فقدان حزم البيانات اثناء الاتصال .. ما هو وكيف يمكنك إصلاحه؟

حزم البيانات
من الأمور المزعجة، أن يتوقف فيلم عن العرض والبث وأنت تشاهده، أو تصاب لعبتك المفضلة علي الإنترنت بالتقطيع والبطء، او يتأخر وصول رسالة بريد الكتروني تترقب وصولها، أو يطول تحميلك لملف تحتاجه بسرعة، وتحدث هذه المضايقات علي الرغم من أن جهازك علي ما يرام، وخط اتصالك بالإنترنت جيد ويعمل بكفاءته، والحقيقة أن كل هذه المضايقات وغيرها الكثير، يقف ورائها في معظم الأحيان عامل واحد، هو “فقدان حزم البيانات”.
والسؤال الآن: ما هو فقدان الحزم، وكيف يمكنك إصلاحه؟ .. إقرأ التفاصيل التالية، لتقترب من هذه الظاهرة وتعرف المزيد من المعلومات عنها.
الإرسال بطريقة قوافل البيانات يعرضها للفقد
توقف الفيديو والأفلام وتأخر البريد اشهر حالاته
اختناقات الشبكة تمنع بعض الحزم من الوصول
رسالة في قوافل
تخيل أن لديك حمولة كبيرة من البضاعة الموضوعة في عبوات، وهذه الحمولة لابد وأن تصل بكاملها، وكل عبواتها إلي مكان ما، لكي تكون صالحة للاستخدام، لكنك مضطر بسبب طبيعة الطرق، ووسائل النقل، إلي تحميل هذه الحمولة في قافلة من العربات، كل منها تحمل بضعة عبوات، وكل منها يمكنه ان يسلك طريق غير الآخر، به عوائق ومحطات ومسافات مختلفة، لكن يتعين علي جميع عربات القافلة ان تصل إلي محطتها النهائية، من مختلف الطرق التي سلكتها، لتجميع كل العبوات معا وجعلها صالحة للاستخدام.
هذا بالضبط ما يحدث في عالم نقل البيانات عبر الشبكات فكل رسالة بريد الكتروني، ببياناتها الوصفية، كالتاريخ والموضوع، والطرف المرسل والطرف المستقبل والتوقيت، ثم نص الرسالة، ومرفقاتها وغير ذلك، هي اشبه بعبوات البضاعة في المثال السباق، وتجميع هذه العبوات معا في عربة واحدة، تشبه عربة النقل التي تشكل إحدي عربات القافلة الناقلة، وفي عالم البيانات يطلق علي العبوات المجمعة معا اسم “حزمة بيانات”، يتم إطلاقها عبر الشبكات، لتجد لنفسها طريقا تسلكه إلي محطتها النهائية، ولو تصورنا اننا بصدد رسالة بريد الكتروني، فيمكن ان تكون احدي الحزم حاملة لبيانات التاريخ والتوقيت واسم المرسل وعنوانه، وتسلك هذه الحزمة طريقا يمر عبر عدة خطوط ربط وشبكات ومحولات، حتي تصل إلي الخادم المسئول عن استقبال الرسالة.
لكنها عند وصولها لا تظهر في بريد المتلقي، وإنما تنتظر لحين وصول الحزم الأخرى، الحاملة لباقي بيانات الرسالة، كنصها الأساسي ومرفقاتها وغير ذلك.
وحينما يكتمل وصول كل الحزم، تتكامل معا لتشكل الرسالة في صورتها الأولي التي خرجت بها من الجهاز المرسل، وفي هذه اللحظة فقط، تظهر في صندوق بريد المتلقي.
قد يحدث أن تتأخر حزمة من حزم بيانات الرسالة في الوصول، او يعترض طريقها اختناق في حاسب خادم، أو محول بيانات، أو خلافه، وبالتالي تصبح في حكم المفقودة، ويتعذر تسليم الرسالة، حتي تصل هذه الحزمة، ولو ضاعت تصبح جميع الحزم التي وصلت بالفعل بدون جدوى، فلا تظهر الرسالة من الأصل، ونكون أمام حالة “فقد حزم”، يترتب عليها فقد رسالة.
يحدث الأمر بالنهج نفسه، مع البيانات المرسلة من حاسب لأخر، أثناء بث مقاطع الفيديو، أو ممارسة لعبة من الألعاب، او تحميل ملف، أو غيرها، حيث يتم تقسيم البيانات المرسلة، إلي عبوات صغيرة للغاية، كل منها يمثل حزمة، ثم ترسل عبر طرق ومسارات مختلفة، الى محطتها النهائية، وفي حال فقد أي منها أو تأخرها، يحدث الإزعاج، متمثلا في توقف الفيديو، أو تجمد اللعبة للحظات، إو إطالة زمن تنزيل ملف، وغيرها.
