أعمق زواج تقني بين انترنت الأشياء والخدمات السحابية

شهدت أنظمة البنية التحتية العملاقة بالشركات والمؤسسات خلال النصف الثاني من فبراير، حالتين من ” أعمق زواج تقني” يظهر علي الساحة، بين أنظمة أنترنت الأشياء، التي تحتوي علي الآلاف من المعدات والأدوات ونقاط بث البيانات، وبين أنظمة الحوسبة السحابية العملاقة، التي تقدم خدماتها لملايين من المستخدمين والعملاء لحظيا، وكان عراب هذا الزواج هو تقنية جديدة قدمتها شركة سيسكو ـ أكبر الشركات العالمية العاملة في مجال الشبكات والبنية التحتية، عبر بناء أرضية صلبة من الثقة المتبادلة بين الطرفين، وتقليل وقت التفاهم فيما بينهما، بما يحقق انسيابا أوسع للمعلومات، ويرفع سرعة التواصل عدة أضعاف، ما ينعكس تلقائيا بصورة إيجابية علي الخدمات السحابية، ويضاعف جودتها وسرعتها عدة مرات.
 “ذكاء الحافة” تربط الطرفين بسرعات أعلي عدة أضعاف
سيسكو تنفذ الزواج مرتين مع  مايكروسوفت وأمازون
انسياب واسع للمعلومات بين آلاف الأنظمة والمعدات
نفذت سيسكو هذا الزواج العميق خلال فبراير بين كل من أنظمة انترنت الأشياء العملاقة، وأنظمة التجارة والبيع والتجزئة وإدارة المؤسسات، في كل من سحابتي مايكروسوفت آزور، وخدمات ويب أمازون، وبحسب ما ورد علي لسان مسئولين بكل من مايكروسوفت وأمازون، في تدوينة نشرت بمدونة سيسكو الرسمية blogs.cisco.com حول هذا التطور، فإن النتائج المتوقعة من وراء هذا الزواج العميق ستكون رائعة، علي تطبيقات من نوع الطب عن بعد، وأنظمة الملاحة في السيارات الذكية، وعمليات التصنيع القائمة علي العمل التعاوني المترامي الأطراف، والتعليم عن بعد وغيرها.
ذكاء الحافة
داخل المؤسسات الكبرى، كالتي تملك عشرات المصانع مثلا، يكون هناك مئات من خطوط الإنتاج، وآلاف من المعدات والأجهزة والأدوات، وتوجد شبكات معلومات عملاقة تربط كل هذه الأشياء معا، عبر أدوات وأنظمة انترنت الأشياء، وهي عبارة عن مستشعرات وأجهزة حساسة، تولد وتلتقط بيانات عن كل معدة أو أي شيء ترتبط به، من حيث حالته الإنتاجية، وأعطاله وصيانته، وجداول تشغيله وغيرها، وتقوم بتوليد وبث هذه البيانات، لتتدفق عبر الشبكات كتيار هادر مستمر، يصل إلي تقنيات “التلقي والإدخال”، وهي عبارة عن أدوات تقوم بوظيفة الحارس الذي يقف علي بوابة قلب الشبكة ومحورها الداخلي، ويفحص هوية كل بيان وارد، ولا يسمح بالدخول أو يفتح قلب الشبكة  إلا للبيان الموثوق به والمأمون العاقبة، وقلب الشبكة هو  قواعد بيانات وأنظمة الإدارة والتحكم، خاصة إذا كانت الشبكة تعتمد علي خدمات الحوسبة السحابية.
