برنامج “وورد” يعمل بخاصية التنبؤ النصي بدءا من مارس

قررت مايكروسوفت إضافة خاصية ” التنبؤ النصي” إلي برنامجها الشهير “وورد” لمعالجة الكلمات، ليكون قادرا على تخمين والتنبؤ ببقية جملة كاملة ويتقرح على المستخدم إضافتها دفعة واحدة، وذلك استنادا إلي أول كلمة او كلمتين من الجملة، وتعرف الخاصية الجديدة أيضا باسم ” الكتابة التنبؤية”، التي تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وأدوات تعلم الآلة، في فهم وإدراك النصوص الجاري كتابتها، وتخمينها، مما يسهل ويسرع من عملية إدخال النصوص ومعالجة الكلمات بالنسبة للمستخدمين.
تنقل الإكمال التلقائي من الكلمة للجملة
مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة
آلاف الجمل المعروفة مسجلة بها مسبقا
وخاصية التنبؤ النصي، يقصد بها تقنية إدخال للحروف والكلمات إلي البرنامج، يمثل فيها مفتاح واحد العديد من الأحرف، مثل لوحات المفاتيح الرقمية للهواتف المحمولة، التي يقوم فيها مفتاح حرف الواو مثلا، بكتابة حرف ” و” وحرف “ؤ”، وينتج عن كل ضغطة مفتاح توقع بدلاً من التسلسل المتكرر عبر نفس مجموعة “الأحرف” التي تمثلها، بالترتيب الثابت نفسه، وبالتالي يمكن أن يسمح التنبؤ النصي بإدخال كلمة كاملة بضغطة مفتاح واحدة، وبالتالي يكون هناك استخدامًا فعالًا لعدد أقل من مفاتيح الجهاز لإدخال الكتابة في رسالة نصية ، وبريد إلكتروني ، ودفتر عناوين ، وتقويم ، وما شابه.
تخمين بقية كلمة
مع الوقت تطور الأمر، لتصبح هذه الخاصية، أساسا لتخمين بقية كلمة كاملة، وليس مجرد عرض خيارات كتابة حرف من بين عدة احرف، أو استكمال الكتابة عبر تسلسل الحرف على المفتاح نفسه، وحاليا توجد العديد من أدوات أو أنظمة التنبؤ النصي، من بينها ” تي 9″ ، و”أي تاب” و” إي زي آي تيكست”، و “وورد وايز”، وغيرها، وهناك العديد من الطرق لبناء نظام يتنبأ بالنص ، ولكن جميع أنظمة التنبؤ النصي بها إعدادات لغوية أولية تقدم تنبؤات يتم إعادة ترتيبها حسب الأولوية للتكيف مع كل مستخدم، وتتحدد أفضلية كل نظام على الآخر، بحسب نمط واجهة الاستخدام المقبولة لدي المستخدم، ومستوي قدرة المستخدم على تعلم تشغيل البرنامج.
دخول الذكاء الاصطناعي
وفي الآونة الأخيرة دخلت تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة إلي هذا المجال، وتحول الأمر من أنظمة مستقلة يجري تركيبها على برامج الكتابة ومعالجة الكلمات، إلي خواص مدمجة داخل برنامج الكتابة نفسه، مع تغيير جوهري وكبير في طريقة التنبؤ، لتتم بمعرفة البرنامج تلقائيا، وليس من خلال حركات الكتابة، كما تحققت قفزة اخري، وهي ان الذكاء الاصطناعي، انتقل بقدرة التنبؤ من مجرد استكمال كلمة واحدة اثناء الكتابة، إلي تخمين جملة بكاملها، فضلا عن أنه يجعل البرنامج يتعلم ويخزن الجمل المعتاد كتابتها كثيرا، مع وجود مستودع من الجمل شائعة الاستخدام المخزنة لديه مسبقا.
من خلال الذكاء الاصطناعي، يستطيع وورد أحيانا تخمين الكلمات الاثنتي عشرة التالية قبل كتابتها، واقتراح تكملتها تلقائيا، فمثلا إذا كنت تكتب عبارة شائعة مثل “كل ما يلمع ليس …” فقد يقترح وورد عليك كلمة “ذهب” ككلمة تالية، وكل ما عليك فعله هو الضغط على مفتاح “تاب” على لوحة المفاتيح الخاصة بك وسيتم “كتابة” هذا الاقتراح تلقائيًا في النص، وقد استخدمت جوجل هذه التقنية في خدمة البريد الالكتروني جي ميل لعدة سنوات.
إضافة إلي إوفيس 365
كانت مايكروسوفت قد أضافت هذه الخاصية إلي خارطة الطريق الخاصة بخدمة أوفيس 365 السحابية، حيث أضافت التنبؤ النصي الي برنامج أوت لوك للويب في نوفمبر الماضي، ثم أضافتها الي اوت لوك الذي يعمل مع نظام تشغيل اندرويد خلال فبراير، ثم تنوي إضافتها إلي وورد في أوفيس 365 في مارس، لكنها لم تعلن رسميا إضافتها إلي أوفيس 2021 الجديد حتي الآن.
وكانت مايكروسوفت أيضا قد استخدمت التنبؤ النصي من قبل، مع المفاتيح “الناعمة” التي تفتح عند فصل الكمبيوتر اللوحي الذي يعمل بنظام ويندوز عن لوحة مفاتيح الجهاز. ومع ذلك ، فإن التنبؤ النصي الذي تربطه مايكروسوفت بلوحة مفاتيح الجهاز يفتح نافذة صغيرة فوق ما تكتبه ويفرض تحديد الكلمة يدويًا بنقرة إضافية، أما الطريقة التي تنفذ بها مايكروسوفت التنبؤ النصي داخل وورد أفضل بكثير، ولعل ابرز ما فيها هو العمل على مستوي الجملة، مع القدرة على إيقاف او تشغيل الخاصية من الأساس.