أثارت مواقف أيلون ماسك المتناقضة تجاه عملة بيتكوين ردود أفعال مختلفة داخل الأوساط الاقتصادية، خاصة أن فترة التغير والانقلاب التام في هذه المواقف لم تتعدى ثلاثة أشهر. فأيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا الذي أعلن في فبراير الماضي تفاؤله الكبير بشأن مستقبل عملة ببيتكوين وقبول شركته للعملة كأداة لسداد ثمن شراء سيارات الشركة، عاد وتراجع عن قراره السابق. أما الحجة التي تذرع بها ماسك في تبرير هذا التغيير فهي الأضرار التي تتسبب فيها بيتكوين للبيئة.

ورغم أنه من المعروف سلفا أن تعدين عملة بيتكوين والتحقق من المعاملات يستهلك قدرا كبيرا من الطاقة حتى إنه يتجاوز استهلاك بعض الدول من الكهرباء كالأرجنتين، إلا أن ماسك أعلن في وقت سابق تفاؤله بإمكانية الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في عمليات تعدين العملة ومن ثم الحفاظ على البيئة، لكنه عاد ليعلق عمليات شراء السيارات من تسلا باستخدام البيتكوين متعللا بأسباب بيئية.
صدمة مفاجئة
تسبب إعلان ماسك في صدمة كبيرة داخل مجتمع الأصول الرقمية، الأمر الذي أدى إلى تراجع أسعار عملة بيتكوين بما يقرب من 15% وكذلك تراجع الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة، ومنها أسهم كوين بيز وميكرو استراتيجي.
لكن على الجانب الآخر كان هناك من يرى الأمور بنظرة مغايرة، فقد أكد توم لي الشريك بشركة فندسترات جلوبال أدفيسورز أن تغيير نغمة إيلون ماسك لن يغير رأي كبار المهتمين بعملة بيتكوين، بل إن لي توقع ارتفاع سعر العملة من مائة ألف دولار إلى 125 ألف دولار بنهاية العام الحالي. وأشار لي إلى أن إعلان ماسك لن يغير رأي الناس في البيتكوين، لكنه قد يدفعهم للنظر بعين الاعتبار للمشكلات التي قد تنجم عن تملك الأصول الرقمية.
أوضح لي أيضا أن تصريحات ماسك يمكن النظر إليها باعتبارها دعوة لصناعة البيتكوين للتركيز على مصادر الطاقة المتجددة والوصول لطرق أكثر فاعلية في عمليات التعدين.
التقلبات السعرية
