أليكسا “يخمن” احتياجات مستخدميه ويبادرهم بطرح الخيارات الافضل

أنت علي وشك أن تعيش وسط أجهزة صغيرة، تعمل بتقنية المساعدات الصوتية الرقمية، مثل أجهزة أمازون ايكو التي تعمل بمساعد اليكسا الصوتي،  قد يكون أحدها بالمطبخ  فيسمع خطوات من يدخل، ويميز بين خطوات الإنسان والحيوانات الأليفة، ثم يتعرف علي صاحب الصوت، ومن يفتح معك حوارا حول ما إذا كنت ترغب في تسخين طعام الغذاء، وما إذا كان الطعام يناسب احتياجاتك الغذائية الصحية في هذا اليوم أم لا، وإذا حلت ساعة معينة وجلست في مكان ما بالمنزل، فستجد اليكسا أو ايكو،  يطرح عليك خيارات حول ما إذا كنت تفضل مشاهدة التلفاز أم تستمع للموسيقي، وهنا يقدم افضل خيارات المشاهدة، طبقا لحالتك النفسية ورغباتك في هذه اللحظة، وكل ذلك بدون عناء.
امتلك خاصية ” الحدس الباطني” وتحول لطرح الأسئلة بدلا من تلقيها
يفهم مواعيد الوجبات فيقترح الأطعمة ومواعيد الترفيه فيعرض الالحان
مستوى ذكاء يقترب من الخيال العلمي يخلع عنه رداء “المتلقي السلبي”
هذه خلاصة ما يعد به الإصدار الجديد من مساعد أمازون الصوتي الرقمي “اليكسا”، الذي يعد نقلة جديدة في ملامح الحياة الرقمية المتسارعة الانتشار، فقد اكتسب خاصية التخمين او ” الحدس الباطني” التي نقلته من كونه متلقي سلبي للأوامر والأسئلة الصادرة عن مستخدميه، إلي مرسل إيجابي واعي، يبادر من حوله بالحديث، واضعهم أمامهم خيارات متنوعة، لمجريات ومتطلبات حياتهم علي مدار اللحظة، فحين يحين موعد الإفطار أو الغذاء أو العشاء، يكون جاهزا بمقترحات لأفضل الوجبات وأكثرها فائدة من الناحية الغذائية والسلامة الصحية، وحينما يحين موعد الترفيه، يطرح طيفا من العروض الدرامية والمقطوعات الموسيقية، وخطط الرحلات وممارسة الرياضة، وهكذا يقف اليكسا علي اعتاب مرحلة جديدة، يصبح فيها طرفا مشاركا فاعلا في المحيط الموجود به.
تفاصيل الإصدار الجديد من المساعد الصوتي الرقمي “اليكسا” قدمتها أمازون خلال المؤتمر السنوي لمطوري  “اليكسا”، ونشرت عبر موقع المؤتمر developer.amazon.com/en-US/alexa/alexa-live، الذي  شارك فيه الآلاف، من  بينهم مطورو الجهاز داخل امازون، وخبراء في تقنيات الصوت والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، ومطورو التطبيقات من مختلف أنحاء العالم، وقدرت أمازون أن فعاليات المؤتمر قد تابعها نحو 750 ألف مطور، من خارج اليكسا، يهتمون بوضع التطبيقات والاستخدامات والتحسينات المختلفة على أليكسا طوال الوقت، بالاستفادة من البيانات الضخمة المتراكمة بلا انقطاع من خبرات نحو 200 مليون من اجهزة ” أمازون إيكو” العاملة بمساعد اليكسا.
الحدس الباطني

قام فريق أمازون الرسمي، بتطوير خاصية التخمين أو “الحدس الباطني” التي تجعل اليكسا وأجهزة ايكو التي يعمل عليها قادرة علي توقع سلوكيات مستخدميها بينها وبين نفسها، دون ان تبدأ حوار أو تتلقي أسئلة، مستندة في ذلك الي تقنيات التعلم العميق، من البيانات المجمعة عن المستخدم طوال الوقت، والتي تسمح لها ببناء هذا الحدس او التخمين، ثم التصرف علي أساسه، وكشفت أمازون النقاب عن أنه خلال التجارب، تبين وجود معدل نجاح معقول وواعد جدا، لخاصية الحدس الباطني لدي اليكسا، حيث استجاب الناس بشكل إيجابي مع توقعات ومقترحات اليكسا، وقاموا بتأكيدها أو فعلها في الواقع، ما يشير إلي أن التقاء البيانات الضخمة، مع مهارات الذكاء الاصطناعي والتعلم الذاتي، تمضي في طريق واعد للغاية، وتوقعت أمازون نموا قويا لهذا النمط من التحسينات والإضافات، مؤكدة أنه يقدم فرصا أكثر من أي وقت مضي للابتكار في مساحة المنزل الذكي التي تعمل بالصوت، وألمحت أمازون إلي ان هذه الخاصية قد تظهر مستقبلا تحت اسم “السلوكيات الاستباقية”، وأن السلوكيات والاسئلة الخاصة بالوقت، ربما تكون هي أول التطبيقات الخاصة في هذا السياق، حيث تم إضافة الساعة الزمنية إلي جهاز ايكو دوت، فتبين أن الأسئلة حول الوقت قدرت بأكثر من مليار سؤال في السنة، مما جعل أمون تقوم ببناء جهاز للإجابة علي الأسئلة المتعلقة بالوقت بشكل أكثر دقة وفعالية.
نمو وابداع غير مخطط

تعول اليكسا علي مجتمع مطوري اليكسا غير الرسمي خارج أمازون، وتقدر أن أكثر الأشياء الملهمة والقوية لأليكسا، ستأتي من هذا المجتمع الخارجي، فهو مجتمع قوامه اكثر من 750 الف مطور، يعملون في تحسينات وإضافات في المنطقة غير المخططة أو المعروفة للمستهلكين، من وحي تجارب تشغيل اكثر من 200 مليون جهاز ايكو حول العالم، مما يجعل التطبيقات والتحسينات المذهلة تتقدم علي التوازي مع النمو المذهل في اعداد مستخدمي ايكو واليكسا، وخلال المؤتمر ، قدمت اليكسا دليلا علي ذلك، حيث أطلقت خاصية ” محادثات الأخذ والعطاء” بين أليكسا ومستخدميه، قائلة إنها من تطوير وتنفيذ مطورين من خارج فريق اليكسا الرسمي، وتجعل اليكسا ينخرط بصورة إيجابية في محادثات مع مستخدميه، فلا ينتظر حتي يتلقى سؤال فيجيب، بل يمكن أن يقوم هو بطرح الأسئلة، وفتح حوار جديد تماما مع المستخدم، الذي يتعرف عليه من خلال بصمة الوجه، ويفهم سلوكه واحتياجاته من خلال تعايشه اليومي معه، واستنادا لذلك يكون لديه ما يقترحه عليه من تعليمات أو إرشادات.