أسباب متعددة للفقد
لا يرتبط فقدان الحزم بشكل أساسي بازدحام الشبكة، لأن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلي ذلك، ومنها المعدات والأجهزة المعيبة، كتلف الكابلات، وضعف أجهزة المودم، وتقادم أجهزة التوجيه، وبرامج تشغيل الطاقة، وكلها ذات تأثير سيء علي أداء الشبكة، وقدرتها علي توفير مسارات سريعة بلا عقبات أمام الحزم.
هناك أيضا الأجهزة المحملة بشكل زائد، ويقصد بها أن يكون حجم المرور عبر الشبكة، أكبر من طاقة الأجهزة العاملة عليها علي الاستيعاب، وفي هذه الحالة تعمل الأجهزة بجهد اكبر من المعتاد للتعامل مع كل حركة المرور، وتحتفظ بالحزم مؤقتًا حتى يتوفر لها الوقت لمعالجتها وإرسالها معها، وبحلول الوقت الذي تصل فيه الحزمة إلى وجهتها ، يكون قد فات الأوان.
من الأسباب أيضا وجود برامج أو معدات خاطئة، لا تناسب عمليات نقل الحزم المستخدمة، كأن يكون البرنامج الذي يتم تشغيله على جهاز الشبكة به عيوب، إما منذ تشغيله لأول مرة، أو نشأت به عيوب نتيجة عملية تحديث أجريت عليه.
يحدث فقد الحزم أيضا، في حالة وجود إعدادات او تكوينات غير صحيحة عبر الشبكة، تؤدى الي تصادم الحزم أو تجاهلها وتأخيرا ارسالها، وفي حالة الاتصالات اللاسلكية، يمكن ان يحدث الفقد بسبب بعض الأشياء المرتبطة بطبيعة الاتصال اللاسلكي، كضعف الإشارة، ووتلاشيها في الفراغ، أو تداخل التردد اللاسلكي مع تردد إشارة أخري.
وفي بعض الأحيان يحدث الفقد، بسبب التعرض لهجمات امنية، مثل هجمات الاعتراض والقنص عبر الشبكة، أو بسبب إغراق الشبكات بفيض من المرور الوهمي، أو بهجمات حجب الوجهات النهائية، أو من خلال اختراق للشبكة وإسقاط وتضييع الحزم عن عمد.
كشف فقد الحزم وعلاجه
توجد الكثير من الأدوات الاختبارية، التي يمكن من خلالها مراجعة أوضاع شبكات المعلومات، ورصد حالة فقد الحزم بها، كما يوجد بعض مواقع الانترنت التي تقدم هذه الخدمة، وإذا لديك شبكة منزلية، وقمت باختبارها عبر احد مواقع الانترنت المتخصصة في كشف فقد الحزم، واكتشفت انه يحدث بها فقد، فيمكنك القيام بالخطوات التالية التي يوصي بها الخبراء كإجراءات أولية بسيطة، قبل تصعيد الامر الي فني محترف، ومنها:
ـ إعادة تشغيل الحاسب، وهذا الاجراء يؤدي إلي إزالة التعارضات المؤقتة التي تحدث أحيانا علي الحاسب الخاص بك، وتسبب فقد للحزم بصورة عارضة، فعلي سبيل المثال، قد تستهلك علامات التبويب الكثيرة المفتوحة علي المتصفح 75% من ذاكرة النظام، مما يتسبب في اختناق الخدمات الأخرى أو تعطلها.
ـ التحقق من الاتصالات، وهو امر قد يبدو بسيطا، لكن الكابلات غير الموصلة بشكل صحيح يمكن أن تسبب جميع أنواع المشاكل ، لذا فإن الأمر يستحق التحقق دائمًا، فإذا كنت تستخدم كابلا سلكيا كوسيلة للاتصال بالشبكة فافصله ثم أعد توصيله، وافعل الشيء نفسه مع الراوتر أو جهاز التوجيه المتصل بخط الهاتف.
ـ إذا كان لديك برامج قديمة، فيمكن ان تكون في حاجة للتحديث، حتي تتوافق مع الجهاز، لأن عدم التحديث ربما يؤدي لفقد الحزم، إذا كانت البرامج بها عيوب ومتقادمة.
ويتعين أيضا تحديث نظام تشغيل الحاسب، وبرامج تشغيل الشبكة إن وجدت، وكذلك برامج التصفح، وبرامج جهاز التوجيه، خاصة البرنامج الثابت.
وإذا كانت المشكلات تحدث من خلال الاتصال اللاسلكي، فيمكن التغيير إلي الاتصال السلكي، لتفادي الوقوع فرسية التداخل مع ترددات الراديو، وقوة الإشارة والمسافة وغيرها.
أما إذا كنت تستخدم كابلات سلكية، واظهر الاختبار وجود فقد في الحزم، فيتعين التأكد من أن الكابلات ليست بالقرب من أي شيء يتسبب في حدوث تداخل كهربي أو مغناطيسي، خاصة إذا كانت الكابلات غير محمية، لأن هذه المشكلة يمكن ان تحدث في حالة “الضوضاء المغناطيسية” التي تحدثها الأجهزة الكبيرة بالمنزل.