ويندوز 10إكس.. الانقلاب الثالث بمسيرة نظم تشغيل مايكروسوفت

تستعد مايكروسوفت حاليا لطرح نظام تشغيلها الجديد “ويندوز 10 إكس” الذي يوصف بأنه الانقلاب الثالث، أو الطفرة الثالثة الكبرى في مسيرة نظم تشغيل ويندوز الممتدة منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ويتوقع أن يطرح النظام الجديد خلال العام الحالي، حاملا معه تغييرات عميقة غير مسبوقة، تلبي التغييرات الكبرى الجارية حاليا، في عالم الأعمال، والمستخدم الشخصي على السواء، وفي مقدمتها التمركز التام حول التطبيقات السحابية، ودعم العمل مع التطبيقات التي تعمل بالأجهزة ذات الشاشات المنفردة والمزدوجة معا، سواء كانت أجهزة محمولة قابلة للطي، أو مكتبية مزدوجة.
يطرح خلال العام الحالي بتغييرات عميقة غير مسبوقة
يتعامل مع الشاشات المزدوجة والمنفردة ويتحدى كروم
أوفيس 365 يعمل من داخل النظام كجزء أساسي
كشفت مايكروسوفت المزيد من التفاصيل عن النظام الجديد، خلال جلسة عقدت ضمن فعاليات مؤتمر “ايجنت” الذي تم تنظيمه عبر الانترنت فقط مطلع الشهر الحالي، وتحدث فيها كل من بانوس باناي رئيس المنتجات في مايكروسوفت، ورواني سونز، مسئول منصة آزور وايدج، وكان شعار الجلسة ” من الشريحة إلي السحابة”.
القفزة الثالثة
وفقا للعديد من المحللين، فإن ويندوز 10 إكس، يعد النقلة الثالثة، أو الانقلاب الثالث في مسيرة ويندوز، لكونه يماثل الانتقال من النموذج القديم القائم على بيئة “دوس” ذات الأوامر البرمجية والشاشات السوداء، إلي ويندوز القائم على رسوميات التفاعل مع المستخدم، والذي خطا خطوته الأولي مع ويندوز 95، ثم النقلة الثانية مع ظهور ويندوز 10 نفسه، الذي نقل النظام إلي العمل من خلال الحوسبة السحابية، وليس فقط من خلال الحاسبات المكتبية، بما تضمنه ذلك من تغييرات جذرية، كان من بينها التحول الي نهج “ساس” أو تقديم نظام التشغيل وبرمجيات أوفيس كخدمة عبر الإنترنت، وليس فقط كمنتجات يمكن شراؤها من أرفف المتاجر، واليوم تأتي نقلة جديدة، تمثل الانقلاب الثالث، حيث يتحول ويندوز 10 إلي العمل كمنصة تدعم تطبيقات الأجهزة مزدوجة أو فردية الشاشة، وتعمل مع تطبيقات الحوسبة السحابية المندمجة بمتاجر التطبيقات على الانترنت، والموجهة بالأساس لعالم الحاسبات والهواتف والأجهزة المحمولة، ونظارات الرأس، وغيرها من الأجهزة التي تدعم تطبيقات تقنيات الواقع المعزز والافتراضي،
تحدي قوي لجوجل كروم
تدل التوجهات الأساسية التي أعلن عنها خلال مؤتمر إيجنت، على أن مايكروسوفت تحاول من خلال ويندوز 10 إكس التصدي بقوة لنظام تشغيل جوجل كروم، الذي يشق طريقه بقوة وسرعة، في بيئة الاعمال الحالية القائمة على الحوسبة السحابية، ويتسم بالخفة، والعمل مع الأجهزة الرخيصة والمنخفضة التكلفة نسبيا، التي تعمل بشكل أساسي مع تطبيقات مستضافة كلية عبر الويب والسحابة، ويناسب طلاب المدارس والجامعات، وأصحاب الأعمال المتوسطة والصغيرة.
