توقعات بأداء جيد لأسهم أبل خلال السنوات الخمس المقبلة

ارتفع سعر سهم شركة أبل خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 460%، بينما ارتفعت الإيرادات السنوية لعملاق التكنولوجيا من 215.6 مليار دولار في العام المالي 2016 إلى 274.5 مليار دولار في العام المالي 2020. أما صافي دخل الشركة فحقق نموا ملحوظا، إذ ارتفع من 45.7 مليار دولار إلى 57.4 مليار دولار.
460 % ارتفاعا بسعر السهم في 5 سنوات ماضية
القبضة الحديدة والولاء وراء قوة السهم
الإيرادات ترتفع 21% العام الحالي
بيئة مقيدة
دفعت هذه الأرقام المبهجة الخبراء إلى التساؤل: هل تستطيع شركة أبل الحفاظ على هذا الزخم خلال السنوات الخمس القادمة؟ ومن أبرز المواقع التي اجتهدت في الإجابة على السؤال موقع fool.com الذي أكد أن إيرادات أبل سترتفع بنسبة 21% خلال العام المالي الحالي، كما ستشهد ارتفاعا آخر في العام المقبل يتوقع أن يصل إلى 4%. أما السبب وراء هذا النمو فهو الأجهزة الجديدة وتوسع أبل في ضم خدمات جديدة لنظامها البيئي المقتصر على منتجاتها وخدماتها.
أفضل مبيعات منذ 2016
يتوقع الخبراء أن تجرى أبل سلسلة من الترقيات لهاتفها آيفون 12 الذي يعد أول إنتاج لعائلة الجيل الخامس في الشركة خلال العام الحالي، ومن ثم يؤكدون أنها ستتمكن من بيع 230 مليون جهاز من أجهزة آيفون 12 خلال عام 2021 وفقا للتقديرات والمعلومات التي أفصح عنها موردي أبل. ويمثل هذا الأمر نموا يقدر بنحو 14% عن عام 2020، ويعني ببساطة أن مستوى المبيعات المتوقع لهذا العام سيكون الأفضل منذ عام 2016.
القبضة الحديدية
 تربط المبيعات القوية من هواتف آيفون -المسئولة عن نصف عوائد أبل 2020 -مستخدمين أكثر بنظام خدمات أبل البيئي الآخذ في النمو. ويشمل هذا النظام متجر التطبيقات وموسيقى أبل وتلفزيون أبل وخدمة أبل باي وغيرها. وقد استطاعت أبل أن تحصل من خلال هذه الخدمات على 20% من عوائدها خلال العام الماضي وتجاوز عدد مشتركي خدماتها المدفوعة 600 مليون مشترك.
ويؤكد المراقبون أن أبل ستستمر في ترسيخ قوتها في مجال الأجهزة وإحكام قبضتها على مستخدميها، الأمر الذي قد يؤدي إلى صراعات أكثر مع بعض الشركات، كشركة سبوتيفاي ونيتفليكس وأمازون. وعلى الرغم من أن هذه الصراعات مكلفة، إلا أن أبل لا زالت تجلس فوق كومة من الأموال والنقد تصل إلى 196 مليار دولار وأوراق مالية قابلة للتداول، وهو ما ظهر بوضوح خلال الربع المالي الأخير، ويعني هذا أن بمقدورها تحدي هؤلاء المنافسين الأقوياء.
وفيما يتعلق بمجالات عملها الأخرى في قطاع الأجهزة، يتوقع المستثمرون أن تطلق أبل إصدارات جديدة من أجهزة ماك وآيباد وساعة أبل وأجهزة أير بود تاتش سنويا. وفي السياق ذاته، يؤكد الخبراء أن أبل في سبيلها للاعتماد على مكونات من إنتاجها الخاص لتضييق سلسلة التوريد الخاصة بها وتمييز أجهزتها وزيادة هوامشها.
دعم الواقع المعزز
 وفي الوقت الحالي تطور أبل سماعة خاصة بالواقع المعزز وتعتزم إطلاقها في عام 2022. ومن المتوقع أن يتبع هذا الإطلاق زوج أخف من نظارات الواقع المعزز في عام 2023. ورغم أن البيانات التفصيلية عن هذه الأجهزة شحيحة، لكنها تعني أن أبل ستبقى على مستوى الشركات الأخرى العاملة في سوق الواقع الافتراضي والواقع المعزز كشركتي: مايكروسوفت وفيسبوك.
والمعروف عن أبل أنها تعودت أن تدخل إلى الأسواق الجديدة بترك الآخرين يدخلون إليها أولا لسبر أغوارها والتعرف على خفاياها، وقد حدث هذا مع مشغلات MP3 والهواتف الذكية والحواسب اللوحية والساعات الذكية. لذا يرى الخبراء أنها غالبا ستتخذ نفس الخطوة فيما يتعلق بنظارات الواقع المعزز التي لم تكتسب الزخم المرجو خلال السنوات القليلة الماضية.
سيارة ذاتية القيادة
 ووفقا لخبراء موقع فوولز، فإن الإطلاق الناجح لنظارات أبل سيتكامل طبعا مع هواتف آيفون وساعة أبل وأجهزة أير بود وغيرها من أجهزة أبل لتضمن الشركة بقاء المستخدم أكثر وأكثر داخل نظامها البيئي. وسيقلل هذا الأمر اعتماد الشركة القوي على مبيعات أجهزة آيفون، وربما يفتح المجال أمامها مستقبلا لإطلاق سيارة أبل بعد عدة سنوات. وهو أمر غير بعيد فقد سبق لأبل أن تحدثت عن تطوير سيارة كهربائية ذاتية القيادة وأجرت محادثات مع عدد من صانعي السيارات لتصنيعها. وتشير التوقعات إلى أن إطلاق هذه السيارة سيتم خلال الفترة بين عامي 2024 و2027.
تنويع الإنتاج
ومن المتوقع أن تؤدي أجهزة أبل الخاصة بالواقع المعزز والجهود الخاصة بإنتاج السيارات إلى توسع أبل في مجالات أخرى بعيدا عن هواتف آيفون لينشأ عن ذلك عملاق تقني متنوع الإنتاج.
وبناء على كل المعلومات السابقة، يري الخبراء أنه من الصعب تحديد الوضع الذي سيكون عليه سهم أبل في نهاية السنوات الخمس القادمة، لكنهم يرون أنه سيتفوق على مؤشر ستاندرد بورز S&P 500 بهامش ملحوظ، فمجال عمل الشركة الأساسي لا زال قويا، وحتى لو مر السهم ببعض التقلبات، فإن المستثمرين الذين يفضلون الاحتفاظ بسهم أبل بدلا من التعامل عليه، سيحصلون على مكاسب متميزة خلال السنوات الخمس التالية.