تعرف على أساسيات متصفح “بريف”  الشجاع وكيف يختلف عن غيره

بريف
منذ ظهوره وحتي الآن، ومتصفح “بريف” أو الشجاع، هو اكثر المتصفحات إثارة للجدل، على الرغم من كونه لا يستحوذ على نسبة كبيرة من المستخدمين للشبكة، لكن القلة القليلة التي تستخدمه تدرك جيدا سبب إثارته للجدل أكثر من غيره، فهو يعتمد على نموذج عمل جرئ وشجاع وغير معتاد، يتم فيه إزالة جميع الإعلانات الموضوعة على المواقع التي يزورها المستخدم، ويستبدلها بإعلانات خاصة به هو، كما أنه يحقق مستويات من السرعة والخصوصية تتجاوز معظم إن لم يكن كل المتصفحات الأخرى، وهو مؤمن وقادر على تجاوز الحواجز، واتباع مستويات تشفير، تجعل آثار المستخدم عبر الانترنت شبه منعدمة، فإذا كان لديك الرغبة في التعرف على هذا المتصفح، فنحن نقدم لك أحدث رحلة من “الغوص العميق” داخل المتصفح، تستند إلي تحليلات قام بها خبراء موقع كمبيوتر ورلد.
يحقق أعلى سرعة وخصوصية مقارنة بالآخرين
يزيل إعلانات الويب ويعرض إعلاناته هو
يسمح لك بإرسال الأموال لمواقع تحبها
إذا ما قررت استخدام الشجاع، فسوف تكون رسالته الأساسية هي أول ما يلفت نظرك، وهي عبارة عن كلمات توجهها الشركة ومؤسسو المتصفح الي المستخدم، يؤكدون فيها على أن “بريف” يفخر بأمرين، السرعة والخصوصية، وكلاهما ناتج عن استراتيجية المتصفح الجريئة في تجريد المواقع من الإعلانات، مما يجعله اسرع ثلاث مرات من متصفح كروم الأول عالميا، والسرعة ليست مفاجئة، فمن خلال التخلص من الإعلانات ومتعقبات الإعلانات، يقوم بريف بتنزيل محتوى أقل بكثير من موقع ويب من أي متصفح لا يحتوي على امتداد لحظر الإعلانات، وقالت الشركة في تدوينه مبكرة جدًا على المدونة: المستخدمون لا يحبون ذلك، وعلى وجه الخصوص عندما تربط الشركات الكبيرة سلوكها عبر الإنترنت وسلوكها خارج الإنترنت معًا، كما أقسمت الشركة أنها لن ولن تخزن أي بيانات مستخدم على خوادمها، وقال مؤسس المتصفح: إننا نبقي بيانات المستخدم خارج بريف افتراضيًا، فمن الأفضل لك ولنا ألا نخزن أيًا من بياناتك دون إذنك.
حالة الإعلانات
أكثر سمة يتميز بها متصفح بريف مقارنة بالمتصفحات الأخرى، هو موقفه العدواني المناهض للإعلانات، فقد تم تصميمه لكي يقوم بتجريد المواقع المختلفة التي يزورها المستخدم مما فيها من إعلانات، ولا يتوقف عند حظر الإعلانات فحسب، بل يقوم باستبدال الإعلانات المحجوبة، بإعلانات أخرى من الشبكة الخاصة به، وعند الاستخدام، يبدو الأمر كما لو أن شبكة رياضية جديدة أعلنت أنها ستستخدم التكنولوجيا لإزالة الإعلانات من برامج شبكة أخرى، ثم تعيد بث تلك البرامج بإعلانات من ابتكارها، لتذهب عائدات الإعلان إلي الشركة صاحبة المتصفح.
يقضي بريف أيضًا على جميع متتبعات الإعلانات، ومكونات الصفحة الدقيقة غالبًا التي ينشرها المعلنون وناشرو المواقع لتحديد المستخدمين حتى يعرفوا المواقع الأخرى التي يزورها هؤلاء المستخدمون أو زاروها، وتستخدم شبكات الإعلانات أدوات التتبع لعرض منتجات مشابهة لتلك التي تم شراؤها، أو تم التفكير فيها للتو، مما يؤدي التي رؤية نفس الإعلان باستمرار بغض النظر عن المكان الذي يتنقل فيه المرء.
وتقول الشركة إنها سلكت هذا الطريق بدلاً من نموذج أبسط لإزالة الإعلانات بالكامل، لأنه في حين أن قلة من المستخدمين يستمتعون بالإعلانات، يدرك الكثيرون أنه بدونها، فإن شبكة الويب التجارية كما هي الآن ستكون شبه مستحيلة. لهذا السبب، فإنها ـ أي الشركة ـ لم تقم فقط بتبديل إعلاناتها مع تلك التي تم عرضها في الأصل بواسطة موقع ما، ولكنها قامت ببناء نظام قائم على إحدى العملات الرقمية المشفرة يمكنه، من الناحية النظرية على الأقل، تعويض تلك المواقع عن العائدات التي فقدتها من إلغاء الإعلانات الأولى، وفي هذا الصدد تقول الشركة : نحن نبني حلاً مصممًا لمنح المستخدمين الصفقة العادلة التي يستحقونها للقدوم التي الويب للتصفح والمساهمة.