لا تريد مايكروسوفت خسارة جديدة وتاريخية جديدة، مماثلة لما تعرضت له حينما خسرت معركة نظم تشغيل الهواتف المحمولة، أمام كل من اندرويد من جوجل، وآي أو إس من ابل، وفي سبيل ذلك يتوقع أن تقدم تنازلات كبيرة في التصميم، لتقديم نظام تشغيل جديد، ربما يكون أقرب إلي المحاولة التي قامت بها مع ويندوز 8، ونظام تشغيل ويندوز آر تي للأجهزة المحمولة.
إعادة تصميم كامل
بحسب ما قاله باناي خلال جلسة مؤتمر ايجنت، فإن مايكروسوفت تمكنت من إعادة تصميم ويندوز بشكل كبير، وكأنها تنشئ نظام تشغيل من الألف إلي الياء، لكن هذا لا يعني أن النظام الجديد لن يقوم بتشغيل جميع البرامج القديمة، فقد كانت الخطة الأصلية لويندوز 10 إكس الجديد، هي استخدام مجموعة من حاويات التطبيقات لعزل الكود الجديد والقديم، ودعم التطبيقات التي تم تطويرها في بيئة ويندوز 32 بت، جنبا إلي جنب مع تطبيقات منصة ” تطبيقات ويندوز العالمية“، وهي إحدى الطرق العديدة لإنشاء تطبيقات تعمل بمفهوم ” خادم عميل” لنظام ويندوز، لتوفير واجهة مستخدم قوية وميزات غير متزامنة متقدمة مثالية للأجهزة المتصلة بالإنترنت لكن الأمور تغيرت إلي ما هو أفضل من ذلك، لتسمح بأن تكون التطبيقات العاملة على النظام الجديد تطبيقات يمكن تجميعها كتطبيقات ويب تقدمية، يمكن تثبيتها مباشرة من متجر ويندوز ستور، أو من خلال متصفح مايكروسوفت ايدج، وكأنها تطبيقات محمول، أو ملحقات للنظام، تصل اليه عبر المتصفح، بعيدا عن جميع الطرق المعروفة سلفا في الحصول على البرامج والتطبيقات وتثبيتها.
تسهيل التوافق
تستعد مايكروسوفت مبكرا، وقبل طرح النظام الجديد، لتسهيل التوافق بين التطبيقات الجديدة والقديمة، لتعمل جميعها على ويندوز 10 إكس الجديد، وكذلك تسهيل التوافق بين الإصدارات الحالية والسابقة من ويندوز 10 والتطبيقات الجديدة، التي سيتم تطويرها للعمل مع ويندوز 10 إكس الجديد، حتي لا تضطرب أعمال الشركات والمؤسسات والافراد، الذين يقررون الانتقال إلي ويندوز الجديد، وهنا سيكون متجر تطبيقات مايكروسوفت ستور، الحلقة الوسط في تنفيذ التوافق بين الجميع، وطبقا لما قالته رواني سونز فإن أدوات عديدة سوف تساعد في هذا الأمر، منها فيجوال ستوديو، التي ستساعد في إنشاء واختبار التطبيقات الخاصة بالمتجر، سواء للأجهزة التي تعمل بمعالجات انتل، أو تلك التي تعمل بمعالجات اية آر إم، ومع توافر محرك البحث المدمج في المتجر، فإن توصيل التطبيقات المناسبة لنظام التشغيل المناسب لها، سيتم من خلال طرق إضافية قد لا تكون متاحة لطرق تسليم البرامج التقليدية.
أجهزة مكتبية بالسحابة
من التغييرات المهمة التي يقدمها النظام الجديد، أنه يتضمن خاصية حاسبات ويندوز التخيلية المكتبية، التي يمكنها تقديم جميع التطبيقات عن بعد للمستخدمين، التي توفر إمكانية تقديم واجهات المستخدم مع الأجهزة التي تعمل بنظام ويندوز 10 إكس، بينما يعمل الكود الخاص بها على جهاز افتراضي مدار عبر خدمة آزور السحابية، ولذلك من المحتمل ان تكون حاسبات ويندوز التخيلية المكتبية، هي الأساس لما يعرف بالحاسبات الشخصية السحابية، التي يجري تطويرها حاليا، ويمكن ان توفر للمدارس والشركات خيارًا بسيطًا للرسوم الثابتة ، مع تسعير لكل مستخدم للتطبيقات المستضافة على السحابة