في حاسب “أي ماك 24 ” المكتبي: كل شيء قوي ونحيف

ماك
وصل للأسواق مؤخرا الدفعات الأولى من حاسب ابل المكتبي الجديد “أي ماك 24” بعدما تم الإعلان عنه خلال مؤتمر ابل الأخير، وجاء الحاسب مواصفات تؤكد أن ابل اختارت له النحافة الممزوجة بالقوة عنوانا رئيسا، ويكفي لتأكيد هذا المعني أن تلاحظ للوهلة الأولى أن اللوحة الرئيسية بما تضمه من معالج وشرائح ذاكرة ووحدة تخزين، مضافا اليها الشاشة ونظام التبريد ومكبرات الصوت والمنافذ الجانبية، جميعا جاءت بسمك 11.5 مليمتر فقط، وهو أمر غير معهود في حاسبات أي ماك السابقة، والغالبية العظمى من الحاسبات المكتبية الأخرى.
المواصفات
وفقا لصفحة الحاسب على موقع أبل، فإن الحاسب يأتي في أكثر من طراز، كل منها له مواصفاته، فهناك الطراز الذي يعمل مع وحدة المعالجة المركزية إم 1 ثمانية النواة، مع ذاكرة وصول عشوائي “رامات ” سعة 8 جيجا بايت، ووحدة تخزين فئة اس اس دي سعة 256 جيجا بايت، وبطاقة معالجة رسوميات مستقلة سباعية النوى، ومنفذين ثندر بولت يو اس بي 4، وليس به منفذ شبكات ايثرنت، ويتضمن لوحة مفاتيح أساسية بدون مستشعر لمس، أما الشاشة فهي مقاس 24 بوصة، مصنعة بتقنية ريتنا 4.5 كيه، وتبلغ دقتها 4480×2520 بكسل، بكثافة 218 نقطة في البوصة، ومزودة بتقنية “ترو تون” من ابل، المستخدمة في ضبط السطوع، مع طلاء مضاد للانعكاس، ويعرض بسعر أساسي قدره 1299 دولار.
أول حاسب آي ماك مكتبي يعمل بنظام كامل على شريحة “إس أو سي”
وهناك إصدار آخر يعمل ببطاقة رسوميات مستقلة ثمانية النوى، ومنفذين يو اس بي سي إضافيين، ومنفذ شبكة جيجابيت ايثرنت، ومستشعر لمس للتحقق من الهوية على لوحة المفاتيح، وذلك بجانب المكونات الأساسية الواردة في الطراز الأول، ويعرض هذا الطراز مقابل 1449 دولار، والطراز الثالث يأتي بمواصفات الطراز الثاني نفسها، ولكن مع زيادة في سعة وحدة التخزين الرئيسية، لتصبح 512 جيجابايت، ويعرض بسعر 1649 دولار.
ويسمح معالج الجهاز ـ من كل الطرازات ـ بالعمل بوحدات ذاكرة “رامات” بسعة 8 جيجا بايت أو 16 جيجا بايت فقط، لكن الترقية تتم عند الشراء لأنه من غير المتاح للمستخدمين تنفيذ الترقية بأنفسهم، وهذه الزيادة تكلف 200 دولار ، كما يمكن ترقية وحدة التخزين لتصبح ذات سعة واحد تيرا بايت أو 2 تيرا بايت مقابل 400 دولار إضافية في كل مرة.
التصميم
في الطرازات الثلاثة التصميم والمقاسات واحدة، وأول ما يمكن ملاحظته على التصميم أنه تصميم متكامل للغاية، سمح لشريحة إم واحد إس أو سي، المصممة بمفهوم “نظام كامل على شريحة” بتقليل حجم اللوحة الرئيسية للحاسب، وكذلك نظام التبريد والشاشة، فضلا عن مساحة لنظام مكبرات صوت جديد أسفل الشاشة يمكنه الضغط على ستة محركات منفصلة – مع مجموعة من مكبري صوت ومكبر صوت في كل زاوية لقنوات الاستريو اليمنى واليسرى، مما يجعل الجانب الأكثر روعة في هذا التصميم يظهر جليا عند النظر للحاسب من الجانبين، حيث يظهر في مشهد رائع، فائق النحافة، لأن كل هذه المكونات موضوعة في تكوين بسمك 11.5 ملليمتر فقط.
