فرق الروبوتات “الأوركسترالية” تزيح المساعدات الرقمية عن إدارة المنازل

بدأ مفهوم الفرق الاوركسترالية، ينتقل من عالم الموسيقي إلي عالم الروبوتات المنزلية، ليقدم لونا جديدا غير مألوفا من الحياة الرقمية، فمثلما يقوم العازفون في الفرق الموسيقية الاوركسترالية، بعزف ألحان مختلفة متنوعة، يكمل بعضها البعض، وتتمحور حول لحن أساسي واحد، وصولا إلي مقطوعة موسيقية موحدة، متكاملة في غاية الروعة والاتقان والاتساق، ستعمل الروبوتات الأوركسترالية، بالطريقة نفسها، حيث ستعتمد علي محور برمجي تقني واحد، لكن كل منها مزود بما يخصه من برمجيات إضافية، تناسب وظيفته، فهذا يجز العشب، والثاني يقوم بالكنس، والثالث يقوم بالمسح، والرابع يقوم بالحراسة، والخامس مسئول الإضاءة وإدارة الأجهزة الالكترونية ، والسادس مسئول الترفيه، ولكنهم جميعا يعملون كفريق متكامل، في حالة تواصل وتنسيق مع بعضه البعض طوال الوقت.
أعضاء الفرقة بين 5 و 10  يعملون بمحور  واحد
برافا وزومبا أول الغيث كفريق كنس ومسح
الفرق تنفذ الكنس والمسح  وتجز العشب بهدوء بلا أوامر صوتية
تعد شركة “أي روبوت” الأمريكية الناشئة والرائدة في مجال الروبوتات المنزلية، من ابرز الشركات العاملة في مجال الروبوتات الأوركسترالية، أو فرق الروبوتات العاملة معا، التي يتراوح عددها بين خمس الي عشر روبوتات، منزلية، تعزف لحن التقنية والأعمال المميكنة بصورة أكثر نضجا وتناغما وسلاسة وتنوعا واتساقا مما هو قائم حاليا من شبكات معلومات منزلية ذكية تديرها المساعدات الرقمية الصوتية الذكية مثل امازون ايكو وجوجل هوم، وهوم بود وغيرها، وتدير المنزل من الألف للياء، بدءا من ستائر النوافذ، وحتي أداة تحميص الخبز في المطبخ، ففرقة الروبوتات ستقوم بكل ذلك مضافا اليه مهام الكنس والمسح والتنظيف والطبخ والترتيب وجز عشب الحديقة، وإدارة نظام الإنارة والتكييف والستائر، وانظمة الترفيه والاتصال، بسلاسة وراحة، وبهدوء تام، بعيدا عن الأوامر الصوتية لجوجل هوم وامازون ايكو وابل سيري وغيرها.
رابط البصمة
نشرت “أي روبوت”  علي موقعها irobot.com تفاصيل حول فرق الروبوتات الاوركسترالية، كما قدمت فيديو لأول اثنين منها، تم انتاجهم فعليا، وهما يعملان معا بتناغم تام، كنواة للفرقة الكاملة الأكثر من خمس أعضاء، وطبقا لما أوضحته انجيل كولن الرئيس التنفيذي للشركة، فإن فكرة فريق الروبوتات “الاوركسترالي” داخل المنزل تستند إلي تقنية جديدة مبتكرة طورتها شركة آي روبوت تعرف باسم “رابط البصمة” والمقصود بها أن تكون هناك “بصمة برمجية” أو مكون رئيس من الاكواد البرمجية موجود بصورة موحدة
في جميع الروبوتات المنزلية، ليشكل القاعدة التي تتصل وتتناغم وتتعرف بها الروبوتات علي بعضها البعض، وتسمح لها بالتواصل والتفاعل المشترك اثناء العمل، مع الإبقاء علي مساحة جزئية من الاكواد البرمجية ، التي تختلف من روبوت لآخر، لتتناسب مع المهام المنوطة به، بمعني أن روبوت مسئول عن الكنس يكون الجزء الاكبر منه موحدا مع روبوت مسئول عن جز العشب، لكن القسم الاقل من البصمة البرمجية يكون مسئولا عن مهام الكنس في الروبوت الاول، وعن مهام الجز في الروبوت الثاني، وهكذا.
