفح ” تور” الذي يتميز بخواصه التأمينية العالية، ثم يحدد كيفية الوصول للعنوان، ثم إجراءات خاصة للدخول والتسجيل وانشاء الحساب، ثم إجراءات للحصول علي حساب الضمان، الذي يجبر البائعين علي وضع قدر من أموالهم في صورة عملات مشفرة، مثل بتكوين أو غيرها، داخل الموقع قبل عرض أي بضاعة من أي نوع والتعامل عليها، ويحدد الموقع مستويات مختلفة لقيمة المبالغ المطلوب إيداعها في الحساب، ووفقا لنوعية وكمية البضاعة المعروضة، وبعد ذلك يتعين علي المتعامل مع الموقع اجتياز التدريبات الموضوعة للحماية، قبل أن يصل أخيرا الي محتوي الموقع ويبدأ التعامل بالبيع والشراء من خلاله.
مأتم وبكائيات
بعد واقعة الاختفاء، ظهر علي بعض مواقع الانترنت العادية والمظلمة، ما يشبه المأتم والبكائيات، وذلك من جانب المتعاملين مع الموقع، الذين أنشأوا حسابات خاصة عليه، ووضعوا فيها مبالغ مالية طائلة، سواء المفروضة من الموقع كبداية، أو لتمويل صفقاتهم المشبوهة، وقدرت هذه الأموال بعشرات الملايين من الدولارات، تبخرت جميعها في لحظات، ولم يتبق لهؤلاء سوي البكاء والعويل والحزن العميق علي خسارتهم، وضياع عملتهم المشفرة، بعدما لم يعد هناك أي أثر للموقع أو المسئولين عنه.