وتختلف إعلانات بريف تمامًا عن الإعلانات التقليدية في الصفحة التي يعرفها مستخدمو الويب فهي تظهر كإخطارات منبثقة، تمامًا مثل إشعارات المستعرض الأخرى التي تطلب المواقع عرضها أمام المستخدم، ويؤدي النقر فوق أحد هذه الإعلانات التي تشبه الإشعارات التي فتح علامة تبويب جديدة في بريف، حيث يظهر محتوى الإعلان “الحقيقي”.
ومنذ ظهور بريف واعتماده هذا النهج، اعتمدت المتصفحات الرئيسية الأخرى، وهي كروم وايدج وفايرفوكس وسفاري، أنواعًا مختلفة من دفاعات مكافحة التتبع، وبعد أن كان الأداء في السابق ساحة معركة لمناوشات المتصفح، مع تسريع عرض الصفحة كمقياس للنجاح، تغير الأمر الآن وباتت ميزات الخصوصية الآن ساحة التنافس، ومع دخول المتصفحات الكبرى هذا الميدان، لم يعد بريف متميزا ومختلفا مثلما كان الحال عليه قبل ثلاث سنوات.
الدفع مقابل الإعلان
الأساس الذي يقوم عليه نموذج العمل الاقتصادي لمتصفح بريف، هو الخاصية المعروفة باسم ” بات” أو رموز الاهتمام الأساسية، التي تحمل قيمة مشتقة من عملة الكترونية مشفرة، ويتم منح هذه الرموز بناء على انتباه المستخدم، أو بشكل أكثر وضوحًا، الوقت الذي يقضيه في مشاهدة الإعلانات والمحتوى، ويتم مكافأة المستخدمين الذين يوافقون على تلقي الإعلانات باستخدام أفضل التقنيات المتاحة، ويمكن تمرير الرموز التي الناشرين كدعم لمواقعهم. بالتناوب، ويمكن للمستخدمين تداول الرموز الخاصة بهم للحصول على محتوى متميز أو ميزات موقع متقدمة.
واعتبارًا من 7 أبريل، كانت قيمة الـ “بات” الواحدة حوالي 1.20 دولار، وكان هناك ما يقرب من 1.5 مليار بات متداولة، بقيمة سوقية إجمالية تقارب 1.8 مليار دولار، وفي آخر تحديث شهري لحالة المستخدم النشط، ادعى بريف أن المستخدمين قد ساهموا بنحو 26 مليون بات لناشري الموقع ومنشئي محتوى الويب.
تمويل بريف
يعتمد الأساس المالي لشركة بريف للبرمجيات على نصيبها من عائدات الإعلانات، على عكس المتصفحات الأخرى، التي لا تعرض سوى مواقع الويب في نظام بيئي حيث تحقق تلك المواقع أرباحًا من الإعلانات، وتبلغ نسبة بريف من عائد إعلانات الناشر التي يقدمها 15%، بينما تبلغ نسبتها من إعلانات المستخدم 30٪، وإعلانات المستخدم هي النوافذ المنبثقة على غرار الإشعارات التي يقدمها المتصفح للمستخدمين، وهي تشكل حاليًا الجزء الأكبر من إعلانات بريف.
مستخدمو بريف
بحسب الإحصاءات التي أعلنتها الشركة، بلغ عدد المستخدمين النشطين شهريا 25 مليون مستخدم في فبراير 2021، وأكدت الشركة أنها ضاعفت الحد الأقصى المسموح به في الأشهر الـ 12 السابقة، وقد يبدو هذا الرقم براقا للوهلة الأولى، لكنه لا يمثل شيئا، ويعد نقطة في بحر إذا ما قورن بعدد مستخدمي كروم، وحتي متصفح فاير فوكس الذي يعاني من تراجع حاد، فيبلغ عدد مستخدميه النشطين شهريا 2019 مليون مستخدم، أي حوالي تسعة أضعاف مستخدمي بريف.
ومن خواص متصفح بريف، أنه منفتح على الملحقات والإضافات التي تعمل مع متصفح كروم، ويتصل مباشرة بمتجر “كروم ويب” السوق الرسمي لملحقات وإضافات كروم،
 يعمل بريف على تطوير قدراته في مجال البحث، حيث قام الشهر الماضي بالاستحواذ على محرك بحث يسمي ” تيل كات”، أو ذيل القطة، ليعمل كأساس لمحرك بحث بريف، الذي سيتجنب تتبع المستخدم وتنميطه، و “لن يستخدم طرقًا أو خوارزميات سرية لتحيز النتائج”، وهي صفعة على خوارزمية التلاعب في نتائج البحث الخفية في جوجل، والتي يمكنها، بتغيير واحد فقط، يقلل بشكل كبير من بروز موقع في القوائم.
وسيتبع محرك البحث النهج نفسه المتبع في المتصفح، حيث سيدفع البحث للمستخدمين مقابل عرض الإعلانات المتعلقة بالبحث. لكن الشركة قالت إنها ستقدم أيضًا “خيارات للبحث المدفوع بدون إعلانات”، والتي ستكون علامة واضحة جدًا لفصلها عن المحركات العادية، وحتي الآن لم تحدد الشركة جدولا زمنيا لطرح محرك البحث.