الأخذ بيد الطرفين
تأخذ تقنية “ذكاء الحافة” من سيسكو بيد الطرفين، أي تقنيات وأدوات انترنت الأشياء، وتقنيات التلقي والادخال، وتجعل التفاهم والود بينهما سريعا عميقا ودائما، فهي تقنية جري تجربتها واختبارها، حتي باتت تحظي بثقة ومحبة الطرفين، ومن ثم تقف عند حواف شبكات المعلومات العملاقة واسعة الانتشار، من النوع السابق الإشارة إليه، أو في المنطقة التي تتماس فيها أدوات انترنت الأشياء، مع شبكة المعلومات العاملة لدي المؤسسة، فتتلقي من أدوات انترنت الأشياء البيانات، ثم تفهم وتفهرس وتجدول وتؤمن هذه البيانات، وتضعها في صورة معيارية موثوق بها، ثم تدفع بها إلي الطرف الثاني ـ أدوات التلقي والإدخال ـ ليقبلها علي الفور ، كونها تأتي من الوسيط أو عراب الزواج، الذي لا يقدم لها سوي ما هو جدير بالمرور لقلب الشبكة، لكونه يحمل ما له قيمة، وفي الوقت نفسه مأمون العاقبة.
فعلي سبيل المثال ، إذا احتاجت ذراع آلية في نظام ما بخط إنتاج بعيد إلى استبدال ، فيمكنها إرسال قياس عن بُعد حول المشكلة، وهنا تقوم تقنية ذكاء الحافة باستخراج تلك البيانات وتوفر لفريق التكنولوجيا التشغيلية المعلومات التي يمكنه استخدامها لإصلاح المشكلة.
تستمد تقنية ذكاء الحافة قدرتها علي تنفيذ هذه الزيجات العميقة من قدرتها علي فهم والعمل مع عدد لا يحصي من بروتوكولات الاتصالات الصناعية، التي تسمح باستخراج البيانات من مختلف مصادر ذات ترميز ضئيل أو معدوم، كما يقول قال صامويل باسكويير ، مدير أول لإدارة المنتجات في سيسكو، والذي أضاف إن البيانات يتم تحويلها بعد ذلك إلى تنسيقات متوافقة مع معايير الصناعة، ما يجعلها قابلة للاستخدام والتوظيف الفوري داخل الشبكات بعد ذلك.
الزواج الفعلي
علي الصعيد الفعلي، تم تنفيذ حالة زواج عميق بين تقنية ذكاء الحافة، ونظام “محور أمازون  لإنترنت الأشياء”، وهو النظام الذي يضم أدوات التلقي والادخال، أو حارس بوابة قلب شبكات خدمات ويب أمازون السحابية العملاقة، الذي بيده السماح لعملاء أمازون، بمعالجة البيانات من آلاف أجهزة وتطبيقات إنترنت الأشياء المرتبطة عبر شبكات العمليات الصناعية والتواصل معها وإدارتها . 
وفي المدونة الرسمية لسيسكو ذكر ميشيل ماكينزي المدير العام لقطاع الربط بأنظمة انترنت الأشياء بخدمات ويب أمازون أن سيسكو حلاً بسيطًا من البداية إلى النهاية لجمع البيانات من الحافة الصناعية ونقلها إلى محور انترنت الأشياء في خدمات ويب امازون علي نطاق واسع، وسرعة خاطفة، فبدلاً من قضاء الوقت في عمليات الدمج المخصصة، تتيح ذكاء الحافة للعملاء التحرك بشكل أسرع والتركيز على الابتكار في أعمالهم الأساسية.
في مايكروسوفت جري تنفيذ حالة زواج مماثلة، بين موزع خدمات انترنت الأشياء في خدمة آزور السحابية، وبين تقنية ذكاء الحافة، وكما هو الحال مع أمازون، جعلت ذكاء الحافة الأمر أبسط وأسرع وأكثر أمانًا لإرسال بيانات أنظمة انترنت الاشياء إلى تطبيقات من فئة المؤسسات، ليتمكن العملاء والمتلقين لخدمات ازور من دمج أجهزة إنترنت الأشياء الخاصة بهم بضغطة زر واحدة. وقالت سيسكو إنهم سيكونون قادرين على دفع تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتحليلات والتعلم الآلي وذكاء الأعمال لدعم تحول رقمي أفضل.