جوجل تحاصر مستخدمي كروم بمشروع فلوك والمتصفحات البديلة جاهزة لالتقاط الناجين

جوجل
بدأت شركة جوجل خلال النصف الأول من مارس الماضي اختبار مبادرة جديدة للإعلانات الاستهدافية أطلقت عليها اسم “Floc” . تختبر الشركة المبادرة الجديدة على مجموعة من مستخدمي متصفحها الشهير جوجل كروم، وتهدف من وراء ذلك إلى استبدال المبادرة بملفات الكوكيز التي تقوم بتتبع سلوك المستخدم أثناء تصفحه للويب.
 وعلى حين تؤكد جوجل أنها تقصد بمبادرتها الجديدة زيادة احترام خصوصية المستخدم، تؤكد بعض الجهات المهتمة بحقوق المستخدمين أن هذه المبادرة ستخلق مشكلات أكثر من تلك التي تحاول حلها.
التنميط الجماعي
تعمل المبادرة من خلال مراقبة أسلوب المستخدمين في تصفح الويب لمعرفة سلوكهم بشكل جماعي، ثم تجميع عمليات التصفح التي تتسم بسلوكيات تصفح متشابهة معا. بعد ذلك تستخدم البيانات التي تم الحصول عليها من هذه المجموعات – ويطلق عليها اسم -Cohorts في عرض الإعلانات للأشخاص المستهدفين. وتدعي جوجل أن تجميع أنشطة التصفح بهذا الشكل يخفي الهويات الفردية للأشخاص ويحافظ على خصوصياتهم بدرجة أكبر.
سهولة التعرف على الهوية
 من جانبها أكدت مؤسسة الحدود الإليكترونية (EFF) أن مبادرة جوجل الجديدة التي تحاول أن تحل محل ملفات الكوكيز تجعل التعرف على هوية المستخدم أسهل من ذي قبل. وذلك لأن تجميع المستخدمين ذوي السلوكيات المتشابهة معا يجعل المجموعات أقل عددا، وبدلا من البحث ضمن ملايين المعرفات الشخصية، يتم البحث بين الآلاف منها فقط، ومن ثم لو اختلف سلوك شخص واحد في التصفح عن المستخدمين الآخرين في نفس مجموعته يصبح من السهل اكتشافه.
معلومات جوجل
تؤكد المؤسسة أيضا أنه إذا قدمت جوجل معلومات المجموعة إلى موقع ما، وقام المستخدم بتسجيل الدخول إليه باستخدام حساب جوجل، سيسهل التعرف على هويته حتى لو كان المعرف الشخصي للمجموعة مجهولا.
ويرى معارضو مبادرة جوجل أنها تستبدل ملفات تعريف الارتباط” الكوكيز” بشكل جديد من المراقبة التي تسببت بالفعل في مشكلات عديدة من قبل. كما أن محاولة جوجل وغيرها من الشركات للحفاظ على الإعلانات الاستهدافية يدفعها للتضحية بخصوصيات المستخدمين.
هل أنت جزء من التجربة؟
على أية حال إذا كنت من مستخدمي متصفح كروم وشعرت بالقلق وأردت التحقق مما إذا كان متصفحك جزءا من الاختبارات التي تجريها جوجل في هذا الصدد، يمكنك زيارة موقع مؤسسة الحدود الإليكترونية عبر هذا الرابط لتتأكد بنفسك من الأمر. وإذا اكتشف الموقع أنك جزء من هذه التجربة سيخبرك بالوصف الذي يقدمه عنك المتصفح للمواقع التي تقوم بزيارتها. فمبادرة Floc تستولي على كل سجل التصفح الخاص بك عبر متصفح كروم وتقوم بتحليله لتصنيفك ضمن فئة معينة، ثم ترسل هذا التصنيف إلى أي موقع تقوم بزيارته ليخبرهم جوجل أي نوع من الأشخاص أنت.
السبيل للنجاة
للتغلب على الأمر والتخلص من هذا التتبع يمكنك أن تستخدم متصفحات أخرى بديلة لمتصفح كروم، كمتصفح براف أو فيفالدي اللذان يعتمدان على نفس أدوات مشروع كروميوم مفتوح المصدر، حيث قررا تعطيل مبادرة جوجل افتراضيا. كما يمكنك أن تستعين بمتصفح مايكروسوفت أيدج الذي يستند أيضا إلى مشروع كروميوم، حيث قامت مايكروسوفت بتعطيل المبادرة فيه افتراضيا.
يمكنك كذلك أن تقوم بتعديل إعدادات التصفح في كروم لتمنع تتبع طريقة تصفحك للويب، أو تستخدم أحد الامتدادات والملحقات التي تمنع التتبع، ومنها الامتداد المعروف باسم DuckDuckGo الذي يؤكد مطوروه أنه يمنع افتراضيا أسلوب التتبع الجديد الذي بدأت جوجل في تطبيقه.