شهدت شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الأخير خطوتين مهمتين علي صعيد “تجميل الصورة والأداء العام” بين جماهيرها الغفيرة التي تعد بالمليارات حول العالم، حيث أعلن كل من فيس بوك وتويتر وتيك توك وجوجل التزامهم بجهود تعزيز حماية النساء عبر الإنترنت، والتصدي للإساءة لهن عبر الإنترنت، وجاء هذا التعهد بعد مشاورات مع مؤسسة الويب العالمية علي مدار العام الماضي، بهدف فحص العنف والإساءة على أساس النوع الاجتماعي عبر الإنترنت، ومن ناحية أخرى قال موقع بينترست أنه قرر حظر جميع الإعلانات ذات الصلة بفقدان الوزن ليقدم الموقع محتوى مفيد وملائم لمن يبحثون عنه مع حظر المحتوى الذي يعرض أو يبرر أو يشجع على اضطرابات الأكل وأنواع أخرى من إيذاء النفس.
الدفاع عن المرأة
جاء إعلان الشبكات الاجتماعية الثلاث ـ فيس بوك وتويتر وتيك توك ـ عن التزامهم بدعم جهود حماية النساء عبر الانترنت، خلال منتدي جيل المساواة التابع للأمم المتحدة، الذي عقد مؤخرا في باريس، وقال الصندوق العالمي لرعاية الطفولة إن المشاورات أظهرت أن النساء يرغبن في مزيد من السيطرة على من يمكنه الرد أو التعليق على منشوراتهن على وسائل التواصل الاجتماعي والمزيد من الخيارات حول ما يرونه على الإنترنت وأين ومتى.
وفقًا لـمؤسسة الويب العالمية، فإن الشركات تعهدت ببناء طرق أفضل للنساء لرعاية سلامتهن عبر الإنترنت، من خلال تقديم إعدادات أكثر دقة ، مثل من يمكنه رؤية المشاركات أو مشاركتها أو التعليق عليها، ولغة أكثر بساطة ويمكن الوصول إليها، وسهولة التنقل والوصول إلى أدوات السلامة، ومن خلال “تقليل العبء على النساء عن طريق الحد بشكل استباقي من مقدار الإساءة التي يرونها”.
وبالإضافة إلى قائمة مراجعة “التنظيم الأفضل” ، كجزء من التعهد ، ستدخل الشركات تحسينات على أنظمة التقارير الخاصة بها من خلال تزويد المستخدمين بالقدرة على تتبع تقاريرهم وإدارتها ، وإنشاء طرق إضافية للنساء للحصول على المساعدة والدعم عندما يبلغون عن إساءة، كما أنها ستمكّن قدرة أكبر على معالجة السياق واللغة أو أحدهما، مما قد يسمح بإدراج أشكال أكثر دقة من الإساءة اللفظية أو التهديدات في تدابير الإنفاذ.
خطوات تحتاج الاستكمال
|
علي الرغم من هذه الخطوات، إلا أن الكثيرات ممن شاركن في المنتدى أوضحن أنها جهد لا يزال يحتاج الى استكمال، فالصياغات الصادرة تعالج تداعيات أو موقع الإساءة ، ولكن لا تعالج الشخص أو الأشخاص الذين يرتكبون الإساءة، ومجرد أن النساء لا يشاهدن الإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي ، فهذا لا يعني أن الإساءة قد زالت، ومن المؤكد أن المنصات تتحمل بعض المسؤولية لجعل مساحاتها على الإنترنت أكثر أمانًا ، ولكن حتى تصبح أكثر نشاطًا وأقل تفاعلاً ، وتطارد المسيئين ، سيستمر العبء على النساء والفئات المهمشة للإبلاغ عن الإساءات وإقناع منصة التواصل الاجتماعي بأن يجدر بهم معالجتها.
وتعليقا على ذلك، قالت فيجايا جادي ، رئيسة الشؤون القانونية والسياسة العامة والثقة والسلامة في تويتر ، إن الحفاظ على أمان كل من يستخدم تويتر وخلوه من إساءة الاستخدام هو أولويته القصوى، وعلى الرغم من أننا قطعنا خطوات واسعة مؤخرًا في منح الناس قدرًا أكبر من التحكم في إدارة سلامتهم ، فإننا نعلم أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، مشيرة إلى أن النساء والمجتمعات الممثلة تمثيلاً ناقصًا تتأثر بشكل غير متناسب بسوء المعاملة، وهو أمر معروف جيدًا في هذه النقطة، وأضافت إن السلوك التعسفي لا مكان له في خدمتنا، فهو يؤذي أولئك المستهدفين ويضر بصحة المحادثة والدور الذي يلعبه تويتر في التعبير وتبادل الأفكار حيث يمكن سماع الناس، بغض النظر عن آرائهم أو وجهات نظرهم. “
تعليق فيس بوك
|
وقال انتيجون دافيس رئيس السلامة العالمية في فيس بوك إن الشركة تتطلع إلى العمل مع شركات التكنولوجيا الأخرى لجعل الإنترنت أكثر أمانًا للنساء، وللحفاظ على النساء في مأمن من سوء المعاملة والاستغلال والمضايقات عبر الإنترنت وخارجه ، نقوم بانتظام بتحديث سياساتنا وأدواتنا وتقنياتنا بالتشاور مع خبراء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أكثر من 200 منظمة أمان نسائية”، ومن جانبها قالت تارا وادوا ، مديرة السياسة العامة في تيك توك بالولايات المتحدة أن تيك توك سيبدأ خلال الأشهر المقبلة فى تطوير واختبار عدد من التغييرات المحتملة في المنتجات على نظامنا الأساسي والتي تتناول هذه الأولويات وتساعد في جعل تيك توك مكانًا أكثر أمانًا للنساء.
حظر إعلانات التخسيس
مضت جهود شبكة بينترست في سياق متصل مع اختلاف في التفاصيل والأفكار، حيث أعلنت من جانب واحد عن حظر نشر جميع الإعلانات ذات الصلة بفقدان الوزن وقال بينترست في بيان علي قسم الأخبار بموقعها الرسمي، أنه مع نمو مجتمع مستخدمي بينترست أو ما يعرفون بالـ ” بينترز” سيستمر الموقع في تقديم محتوى مفيد وملائم لمن يبحثون عنه، مع حظر المحتوى الذي يعرض أو يبرر أو يشجع على اضطرابات الأكل وأنواع أخرى من إيذاء النفس، فعلى سبيل المثال ، عندما يبحث مستخدمو الموقع عن الكلمات الرئيسية المتعلقة باضطرابات الأكل ، فإننا نحظر نتائج البحث ونوجهها إلى المنظمات المتخصصة مثل مؤسسة نيدا، حتى يتمكنوا من العثور على موارد إضافية، وفي الوقت نفسه يقدم مجموعة متنوعة من أنشطة الرفاهية العاطفية التي طورها خبراء الصحة العاطفية ، ويمكن الوصول إليها مباشرة من خلال تطبيق الهاتف المحمول وموقع الويب، ويمك أيضا البحث لاستكشاف تمارين الامتنان والتعاطف مع الذات ، جنبًا إلى جنب مع الممارسات التفاعلية الأخرى التي يمكن أن تساعد المستخدمين في تحسين مزاجهم.
10 فئات إعلانية تحت الحظر
|