ثلاثة روبوتات في قلب المعركة ضد كورونا بمستشفيات الهند

تتجول بالمستشفى بشكل مستقل وتطهر الاسطح، وتجيب على أسئلة المرضى وتقدم الاستشارات بالفيديو مع الأطباء، وتساعد المرضى على التواصل مع العائلة عبر كاميراتها وشاشتها

روبوتات
داخل غرفة الرعاية المركزة بمستشفى ياثارث بمدينة نويدا بشمال الهند، يقف الروبوت “ميترا” أو “الصديق” في هدوء، بين المرضي والأطباء والممرضات، ليبث فيديو حى من داخل الغرفة لأسر المرضي، ويعطيهم نظرة من داخل غرف الرعاية المركزة علي احبائهم من المرضي للاطمئنان، وما ان ينتهي حتي يدخل في حوار مع الأطباء أو الممرضات للمساعدة، او إعطاء المشورة من خلال عرض بيانات لحظية عن مريض، تتضمن أشعة أو تحاليل أو دواء أو خلافه، ويتنقل من مكان لآخر في الغرفة، حسب سلسلة الأوامر التي تأتيه من هذا الطرف أو ذاك.
واحد من ثلاثة
الروبوت ميترا هو واحد من ثلاثة روبوتات تصنعها ثلاث شركات الكترونيات وتقنيات هندية، بدأت تدخل الخدمة في بعض المستشفيات الهندية للمساعدة في المعركة الطاحنة ضد فيروس كورونا، الذي أصاب اكثر من ثمانية ملايين هندي، وتسبب في وفاة أكثر من 120 ألفا، جاعلا الهند ثاني أكبر دولة في العالم من حيث الإصابات والوفيات، والأعمال التي تقوم بها الروبوتات الثلاثة تتنوع لتشمل كل شيء، بدءا من فحص المواطنين الذين يدخلون المستشفيات علي الأبواب الخارجية، وانتهاء بالعمل كعضو في الفريق الطبي داخل غرف العمليات، وغرفة الرعاية المركزة، ومرورا بعمليات التطهير والتعقيم، والعمل كنافذة لحظية لعرض وتبادل المعلومات الطبية المتنوعة بين الفرق العاملة داخل المستشفى.
فإلى جانب الروبوت ميترا  هناك روبوت انتجته شركة ميلاجرو روبوتيكس التي كانت في الأصل متخصصة في روبوتات تنظيف المنازل، لكنها تحولت الي انتاج روبوتات متخصصة في التنظيف داخل المستشفيات أثناء الوباء، ونشرت بالفعل خمس وحدات من هذا الروبوت في المستشفيات الهندية، والروبوت الثالث انتجته شركة آسيموف روبوتيكس ومقرها ولاية كيرالا الهندية، وهو متخصص في توزيع الأدوية وتنظيف المرضي، ونشرت منه بعض الوحدات داخل المستشفيات التي تعاني ضغطا كبيرا من أعداد المرضي، مع نقص في الموارد المتاحة من الكوادر الطبية.
الصديق الأكثر شعبية
يحظى الروبوت ميترا بالشعبية الأكبر  داخل الهند، لكونه متخصص في التفاعل المباشر مع المرضي والطاقم الطبي، وظهر قبل الإثنين الاخرين، والشركة التي صنعته هي “إنفينتو روبوتكس”، وهي شركة تقنية هندية مقرها بنجالور، وأسسها إثنان من الباحثين الهنود، هما فيسوا ناثان وزوجته  راد هاكاريوشنان اللذان أكملا دراستهما للدكتوراه بجامعة بوسطن الامريكية عام 2016 ف يتخصص تفاعل الإنسان الآلي في عمليات التصنيع، ثم عادا للهند وأسسا الشركة التي تنتج روبوتات تعمل علي تحسين رعاية المرضي في المستشفيات ودور الرعاية الصحية، وانتهى بهما المطاف إلى انتاج الروبوت “ميترا”، بالإضافة إلى طرازين آخرين، لكن النموذج الذي جرى نشره بالمستشفيات هو “ميترا” أو الصديق، ونشرت منه الشركة ثمانية وحدات، ويعد الأكثر شعبية، ويكلف حوالي عشرة آلاف دولار، ويستخدم تقنية التعرف علي الوجه، لكي يتذكر أسماء ووجوه المرضي الذين يتفاعل معهم، وهو موجود حاليا في ثلاثة مستشفيات ، ويقوم بالعديد من الواجبات، حيث يتجول في المستشفى بشكل مستقل ليساعد المرضي علي التواصل مع العائلة والأطباء، عبر كاميراته وشاشة فيديو موضوعة علي صدره.
يتفاعل ويكسب الثقة
ويقول فيسوا ناثان إن ميترا حقق شعبية، فهو مصمم علي كشل شبيه بالبشر، ويتعامل مع المرضي ويكسب ثقتهم، ويمكن ان يكون هو الممرضة او مساعد الطبيب في بعض الأحيان، حيث يتلقى ويعرض القراءات والبيانات والعناصر الحيوية  ويذكرهم بالأدوية، وقد نشر مستشفيي اثارت بمدينة نويدا بشمال الهند وحدتين من روبوت ميترا، احداهما عند مدخله لفحص المرضي، بحثا عن أعراض فيروس كورونا والآخر في وحدة العناية المركزة.
وحول أداء الروبوت قال كابيل تياجي في تصريحات نقلتها عنه شبكة سي إن إن الامريكية ان ميترا يساعد المرضي علي التواصل مع عائلاتهم، من خلال بث الفيديو، ويشعر المرضي بالسعادة والإيجابية عندما يزورهم الروبوت، بعدما حقق لهم التواصل مع العائلة، وغالبًا ما يطلبون التقاط صور سيلفي معه حينما يمر عليهم ويتفاعل معهم.
مستوى أمان عال
وتقول الشركة أن روبوت ميترا يستخدم أفضل مستوى أمان في فئته، خاصة عند تغذية الفيديو بين الأطباء والمرضى وعائلاتهم، وأثناء استخدامه في تقديم الاستشارات المتعمقة للطب عن بعد، وتم بناء كشك حول الروبوت لمنح المرضى الخصوصية أثناء استخدامه، ويضيف فيسوا ناثان أنه قبل عامين ، لم يكن هناك اهتمام كبير بالتطبيقات الصحية لروبوتات الشركة ومن بينها ميترا، وعندما  ضرب فيروس كورونا البلاد، أدركت المستشفيات أخيرًا ما كنا نتحدث عنه، حول الدور الكبير للروبوتات في تحسين رعاية المرضى.