ايرلندا مستمرة في رفض دفع فدية للعصابة المهاجمة لنظمها الصحية الوطنية

ايرلندا
لا تزال الحكومة الأيرلندية ترفض منذ يوم الجمعة الماضي الرضوخ لمطالب العصابة الالكترونية التي هاجمت نظمها الصحية الوطنية وعطلتها عن العمل، ثم طالبت بدفع فدية مالية ضخمة مقابل فك تشفير الملفات والأجهزة وإعادتها للعمل مرة أخرى، وأكد ميشال مارتن رئيس الوزراء أن بلاده لن تدفع أية فدية.
 وقالت هيئة الخدمات الصحية في ايرلندا “إتش إس إي” أنها أوقفت جميع أنظمة تقنية المعلومات التابعة وفصلتها عن الانترنت لتجنب المزيد من الهجمات، بعد الهجوم الكبير والمعقد الذي تعرضت له الجمعة الماضي، وأدى إلي تعطيل العديد من الخدمات الصحية بالبلاد او إصابتها بالاضطراب، وإن كان برنامج التطعيم ضد كورونا لم يتأثر بحسب تأكيدات الهيئة.
يأتي هجوم إيرلندا بعد أقل من أسبوع من حادثة مماثلة في كولونيال بايب لاين، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أحد أكبر خطوط أنابيب الوقود في الولايات المتحدة. وبحسب ما ورد دفعت الشركة ما يقرب من 5 ملايين دولار فدية للمهاجمين في تلك الحالة لإعادة أنظمتها إلى الإنترنت.
يعكس إصرار الحكومة الايرلندية حتي الآن علي عدم دفع الفدية، أن لديها خيارات أخرى يمكن الاعتماد عليها في تسيير أنظمتها التقنية الخاصة بالرعاية الصحية، بعيدا عن دفع الفدية، ومنها وجود نظم قوية للبيانات الاحتياطية التي يمكن استعادتها وإدخالها الخدمة كبديل للبيانات والملفات التي هاجمها القراصنة وقاموا بتشفيرها، وأيضا وجود إجراءات احترازية طارئة تمكن هيئة الخدمات الصحية من تقديم خدماتها خارج الأنظمة التقنية لفترة من الوقت، لحين التخلص من تداعيات الهجوم وإعادة الأنظمة للعمل مرة أخرى.
لم يفصح مسئولو ايرلندا عن طبيعة هذه الخيارات والإجراءات، واكتفوا فقط بالإشارة إلي ان البلاد لن تدفع فدية، ومن غير الواضح ما إذا كانت الحكومة الايرلندية ستظل على موقفها حتي النهاية، وتستطيع احتواء تداعيات الهجوم، أم ستعجز وتضطر للدفع، كما حدث في حالات عديدة سابقة بالكثير من دول العالم.
وكان أوسيان سميث وزير الدولة للمشتريات العامة والحكومة الالكترونية قد أوضح أن مجموعة إجرامية إلكترونية دولية مسؤولة عن الهجوم، وهذا ليس تجسس، بل مجرد عصابة إجرامية إلكترونية تبحث عن المال، حيث لم يؤثر الهجوم علي البيانات المخزنة علي الخوادم المركزية للنظام الصحي، ولم يتم تسجيل أي اختراق لأي بيانات لأي مريض.