تعرف على “إي سيم” شريحة الهاتف الالكترونية : مفهومها وتشغيلها ومزاياها وعيوبها

شريحة
في الآونة الأخيرة ظهر جيل جديد من شرائح الاتصال، تحمل اسم مختلف هو شريحة الاتصال الالكترونية او “إي سيم”، يختلف جذريا عن شرائح الاتصالات المتعارف عليها والتي ظهرت منذ بداية ظهور الهواتف المحمولة، فما هو هذا الجيل الجديد من شرائح الاتصال، وما المفهوم الذي يعمل به، وكيف يتم تشغيله، ثم ما هي مزاياه التي دفعت به إلي الساحة، وما هي عيوبه؟
حينما عرفنا الهواتف المحمولة لأول مرة، عرفنا معها في الوقت نفسه شريحة الاتصال، تلك الشريحة الالكترونية الصغيرة التي جرى تقديمها للناس تحت اسم بطاقة “سيم”، وهي الاحرف الأولى من الكلمات الإنجليزية لمصطلح “وحدة هوية المشترك”، ويتم تجهيزها بمعرفة شركة الاتصالات، ونتسلمها عند الاشتراك بشبكة الشركة والحصول على خط اتصال، ثم ندخلها بمكانها المخصص لها بجهاز الهاتف، فيكون جاهزا لإجراء الاتصالات وتبادل البيانات.
دوافع الظهور
اثناء الاستعمال، يحتاج الأمر ان تتعلم كيف تدخل الشريحة وتخرجها عند الحاجة الي ترقيتها، وفى بعض الأحيان تتعرض للاهتزاز او لحركة بسيطة من مكانها، فلا يتعرف عليها الهاتف، وتفقد قدرتك على الاتصال بالشبكة، وفي أحيان ثانية لو فقدت الهاتف أو تعرض للكسر، وتم كسرها، فلابد من التوجه لشركة الاتصالات للحصول على شريحة أخرى، ولو لديك هاتف مصمم للعمل بخطي اتصال وبه درجين لشريحتي اتصال، فلابد من الحصول على شريحتين للاستفادة من هذه الخاصة، ولو كان هاتفك مصمم بحيث يعمل احد الدرجين للشريحة والآخر لبطاقة التخزين الخارجية أو الشريحة الثانية، فإنك حتما ستخسر إما الشريحة الثانية أو بطاقة الذاكرة الخارجية.
لهذه الأمور وغيرها، وجدت شركات التقنية ـ وعلى رأسها ابل ـ أنه لابد من البحث عن بديل لشريحة الاتصال العادية، يتلافى هذه القيود، ويقدم نهجا بديلا اكثر مرونة وسلاسة وبمميزات أكبر، ومن هنا جاء التفكير في شريحة الاتصال الالكترونية أو “إي سيم”، التي يتم تصميمها لتكون جزء من اللوحة الأم للهاتف، وليست منفصلة عنه، وتكون قابلة للبرمجة والتحكم بطريقة سهلة وسريعة من قبل المستخدم، من دون ان يكون هناك ضرورة حتمية للتعامل مع شركة الاتصالات، أو الحصول منها على شريحة سيم، وإنما يكفي فقط رقم خط الاتصال، بعد الاشتراك في شبكة الشركة.
المفهوم والتعريف
وفقا لهذا التصور يمكن عرض المفهوم أو التعريف الخاص بالشرائح الالكترونية على أنها بطاقات برمجية رقمية كاملة، تماما مثلما تحل الكتب الالكترونية محل الكتب الورقية، والتذاكر الالكترونية محل التذاكر الورقية، والمحافظ الالكترونية محل المحافظ الجلدية والعملات الورقية، حيث يأتي الهاتف من قبل الجهة المصنعة مزودا بالبطاقة البرمجية الرقمية، في حالة جاهزة للإعداد من قبل شركة الاتصالات، ولكي يتم تشغيل هذه البطاقة، يتم إعدادها عند شراء الهاتف أو من خلال طلب خدمة الشريحة الالكترونية.
وتتفوق الشريحة الالكترونية على التقليدية في عدم الحاجة إلى تغييرها فالمعلومات المخزنة عليها قابلة للتعديل ما يعني أن المستخدم يستطيع عبر الإعدادات اختيار الرقم وشركة الاتصالات التي يود الاشتراك فيها كما أن باستطاعته أيضاً تغيير الرقم والشركة بسهولة فقط من خلال الإعدادات أو الاتصال بمزود الخدمة، وبالإمكان أيضاً إضافة أكثر من رقم عليها دون الحاجة إلى استبدال شريحة الاتصال أو شراء واحدة جديدة.
وكانت أبل في طليعة الشركات التي صممت وطبقت مفهوم الشريحة الالكترونية على هواتفها وأجهزتها، وفي هواتف أي فون المهيأة للعمل بالشريحة الالكترونية، يحتوى الجهاز على “كيو آر كود” يقوم المستخدم بعمل مسح ضوئي له بالجهاز، ثم يتصل بالويب عبر الواي فاي، فيتم تنزيل معلومات شريحة الاتصال الالكترونية على الهاتف، وبالتالي لا داعي لفتح الهاتف أو العبث ببطاقات سيم الصغيرة وغير ذلك من الأمور.
