الجيل السادس للمحمول 2028 بسرعة 10 أضعاف الجيل الخامس

بحلول العام 2028 سيكون الجيل الخامس الذي يعتبر فتيا جديدا عفيا  وهدفا وأمنية للكثيرين الآن، قد دخل مرحلة الشيخوخة، وصار عبئا علي مستخدميه، والتشغيل الفعلي للجيل السادس للمحمول قد بدأ، موفرا سرعات تعادل 10 أضعاف سرعة الجيل الخامس، وينقل بيانات تعادل 50 ضعف البيانات المنقولة عبر شبكات الاتصالات الحالية، ويستوعب 8.5 مليار شخص، و500 مليار جهاز، غالبيتها الساحقة  من أجهزة انترنت الأشياء، لا هواتف البشر، وسيمثل عام 2028 نهاية رحلة الإعداد والتجهيز والميلاد، التي ستبدأ العام الحالي، مع شروع قطاع الاتصالات الراديوية بالاتحاد الدولي للاتصالات في  تحديد الرؤية الفنية والمعايير التقنية اللازمة لبنائه وتشغيله.
البيانات المنقولة 50 ضعف الحالية
عدد المستخدمين 8.5 مليار شخص
قدرات نقل الصور ترتفع من 55.4 الي 440 ميجا
وبحسب ما جاء في “ورقة بيضاء” صدرت عن مركز أبحاث الاتصالات المتقدمة التابع لشركة “سامسونج للبحوث”، الذراع البحثية لمجموعة سامسونج العملاقة، تحت عنوان ” الجيل السادس .. الاتصال فائق الضخامة للجميع” حول بدء جهود بناء الجيل السادس للمحمول، فإن وصوله لمرحلة التشغيل الفعلي في العام 2028 يعني تسارع دورة التطوير والانتقال من جيل إلي أخر، من 15 سنة في حالة الجيل الثالث إلي 8 سنوات في حالة الجيل الخامس، إلي أقل من ست سنوات في حالة الجيل السادس.
فرص تنموية أوسع
ينظر للجيل السادس للمحمول منذ الآن، علي أنه بوابة واسعة ورحبة لفرص تنموية أوسع حول العالم، ويطمح خبراء الاتصالات حول العالم في أن يتيح هذا الجيل من الاتصالات وصولا إلى المعلومات المطلوبة والموارد الظاهرية والمادية والخدمات الاجتماعية دون قيود الوقت والموقع المادي، وبالتالي يقلل الاختلافات في البنية التحتية الإقليمية والاجتماعية والفرص الاقتصادية، ويوفر بدائل للهجرة الريفية والتحضر الجماعي والمشاكل المصاحبة له، وانطلاقا من ذلك يتوقع أن تلعب الاتصالات المتنقلة من الجيل السادس دورًا مهمًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتسهم بشكل كبير في جودة الحياة البشرية وفرصها، حيث سيساعد مثلا في القضاء على عدم المساواة في التعليم، والحد من مشكلات تغير المناخ والاحتباس الحراري، والوصول العادل لخدمات الرعاية الصحية، وغيرها.
المواصفات الفنية
تحدثت ورقة سامسونج البحثية عن المواصفات الفنية للجيل السادس للمحمول، بقولها أن معدل الذروة في نقل البيانات سيكون في حدود ألف جيجابايت في الثانية، وزمن وصول البيانات عبر الهواء أقل من 100 ميكرو ثانية، ومعدل الكمون أو زمن الاستجابة داخل الشبكات العاملة به يعادل عشر أقل معدل كمون محقق حاليا في شبكات الجيل الخامس، وفي مجال الصور الحية والوسائط المتعددة، سترتفع سعات نقل الصور من 55.3 ميجا ومليون نقطة حاليا في الجيل الخامس، إلي 440 ميجا و16 مليون نقطة في الجيل السادس.
وعند ترجمة هذه الأرقام في صورة مقارنة بين الجيل الخامس والجيل السادس، تصبح السرعة المتوقعة في الجيل السادس عشرة أضعاف سرعة الجيل الخامس، وحجم البيانات التي يستطيع الجيل السادس نقلها يعادل أكثر من خمسين ضعف الحد الاقصى الذي يستطيع الجيل الخامس نقله، وبهذه القدرات سيكون الجيل السادس قادر على ربط ما يزيد على 500 مليار جهاز عبر الاتصالات اللاسلكية، يستخدمها 8.5 مليار شخص يقطنون الأرض، بواقع 59 جهاز تقريبا مقابل كل شخص يعيش على الكوكب.
الذكاء الاصطناعي وإكس آر
يعد مستوي وطريقة استخدام الذكاء الاصطناعي من الفروق الجوهرية البارزة بين الجيلين الخامس والسادس، فالذكاء الاصطناعي لم يؤخذ في الاعتبار عند تطوير انظمة الاتصالات السابقة، سواء الجيل الخامس أو ما قبله، اما الجيل السادس، فسيتم تطويره استنادا إلي الذكاء الاصطناعي منذ البداية، حيث سيتم دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف الكيانات التي تشتمل على الشبكات والخدمات اللاسلكية، ووجود الذكاء الاصطناعي بقوة منذ المرحلة الأولي لتطوير المفاهيم والتقنيات الخاصة بالجيل السادس، سيوفر المزيد من الفرص للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تشغيل الشبكات بشكل عام، من حيث الأداء والتكلفة والقدرة على تقديم خدمات متنوعة.
ومن الطفرات النوعية الاخري المتوقع ان تحدث مع الجيل السادس، الانتقال من تقنيات الواقع الافتراضي ” في آر” والواقع المعزز ” أية آر” ، إلى تقنيات الواقع فائق الغمر “إكس آر”، وهو مصطلح جديد يجمع بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط، ولا يزال هذا المفهوم جديدا وقيد التطوير، لكنه سيفتح آفاقا جديدة في مختلف المجالات بما في ذلك الترفيه والطب وعلوم والتعليم والصناعات التحويلية، فمع معدل التقدم غير المسبوق في العرض عالي الدقة ، والشاشات القابلة للارتداء، ثم ظهور وتشغيل الجيل السادس بقدراته الفائقة، ستتمكن الأجهزة المحمولة من تقديم الوسائط لشاشات الهولوجرام ثلاثية الأبعاد، التي يمكنها تقديم الإيماءات وتعبيرات الوجه عن طريق عرض ثلاثي الأبعاد يتم لحظيا، وهو أمر يتطلب معدل ارسال واستقبال بيانات مرتفع للغاية، ويعادل مئات المرات مما يوفره الجيل الخامس، وعند هذه النقطة يمكن أن يكون لكل شخص أو شيء كيان “هولوجرامي” يتحرك ويتفاعل ويتصرف في مكان بعيد وفق تقنيات “إكس آر ” عبر الشبكة، بصورة متماثلة ومتزامنة مع ما يفعله الشخص أو الشيء فعليا وهو في مكانه الأصلي، وهو ما أطلقت عليه سامسونج “النسخ الرقمية” للأشخاص والاشياء.