الهدف من رابط البصمة أن تتفاعل الروبوتات مع بعضها البعض، وتنسق العمل وترتبه داخل المنزل دون تدخلات بشرية لتوجيهها أو ضبط ايقاعها في العمل، ولتحقيق هذا الهدف، تعتمد الروبوتات بصفة اساسية علي المعلومات المكانية التفصيلية، التي تخصها داخل المنزل، فروبوت يعمل في المطبخ سيتعامل مع بيانات مكانية مختلفة عن روبوت يعمل بغرفة المعيشة والاستقبال، عن روبوت ثالث في الحديقة، أو رابع بالجراج لينظف السيارة، وهو أمر غير موجود في نظم المنازل الذكية الحالية التي تقوم علي تأدية وظيفة بعينها، من دون اعتبار كبير لتفاصيل المكان وبياناته المتغيرة علي مدار اليوم.
زومبا وبرافا أول الغيث
علي المستوي الإنتاجي الفعلي، فإن الروبوت زومبا والروبوت برافا، هما أول الغيث في 
مضمار فرق الروبوتات الاوركسترالية المنزلية، الأول يحمل اسم “رومبا اس 9″، ويعمل كمكنسة كهربائية ذكية، والروبوت الثا
ني يحمل اسم ” برافا جيت ام 6″ ويعمل كممسحة ذكية لتنظيف الارضيات بالماء بعد الكنس، وفي الفيديو المعروض علي موقع الشركة، ظهر “رومبا” و”برافا” وهما يعملان معا بصورة متناغمة متزامنة، ويتحدثان معا وينسقان العمل، في تطبيق أولي لفكرة فريق الروبوتات “الاوركسترالي”، ومن المقرر أن ينضم لهذا الفريق عضوا جديدا خلال فترة قصيرة، وهو الروبوت “تيرا” المخصص لجز العشب بالحدائق، وقالت الشركة أنه يعمل بصورة تجريبية في الولايات المتحدة، ويباع تجاريا بالفعل في ألمانيا.
يتضمن الروبوت رومبا فرشاة مطاطية تحتوي علي قطع صغيرة متطورة لالتقاط اشياء اكبر، ومزودة بأجهزة استشعار ثلاثية الابعاد، ويتم انتاجها في طرازين، الاول بسعر 999 دولار، والثاني اكثر تطورا وسعره 1299 دولار، وتقوم بالتخلص من الاتربة، ووضع الغبار والحطام المجمع من ارجاء المنزل في صندوق، أما الروبوت “برافيا” بعمليات المسح والتنظيف بالماء بالأماكن التي ينتهي رومبا، ثم يقوم بالتجفيف، معتمدا علي بخاخات دقيقة للماء، ثم مضخات هواء للتجفيف، ويصل سعره الي 499 دولار.
الوعي المكاني
تلعب مهارات “الوعي المكاني”، أو فهم طبيعة المكان وخصائصه دورا مهما في جعل كل روبوت ينفذ مهامه بدقة وبتناغم مع رفاقه في الفريق، فروبوت الكنس، يعلم أماكن الحجرات والممرات، وروبوت المسح يعرف أماكن الماء وكيفية استخدامه في أرضية غرفة، أو علي السلالم، وروبوت جز العشب يعرف مكان الحديقة وخصائصه المختلفة عن الغرف، وأثناء التشغيل، يستخدم الجميع رابط البصمة في تبادل خرائط المنزل، ومعالجة الوظائف المطلوبة واحدة تلو الاخرى بحسب ترتيبها المنطقي، وفي الوقت نفسه تلقي الاوامر والتعليمات من صاحب المنزل عبر تطبيق آي روبوت علي الهاتف المحمول الذكي، ليعرف كل منهما متي يبدأ العمل، واين، ووفق أي ترتيب.