بسرور بالغ تسلمت عائلتان من المكسيك هذا الأسبوع منزل جديد لكل منهما، مطبوع بطابعة عملاقة ثلاثية الابعاد، قامت الطابعة بإنهائهما خلال 24 ساعة عمل فقط، تم خلالها تشكيل المنزلين بخرسانة أقوى من الخرسانة العادية، ليضم كل منزل مساحة قدرها 500 قدم مربع، موزعة على غرفتي نوم وحمام وغرفة معيشة ومطبخ، وليكون المنزلان مقاومان للزلازل والأمطار.
|
المنزلان هما باكورة مشروع طموح لإنشاء حي كامل من المنازل المبنية بالطباعة ثلاثية الأبعاد، في منطقة ريفية فقيرة بولاية تاباسكو بالمكسيك، يبلغ دخل الاسر التي تقطنها أقل من ثلاثة دولارات في اليوم، وتفتقر هذه الأسر إلي المنازل الملائمة لظروف العيش بالمنطقة، التي تعتريها الزلازل من وقت لآخر، كما تتعرض للغمر بالمياه طوال موسم الفيضان والامطار الذي يمتد عدة اشهر، وتسكن هذه العائلات في أكواخ من الخشب والطين والصفيح، سرعان ما تتفسخ وتتهاوي أمام المطر والهزات الأرضية.
يأتي هذا المشروع في إطار سلسلة من مشروعات البناء بالطباعة الرقمية ثلاثية الابعاد الجارية في أكثر من مكان بالعالم، فعلي سبيل المثال أعلنت شركة أمريكية ناشئة، تدعي “مايتي بلدنج” إنها قامت بالفعل بإنتاج وتركيب أول وحدتين سكنيتين ملحقتين من هذا النوع، في سان رامون وسان دييجو ، حيث امكن طباعة وحدة سكنية صغيرة “ستوديو” وتجهيزها في أقل من 24 ساعة، مع وجود وحدات إضافية في انتظار التسليم، مما يجعل من التقنية الجديدة مفهوما واعدا، لا سيما مع ارتفاع تكاليف الإسكان وقلة المتاح من المساكن بالمدن الكبيرة ، وأكدت أن الشركة أصبحت الآن على استعداد لتوسيع نطاق إنتاجها بثقة تامة في توافقها مع التعليمات والمعايير الخاصة بكل من المواد والأنظمة التقنية معا.
الحي المطبوع بالمكسيك
وفقا لتقرير نشره قسم التقنية بموقع قناة سي إن إن الأخبارية، فإن مشروع الحي المطبوع ثلاثي الابعاد تنفذه مؤسسة غير هادفة للربح تدعي “نيو ستوري” مهتمة ببناء المنازل للفقراء والمعوزين بالمكسيك، بالاشتراك مع شركة تقنية ناشئة تدعي “آيكون”، طورت طابعة عملاقة طولها 33 قدما، تقوم بإخراج خليط خرساني، يجف بسرعة، وتقوم بصب الخليط وفق التصميمات التي يتم تزويد الطابعة بها، وتتم عملية الإنشاء في أشواط يقطعها ذراع الصب بالطابعة، ويكررها بدقة حتي ينتهي من تحويل التصميم الي بناء مكتمل تماما، وطبقا للمخطط الموضوع فإن الجمعية والشركة سينفذان بناء 50 منزلا في المنطقة كنواة لحي كامل، يوفر منازل قادرة على تحمل الزلازل، وتظل جافة طوال فترة هطول الامطار وحدوث الفيضانات.
|
وقال بريت هاجلر ، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لجمعية نيو ستوري إن الطباعة الرقمية ثلاثية الابعاد للمنازل قدمت حلا عمليا لمشكلة إسكان هذه العائلات التي تعيش حرفيا في أكواخ مجزأة، حتي أن بعض النساء قلن إن الماء سوف يرتفع إلى ركبتيهن عندما تمطر ، ويستمر الوضع كذلك أحيانًا لعدة أشهر.
الطابعة فيولكان
تحمل الطابعة العملاقة ثلاثية الابعاد العاملة بالمشروع اسم فيولكان، وهي أهم منتجات شركة آيكون ومقرها اوستن تكساس، واستغرق الامر ثلاث سنوات حتي انتهت الشركة من تطويرها ووضع النماذج الأولية للحصول على طابعة قادرة على تنفيذ هذا المشروع، وقال جيسون بالارد الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـشركة آيكون إن طراز الماكينة التي تعمل بالمشروع أفضل بعشر مرات مما كنا عليه قبل عام، وكان إخراج الطابعة من المختبر ووضعها في العالم الحقيقي تجربة بحد ذاتها. وقال إن وصول فولكان 2 إلى موقع البناء والتعامل مع الظروف الجوية القاسية كان التحدي الأكبر حتى الآن، حيث تم نقل الطابعة الضخمة في حاوية شحن قياسية، وعند وصولها كان الصيف قد وصل لذروته، مع بداية موسم الأمطار، وواجه الموظفون والآلات الفيضانات والطرق الموحلة والرطوبة العالية.
وأضاف إن هذه التجربة بكل ما فيها من تحديات تؤكد أن الطباعة ثلاثية الأبعاد لم تعد خيالًا علميًا، فقد تجاوزنا هذه العتبة من الخيال العلمي إلى الواقع، وفى المستقبل ، رهاننا هو أن هذا سيكون أفضل أمل للبشرية لحل سكني يتوافق مع أسمى قيمنا ومثلنا، ومن النادر جدًا أن يحصل أخواتنا وإخواننا الأكثر احتياجًا على مستوى العالم على أول وصول إلى التقنيات المتقدمة والاختراقات في علم المواد، ونظرًا لأن الطباعة ثلاثية الأبعاد أرخص وأسرع من البناء التقليدي ، فهناك إمكانات كبيرة لكيفية تغييرها للعالم ، على حد قوله، وأعرب بالارد عن اعتقاده بأن جزءًا مما تسمح لنا الطباعة ثلاثية الأبعاد بالقيام به هو تقديم منتج عالي الجودة إلى سوق الإسكان بسرعة وسعر لا يتوفران عادةً للأشخاص في مساكن ذوي الدخل المنخفض، فهي توفر منزل يفخر أي شخص بالعيش فيه.
مجمع سكني ثلاثي الابعاد بكاليفورنيا
|