جوجل تخرج من الويب للرصيف لأول مرة في تاريخها وتفتتح متجرا للبيع بالتجزئة

جوجل
في منتصف تسعينيات القرن الماضي ولدت جوجل في رحم الويب كمحرك بحث شعاره “تنظيم معلومات العالم”، وعاشت في الرحم نفسه الذي ولدت فيه وتمركزت في قلبه، لتنمو وتتمدد بلا حدود، وأمس الأول خرجت جوجل من الويب ـ بيئتها الطبيعية ـ إلي رصيف الشارع علي أرض الواقع، وافتتحت اول متجر للتجزئة يقع تحت مكاتبها في حي تشيلسي في مدينة نيويورك ، ليبيع ملحقات هواتف بيكسل وأجهزة نيست وساعات فيت بيت، وغيرها من الأشياء الأخرى، فيما يشبه خروج الحوت العملاق من أعماق الحيط، ليتخذ لنفسه موطئ قدم علي الشاطئ.
تصميم المتجر
 تعرض مجموعة  الصور التالية لقطات من داخل المعرض، توضح كيفية تصميمه واقسامه، وفي مجملها تشير إلي أن المتجر تم تصميمه علي أنه غرفة عرض، أو تجربة تنشيط العلامة التجارية أكثر من مساحة بيع بالتجزئة تهدف إلى نقل الكثير من المنتجات.

 

فهو يحتوى على مقاعد وكراسي منتشرة في جميع أنحاء المساحة الرئيسية بالإضافة إلى غرف تسميها جوجل “صناديق الحماية” مع تجارب خاصة بالمنتج، وفي إحدى الغرف ، سيخوض العملاء عرضًا هزليًا صغيرًا لاستخدام محور نيست للرد على الباب لشخص التوصيل ، مع استكمال اللمسات في الأريكة لمحاكاة طرق الباب. ستعرض غرفة هواتف بيكسل ميزة التصوير في الإضاءة المنخفضة.
من الناحية الجمالية، جاء متجر جوجل مليئا بالكثير من الضوء ، ولكن أيضًا بالكثير من درجات الألوان الخشبية الدافئة. أكدت جوجل على كيفية عملها مع فنان محلي لتصميم أثاث من الفلين والخشب. كما أنها فخورة بحقيقة أنها حصلت على تصنيف بلاتيني من ليدز لتصميمها البيئي. الكثير من الأثاث والأرضيات مصنوعة من مواد معاد تدويرها.
وعلى طول الجزء الخارجي من المتجر توجد صناديق ديوراما تضم ​​العديد من منتجات جوجل. هناك غرفة ستاديا للألعاب ، وغرفة أخرى مخصصة لعرض منتجات غرفة المعيشة من جوجل ، وقامت جوجل أيضًا ببناء كشك زجاجي دائري تملأه بالمعارض التي تعرض تقنياتها، بدءا من خدمة ترجمة جوجل، ويوجد بالمتجر قسم يقدم إصلاحا في الموقع لهواتف بيكسل، ودعم لجميع أجهزتها، ودعم للبرامج أيضا ولكن فقط لمنتجات المستهلكين ، وليس لمستخدمي المؤسسات.
الحوت العملاق علي الشاطئ
المدهش في الأمر، أن العملاق الذي لم يمل مطلقا من جذب مئات الملايين من الأشخاص والشركات والمؤسسات إلي عالم الإنترنت، وما يعتمل فيه من أنشطة تجارة الكترونية وإعلانات بمليارات الدولارات، عاد ليعرض داخل متجره قبعات وقمصان عليها شعار جوجل، جنبا إلي جنب مع ملحقات ومنتجات بسيطة لجهات أخرى.
لا أحد يعلم على وجه التحديد ما الذي دفع جوجل للخروج من عالم الويب الافتراضي الذي تجني منه المليارات كل عام، إلي عالم البيع علي الرصيف في الواقع المادي، لكنها في معرض تقديمها لهذا الحدث البسيط، قالت أن هذا هو  متجرها الأول، من دون أن تحدد متي وأين ولماذا ستفتتح متاجر أخرى، وهل  المتجر الأول مجرد موطئ قدم علي شاطئ المحيط لأغراض الدعاية لا اكثر، أم بداية معركة مع كل من جوجل ومايكروسوفت، في عالم متاجر البيع بالتجزئة، حيث لكل منهما سلسلة من المتاجر خاصة أبل.