شاشة دقة 4.5 كيه بتقنية لضبط السطوع وطلاء مضاد للانعكاس
ولتحسين مكالمات الفيديو ومهام العمل من المنزل، تمت ترقية كاميرا الويب الخاصة بالجهاز لتعمل بدقة 1080 بيكسل، مع مستشعر إضاءة محسّن لظروف الإضاءة المنخفضة ، ومجموعة جديدة من ثلاثة ميكروفونات يمكنها التركيز على السماعة وتقليل ضوضاء الخلفية، أما لوحة المفاتيح طراز “ماجيك”، فجاءت نحيفة للغاية أيضا، ومتوفرة في مجموعة متنوعة من الألوان لتتناسب مع لون الجهاز نفسه، وفي الطرازات الأعلى تكلفة، يستخدم مستشعر تحديد الهوية باللمس، لتقوية مستويات الأمان، ومن الملاحظات أيضا أن الطراز الأساسي الأقل تكلفة، لم يعد يتضمن منفذ لتوصيل شبكة ايثرنت ، حيث نقلت ابل هذا المنفذ إلي وحدة الطاقة الخارجية، وبات يباع بسعر مستقل هو 30 دولار إضافي.
من ناحية أخرى فإن الملاحظة الأبرز على هذا التصميم، أنه لا يسمح لك بضبط ارتفاع الشاشة ، أو حتى تدوير الحامل لضبط زاوية العرض، وعلى الأرجح تم التضحية بهذه المتطلبات الأساسية المريحة، لأن ابل لم تكن تريد أي صواميل ومسامير قبيحة تفسد هذا المظهر الجانبي الرقيق.
الأداء
في الاختبارات التي جرت بمعرفة محللو شبكة زد دي نت، تبين أن الجهاز يوفر أداءً مشابهًا جدًا لأداء أجهزة ابل الأخرى العاملة بمعالج إم وان، فعلي مقياس جيك بينش الذي يقيس قوة وأداء المعالج، حقق الجهاز 1745 درجة في حالة قياس أداء نواة واحدة، و7700 درجة في حالة الانوية المتعددة، وهي نتائج تتشابه مع نتائج الحاسب ماك ميني، وعند اختباره على معيار روزيتا 2، الخاص بقياس الأداء عند تشغيل التطبيقات والبرامج القديمة المستندة إلي انتل، سجل الحاسب درجات محترمة للغاية بلغت 1340 في حال تشغيل نواة واحدة، و6040 في حال تشغيل انوية متعددة.
لوحة رئيسية ونظام تبريد ومكبرات صوت وشاشة بسمك 11.5 ملم
لكن الجهاز لم يكن قادرا على العمل في اختبار ساينبينش آر 15 المستند إلى انتل أداء الرسوميات، مما يشير إلي أن الحاسب ليس متوافقا بنسبة 100 مع جميع برامج انتل، ومشكلة توافق تطبيقات انتل ليست مقلقة، لأن التطبيقات الرئيسية التي يعمل عليها الحاسب مثل فوتوشوب ومايكروسوفت اوفيس متوفرة بالفعل في إصدارات إم وان الأصلية.
لا تسمح مواصفات الحاسب بتصنيفه ضمن فئة أجهزة الألعاب، لكنه من الناحية الأخرى أكثر قوة مما هو مطلوب لتشغيل برامج الإنتاجية كحزمة اوفيس المكتبية، وبعض أعباء العمل الخاصة بتحرير الصور والفيديو.
وخلاصة الاختبارات التي أجريت على الحاسب تقول أن تصميمه المذهل الرقيق، ومكوناته القوية ستكسبه مكانا في العديد من المنازل والمكاتب، فضلا عن أن أداء النظام على شريحة “اس او سي” مثير للإعجاب، لكن السعر ليس تنافسيا حتي امام بعض منتجات ابل الأخرى مثل ماك ميني، وإذا كانت ابل قد قدمت هذا الحاسب من اجل لفت الانتباه إلي قوتها وقدرتها على دحر منافسيها، فإن مجيء هذا الجهاز يؤكد أن الشركة قد نجحت في ذلك، لكنها لم تكسب السوق بالقدر نفسه.