غياب هواوي يحسن أداء نوكيا وإريكسون عالميا .. والمتاعب تلاحقهما في الصين

هواوي
مصائب قوم عند قوم فوائد. تنطبق هذه المقولة تماما على حال شركتي إريكسون ونوكيا اللتان استطاعت الاستفادة من غياب الشركات الصينية المنافسة لهما في عدد من الأسواق العالمية. ظهر أثر تلك الاستفادة في النتائج المالية التي حققتها شركة نوكيا مؤخرا خلال الربع الأول من عام 2021 في الولايات المتحدة وعدد من الأسواق الأخرى، فيما تواصل إريكسون توسيع دورها في مجال شبكات الجيل الخامس في الولايات المتحدة والعديد من الأسواق، متوقعة أن يستمر هذا النجاح طوال العام المالي 2021.
إجراءات انتقامية
لكن رغم ذلك تلوح في الأفق سحب داكنة تحيط بعمل الشركتين في الصين، فالمشغلون الصينيون يستعدون للمزاد القادم في مجال شبكات الجيل الخامس الذي سيركز في الأغلب على الأسواق الريفية، وكان من المفترض طبعا أن تشارك فيه شركتا إريكسون ونوكيا، لكن هناك بعض الإشارات القوية الصادرة من الصين والتي تشير إلى أن الحكومة الصينية قد تفرض حظرا انتقاميا على شركة إريكسون بعد قرارات مماثلة لحظر هواوي وZTE في السويد.
وكانت الحكومة السويدية قد قامت في شهر ديسمبر 2020 بمنع شركتي هواوي وZTE الصينيتين من العمل في السوق السويدية، ورفضت الاستئناف الذي تقدمت به الشركتان بعد ذلك ببضعة أسابيع. أما فنلندا فأصدرت تشريعات مماثلة، غير أنها لم تذكر أسماء الشركات التي تم حظرها، بل وضعت مبدأ عاما، إذ أصدرت الحكومة مرسوما يقضي بحظر الاستعانة بمعدات الشبكات التي يشتبه في استخدامها بشكل يهدد الأمن القومي للبلاد.
إريكسون تحتج
زادت هذه الإجراءات من احتمالات أن تفرض الصين حظرا انتقاميا ضد شركة إريكسون السويدية، الأمر الذي دفع بالشركة إلى الاحتجاج لدى حكومتها، لأن من شأن هذه الإجراءات أن تعرقل أعمالها في الصين. وقد اعترفت إريكسون مؤخرا أنها تتوقع تضاؤل حصتها السوقية بسبب هذه الإجراءات.
سوق واسعة
وكانت الصين قد اشترت نحو سبعمائة ألف محطة قاعدية من محطات الجيل الخامس العام الفائت، ويعني هذا أنها ليست فقط سوقا واسعة لإريكسون ونوكيا، بل إنها أيضا تستطيع مساعدتهما على تطوير وتحسين عملهم في مجال شبكات الجيل الخامس بحكم ريادتها في هذا القطاع. وكانت مبيعات إريكسون للصين قد ارتفعت بنسبة 17% لتصل إلى 2.2 مليار دولار العام الماضي، وهو ما يمثل 8% من عوائدها الإجمالية. ومع ذلك فإن الصين ليست واحدة من الأسواق الخمسة الكبرى التي تعمل فيها شركة إريكسون، ومن ثم فإن الفشل في الحصول على حصة سوقية في المزاد القادم لن يؤثر بشكل كبير على أداء إريكسون المالي على المدى القصير.
 أما شركة نوكيا فليس لديها حضور قوي في مجال شبكات الجيل الخامس في الصين، على الرغم من أنها تدعم شبكات الجيل الرابع.
سيناريوهات المستقبل
تلعب ديناميات السوق والجوانب السياسية دورا مهما في الأحداث، لذا يضع الخبراء ثلاثة سيناريوهات لما قد يحدث في هذه العلاقات المتشابكة، يري السيناريو الأول أن الصين قد لا تمنح أية عقود جديدة لإريكسون أو نوكيا. وفي هذا السياق ستستفيد شركة ZTE الصينية من الأوضاع الجديدة لكن على حساب شركة هواوي. فالشركة لا تعاني من نفس درجة التضييق التي تتعرض لها هواوي، كما أنها لا تعاني من مشكلة نقص الشرائح التي تعاني منها الأخيرة بشدة بسبب العلاقات الصينية الأمريكية. لكن مع ذلك فإن شركة ZTE ليست بنفس حجم القوة الذي يتمتع بها منافسوها الرئيسيون الثلاثة، كما أن تقديمها للمكونات التي تحتاجها السوق الأمريكية معرض للتوقف في أية وقت إذا قررت الولايات المتحدة ذلك بشكل مفاجئ.
الثواب والعقاب
أما السيناريو الثاني فيرى أن تلجأ الصين لمعاقبة إريكسون ومكافأة نوكيا، فوضع نوكيا في عام 2021 أفضل كثيرا من وضعها في 2019 فيما يتعلق بشبكات الجيل الخامس. وبعض معدات نوكيا تم تطويرها في الصين، فضلا عن أن فنلندا لم تحظر هوواوي أو ZTE بالاسم.
عقود صغيرة
أما السيناريو الثالث فيري أنه طالما أن المزاد يتعلق بالأسواق الريفية فقد تمنح الصين إريكسون ونوكيا عقودا صغيرة لتلبية الاحتياجات الضرورية مع إعطاء نوكيا حصة أكبر جنبا إلى جنب مع شركة ZTE وبعض الشركات الأخرى.