تطبيقات توصيل الطعام “ديليفري” تجعل الوجبات أغلى 40% أحيانا

تطبيقات
كشفت دراسة حديثة بعنوان “التكاليف الخفية لثورة تطبيقات الديليفري”، أن هذه التطبيقات ترفع أسعار الوجبات التي تصل لطالبيها بالمنازل والمكاتب بمعدلات تصل في بعض الأحيان إلي 40% من سعر الوجبة الأساسي المحدد من قبل المطعم، أو حتي في حال طلب الوجبة من المطعم مباشرة من خارج التطبيق، مع صعوبة شديدة إن لم تكن هناك استحالة في استرداد الأموال، فضلا عن صعوبة كبيرة أيضا في حل المشكلات المتعلقة بالخدمة.
المسئولية تضيع في حالة المشكلة بين المطعم والتطبيق ومسئول التوصل
نفذ الدراسة مؤسسة مدنية بريطانية تدعي “هويتش“، وهي أحدى المجموعات المدافعة عن حقوق المستهلك، وقامت خلالها بتحليل تكاليف وأسعار وجبات الطعام التي تصل لأصحابها عبر ثلاثة من اكثر تطبيقات خدمات توصيل الطعام انتشارا في بريطانيا، وطبقت الدراسة على طلبات تكفي من شخصين الي أربعة أشخاص، من خمسة مطاعم ومقاهي، ثم مقارنة أسعارها بأسعار الوجبات نفسها حال طلبها مباشرة من المطعم.
التطبيق الأغلى سعرا
تبين من الدراسة أن كل تطبيق من تطبيقات خدمات التوصيل العاملة على المحمول، يتقاضى رسما مختلفة للخدمة والتوصيل، وجاء تطبيق “ديليفرو” واسع الانتشار في بريطانيا هو أغلى تطبيق يمكن الطلب منه، لأنه يرفع سعر الوجبة بنسبة 31% مقارنة بسعرها داخل المطعم نفسه، والثاني كان تطبيق “اوبر ايت” الذي يرفع السعر بمعدل 25% في المتوسط، عن سعر الوجبة في المطعم، ثم جاء تطبيق “جست ايت” الذي تبين انه يرفع السعر بمعدل 7% مقارنة بأسعار المطاعم.
 وبالمضي قدما في تحليل الأسعار والتكاليف، اتضح أن تطبيقات المحمول ترفع أسعار الوجبات، حتي قبل إضافة رسوم التوصيل والخدمة، وهذا الارتفاع يصل في بعض الأحيان الي 26%، ويحدث ذلك على الرغم من أن أسعار الطلبات التي يتم طلبها عبر التطبيقات، عادة ما يتم تحديدها من قبل المطعم نفسه، إلا أنها غالبًا ما تكون أعلى من تلك التي ستراها على موقع الويب الخاص بالمطعم، وتبرر المطاعم هذا الوضع بأنها مضطرة إليه يمكنها تغطية تكلفة رسوم الخدمة التي تفرضها التطبيقات، ويمكن أن تكلف هذه العمولات المطعم ما بين 15و35 ٪ من كل طلب.
ومن جانبها رد أصحاب التطبيقات ومشغليها أن فرض عمولة على المطاعم أمر ضروري لنموذج أعمالها وأن الرسوم تغطي التأمين وأجور ركاب التوصيل والخدمات الأخرى.
مشكلات أخرى غير الأسعار
تأخير وصول الوجبات وصعوبة استرداد الأموال ابرز المشكلات
لم يكن ارتفاع الأسعار بما يصل الي الثلث أحيانا هو الجانب الوحيد للتكلفة الخفية لثورة تطبيقات الديليفري، فقد كشفت الدراسة عن أنه عندما يحدث خطأ ما في الأمر ، فليس من الواضح دائمًا من المسؤول، فالعملاء في نهاية المطاف يضطرون للتعامل مع التطبيق الذي تلقي الطلب، والسائق الذي قام بالتسليم و المطعم الذي اعد الوجبة، ويبحثون لدي الثلاثة عن المسئول عن الخطأ.
من ابرز المشكلات التي كشفت عنها الدراسة أن 59% ممن جري استطلاع رأيهم بالدراسة وعددهم اكثر من ألفي شخص، قالوا أن تأخر الطلب أو عدم توفره او عدم تسليمه تماما، هو ابرز المشكلات، وعند حدوث المشكلة، واجه ما يتراوح بين 53% و42% من مستخدمي هذه التطبيقات صعوبة كبيرة في العثور على الشخص المناسب لحل مشكلاتهم بين المطعم والتطبيق وراكب التوصيل، وأكد 50% ممن قدموا شكاوي أنهم كانوا سعداء بالحل تم التوصل اليه.
وعلى الرغم من أنه كان يجب تقديم استرداد نقدي لجميع العملاء الذين يحق لهم استرداد أموالهم أو استرداد البطاقة ، اعتمادًا على طريقة الدفع ، إلا أن ذلك لم يحدث، حيث عرضت الشركات المسئولة عن التطبيقات تقديم قسيمة أو رصيد داخل التطبيق، للحصول على وجبه في وقت آخر، ولم توافق على الإرجاع النقدي للأموال المطلوب استردادها.
تكلفة خفية للراحة
كل التطبيقات تعاني من عدم وجود شخص مسئول عن التعامل مع المشكلات
وفي ضوء هذه النتائج اكد مسئولو مؤسسة “هويتش” أن معظم الناس يتوقعون دفع تكاليف التوصيل ، لكن البحث يُظهر أن تكلفة التطبيقات أعلى بكثير من الطلب المباشر من المطعم ، حتى عند احتساب تكاليف التوصيل. هذا لأن العناصر الفردية يمكن أن تختلف في التكلفة، على سبيل المثال ، في مطعم لبناني ، تكلف شيش الدجاج 12.95 جنيهًا إسترلينيًا عند الطلب مباشرة، لكن سعر العنصر نفسه كان 13.95 جنيهًا إسترلينيًا في تطبيق “جست ايت”، و14.95 في تطبيق اوبر ايت وديليفرو، ويرجع هذا الاختلاف في التكلفة إلى أن المطاعم تفرض رسومًا أكبر لاسترداد بعض الأموال التي تدفعها كعمولة للتطبيقات، وهو ما يصل إلى 35٪ من قيمة الطلب الإجمالي، ولذلك فإنه على جميع مستخدمي تطبيقات الديليفري الوعي بأن الراحة التي يوفرها تطبيق التوصيل تأتي بتكلفة إضافية مخفية، إذا حدث شيء ما خطأ في طلبك ، فقد تجد نفسك أيضًا عالقًا بين المطعم والتطبيق.