جوجل تستثمر 10 مليارات دولار خلال 5 سنوات لتعزيز أمن المعلومات

جوجل
قررت جوجل استثمار 10 مليارات دولار أمريكي خلال السنوات المقبلة في مجالات تعزيز أمن المعلومات في شتي المجالات، مع التركيز على توسيع برامج عدم الثقة والمساعدة في تأمين سلسلة توريد البرمجيات، وتعزيز أمن المصادر المفتوحة، مع تدريب 100 الف امريكي في دعم تكنولوجيا المعلومات وتحليلات البيانات ، وتعلم المهارات المطلوبة بما في ذلك خصوصية البيانات والأمان.
جاء ذلك في بيان نشره كينت ووكر نائب أول رئيس جوجل للشئون العالمية، على مدونة جوجل الرسمية على هامش مشاركته في اجتماع عقده الرئيس الأمريكي جو بايدن لمناقشة قضايا أمن المعلومات وأمن الانترنت في البيت الأبيض، والتهديدات والهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها المؤسسات والمنشآت بالولايات المتحدة وعلي مستوي العالم، وباتت تتم على نطاق واسع.
وقال ووكر إن الحكومات والشركات بمختلف البلدان تواجه حاليا لحظة فاصلة في معالجة أمن المعلومات، حيث تتعاظم الهجمات الإلكترونية بشكل متزايد مستهدفة البيانات القيمة والبنية التحتية الحيوية، في حين توجد الكثير من التحديات التي يتعين التعامل معها بكل السبل، منها أن المؤسسات مستمرة في الاعتماد على البنية التحتية القديمة والبرامج الضعيفة ، بدلاً من اعتماد ممارسات الأمان وتكنولوجيا المعلومات الحديثة. لا تزال العديد من الحكومات تعتمد على عقود الموردين القديمة التي تحد من المنافسة والاختيار ، وتضخم التكاليف ، وتخلق مخاطر تتعلق بالخصوصية والأمن، وفي المقابل تواصل الجهات الفاعلة في الدولة القومية ومجرمو الإنترنت وغيرهم من الجهات الفاعلة الخبيثة استهداف نقاط الضعف في سلاسل توريد البرمجيات ، ولا يمتلك العديد من البائعين الأدوات أو الخبرة لوقفها، ومن جهة ثالثة لا يوجد لدى البلدان عدد كافٍ من الأشخاص المدربين لتوقع هذه التهديدات والتعامل معها.
مسارات جوجل
شرح ووكر في تدوينته المسارات التي تمضي فيها جوجل في مجال أمن المعلومات وستعمل على الاستثمار فيها بقيمة 10 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، وقال في هذا السياق أنه على مدار العقدين الماضيين ، جعلت جوجل الأمان حجر الزاوية في استراتيجية منتجاتها، فهي لا تقوم فقط بسد الثغرات الأمنية ، بل تعمل على القضاء على فئات كاملة من التهديدات للمستهلكين والشركات التي يعتمد عملها على خدماتها، ومن خلال جعل جميع منتجاتنا آمنة بشكل افتراضي ، فهي تحافظ على عدد أكبر من المستخدمين آمنين أكثر من أي شخص آخر في العالم، من خلال منع البرامج الضارة ومحاولات التصيد الاحتيالي ورسائل البريد العشوائي والهجمات الإلكترونية المحتملة، وبحسب قوله، نشرت جوجل أكثر من 160 بحثًا أكاديميًا حول أمان الكمبيوتر والخصوصية ومنع إساءة الاستخدام ، وتحذر شركات البرامج الأخرى من نقاط الضعف في أنظمتها، وتعمل فرقها الأمنية المتخصصة مثل مجموعة تحليل التهديدات على مواجهة القرصنة والهجمات المدعومة من الحكومات ضد جوجل ومستخدميها.
نموذج الثقة الصفرية
أكد ووكر أن جوجل تدعم نموذج ” الثقة الصفرية” الذي بدأ البيت الأبيض يتبناه في معالجة قضايا أمن المعلومات، وقال: نحن أحد الرواد في الحوسبة انعدام الثقة، ونعتبر أنه لا يتمتع أي شخص أو جهاز أو شبكة بثقة متأصلة فيها، ويجب كسب الثقة التي تسمح بالوصول إلى المعلومات، وإذا تم تنفيذ الحوسبة الخالية من الثقة بشكل صحيح ، فإنها توفر أعلى مستوى من الأمان للمؤسسات، ونظرًا لأن الحكومة والصناعة يعملان معًا لتطوير وتنفيذ حلول انعدام الثقة لوصول الموظفين إلى أصول الشركة ، نحتاج أيضًا إلى تطبيق النهج على بيئات الإنتاج، ويعد هذا ضروريًا لمعالجة أحداث مثل الهجوم على شركة “سولار ويند” ، حيث استخدم المهاجمون الوصول إلى بيئة الإنتاج لتعريض عشرات الكيانات الخارجية للخطر.
تأمين سلسلة توريد البرمجيات
بعد هجوم سولار ويند، اكتسب عالم البرمجيات فهمًا أعمق للمخاطر والعواقب الحقيقية لهجمات سلسلة التوريد، واليوم ، تستخدم الغالبية العظمى من جهات تطوير البرمجيات الحديثة برامج مفتوحة المصدر ، بما في ذلك البرامج المدمجة في العديد من جوانب البنية التحتية الحيوية وأنظمة الأمن القومي، وعلى الرغم من ذلك ، لا توجد متطلبات أو معايير رسمية للحفاظ على أمان هذا البرنامج. يتم تنفيذ معظم العمل الذي يتم إجراؤه لتعزيز أمان البرامج مفتوحة المصدر ، بما في ذلك إصلاح الثغرات الأمنية المعروفة ، على أساس مخصص.
وقال ووكر :لهذا السبب عملنا مع مؤسسة أمن البرمجيات مفتوحة المصدر لتطوير وإصدار إطار عمل “مستويات سلسلة التوريد لأعمال البرمجيات” المعروف اختصارا باسم “سلسا”، وهو إطار عمل مثبت لتأمين سلسلة توريد البرامج. سيعمل حال اعتماده على نطاق واسع على رفع مستوى الأمان للنظام البيئي للبرنامج بأكمله، وقد تعهدت جوجل بتقديم 100 مليون دولار لدعم المؤسسات المعنية بتطوير إطار عمل “سلسا”، بما فيها مؤسسة امن البرمجيات مفتوحة المصدر.
وفي النهاية أكد ووكر على أن أمن المعلومات وأمن الانترنت يعتمد على وجود الأشخاص لتنفيذه. ويشمل ذلك الأشخاص ذوي المهارات الرقمية القادرين على تصميم وتنفيذ حلول الأمن ، فضلاً عن تعزيز الوعي بمخاطر وبروتوكولات أمن المعلومات بين عموم السكان، وقال : باختصار ، نحن بحاجة إلى المزيد من التعليم والتدريب الأفضل في مجال أمن الحاسبات.
تهديدات عالمية
ووصف ووكر اجتماع بايدن بالبيت الأبيض بأنه بمثابة اعتراف بعالمية التهديدات التي نواجهها ودعوة للعمل لمواجهتها. وأن أمن المعلومات ضرورة عالمية، تتطلب التشجيع على ايجاد طرق جديدة للتفكير والشراكة عبر الحكومة والصناعة والأوساط الأكاديمية، للوصول إلي حقبة جديدة في مجال أمن المعلومات، تعتمد على مبدأ السلامة الجماعية والنمو الاقتصادي والابتكار المستقبلي.