مزايا الشريحة الالكترونية
ابرز ميزة للشريحة الالكترونية انها تعد بديلا مناسبا سهلا لمن يرغبون في التنقل بين مقدمي الخدمة والشبكات المختلفة بانتظام، حيث تعمل الشريحة الالكترونية على تسهيل ذلك من دون انتظار لتغيير بطاقة السيم العادية، فكل المطلوب هو مسح الرمز الجديد في الجهاز، جنبا الي جنب مع توقيع عقد جديد، وتنفيذ باقي التزامات التعاقد القديم، وهو أمر بات سهلا بفضل مبادرة تسمي ” مبادرة تحويل النص” ظهرت في 2019 وتتيح الاحتفاظ برقم الهاتف على الرغم من الانتقال من شبكة لأخرى.
من المزايا أيضا أن الشريحة الالكترونية تتيح تخزين شرائح اتصال متعددة في وقت واحد، مما يعني الحصول على واحدة للمنزل والأخرى للعمل أو لاستخدام البيانات بشكل أكبر.
سلبيات الشريحة الالكترونية
أولى سلبيات الشريحة الالكترونية انها تتطلب شراء هاتف حديث، وهذا يعني أنه سيكون مرتفع السعر، هذا فضلا عن أن مسألة الخصوصية وحماية البيانات الشخصية مختلفة، حيث لا يمكن إزالة الشريحة الالكترونية كما هو الحال مع الشريحة العادية، لذلك فإن مسألة تعقب الجهاز من قبل المتسللين أو الحكومات هو أمر قائم بدرجة اكبر في حالة الشرائح الالكترونية.
الهواتف والشركات المتوافقة
وحاليا توفر بعض الهواتف إمكانيات شريحة الاتصال المزدوجة، بحيث يمكنك الحصول على شريحة سيم عادية من شبكة وشريحة سيم الكترونية مصاحبة من شبكة أخرى ، مع خيار التبديل بينهما يدويًا. قد يكون هذا مفيدًا إذا كنت تسافر كثيرًا إلى الخارج أو تزور مناطق ذات تغطية ضعيفة على شبكات معينة.
ونظرا لأن الشريحة الالكترونية جيل حديث نسبيا من شرائح الاتصالات، فهي متوفرة فقط على بعض الطرازات الحديثة من الهواتف راقية المواصفات، وفى كل عام يزداد عدد الهواتف التي تدعم هذا الجيل من شرائح، لكن لا توجد طريقة تجعل الهواتف القديمة متوافقة مع هذا الجيل، لأن الامر يتطلب ـ كما سبق القول ـ أو توضع الشريحة مع اللوحة الام للحاسب، كشريحة برمجية رقمية كاملة.
 وتضم قائمة الهواتف المتوافقة مع الشرائح الالكترونية العديد من الطرازات من شركات مختلفة، منها على سبيل المثال لا الحصر، هاتف ابل اي فون اس اي 2020، وأي فون اكس ار، وآي فون إكس اس، واي فون اكس اس ماكس، واي فون 11 واي فون 11 برو واي فون 11 برو ماكس، وآي فون 12 وبرو وماكس، وجوجل بيكسل 3 وبيكسل 3 اكس ال، وبيكسل 4 وبيكسل 4 أيه وبيكسل 5، وجالكسي نوت 20 جي 5، ونوت 20 الترا جي 5، وجالكسي اس 20 إف إي، وإس 20 جي 5، وإس 20 بلس جي 5، واس 20 الترا جي 5، وجالكسي زد فليب، وهواوي بي 40، وبري 40 برو، وموتورولا رازر، بالإضافة إلى ساعة ابل 4 و5و 6، واس إي، واي باد برو 10.2 بوصة، واي باد من الجيل السابع والثاني واي باد ميني 5 واي باد اير.
أما شبكات الاتصالات التي تقدم خدمة الشرائح الالكترونية فيتزايد عددها يوما بعد آخر حول العالم، ويمكن التعرف على قائمة هذه الشبكات من خلال القائمة التي أعدتها وتحدثها شركة ابل من حين لآخر، وتضم شبكات من مختلف قارات العالم، وتُشير التوقعات المبدئية الى أن العالم أجمع سيتبنى تقنية الشرائح الالكتروني خلال سنوات قليلة مُقبلة، وربما تختفي الشرائح الحالية تماما، والنظر الي أن المستقبل في صف الشرائح الالكترونية يعود إلي أنها تتيح بناء هواتف ذكية مقاومة للمياه اكثر من ذي قبل، وبسهوله اكثر، حيث يمكن الاستغناء كليا عن الأدراج المخصصة لبطاقات السيم التقليدية والتي تعد نقطة الضعف الأكبر في مجال الحماية من المياه والاتربة، كما تتيح لصانعي الهواتف القدرة على جعل الأجهزة اكثر نحافة، حيث يمكن وضع الشريحة الالكترونية في أي مكان داخل الشريحة الام بسهولة اكبر.