انتل تستعد لعصر “الإكسا سكيل” برفع قوة الحوسبة 1000 ضعف

طبقا لتسلسل وحدات القياس المستخدمة في علوم البيانات، فإن العالم يعيش العالم الآن في  عصر ” التيرا “، أو العصر الذي باتت فيه وحدة “التيرا بايت” أكبر وحدة قياس شيوعا   في تقدير  الاحجام الكبيرة لما يتم انتاجه وتداوله ومعالجته من بيانات، ووفقا لتوقعات علماء شركة انتل ـ أكبر صانع للمعالجات الدقيقة والشرائح الالكترونية عالميا، فإنه خلال خمس سنوات فقط من الآن، سيدخل العالم عصر “الإكسا “، أو العصر الذي تحل فيه وحدة “الإكسا بايت” محل التيرا بايت، كأكبر وحدة قياس مستخدمة، وطبقا لخبراء إنتل فإن الدخول في نطاق الإكسا أو ” الإكسا سكيل”، يفرض إحداث طفرات قوية وواسعة، في قدرات المعالجات والشرائح الالكترونية وأوعية التخزين،  وغيرها، ولذلك فهم يستعدون لهذه الحقبة المستقبلية، بحزمة تقنيات جديدة، ستوقم حال تطبيقها فعليا في رفع قدرات المعالجات وقوة الحوسبة بمعدلات تبدأ بـ 100 ضعف، وتنتهي بـ 1000 ضعف خلال فترة تتراوح بين 5 إلي 10 سنوات علي الأكثر.
العالم يصل لحقبة الـ 100 مليار جهاز خلال 10 سنوات
البيانات تتضاعف لتصبح “الإكسا بايت” مقياس اعتيادي
التقنيات الجديدة  ترفع قدرات الحاسبات لتنتهي بألف ضعف
لتوضيح المقصود بعصر الإكسا سكيل، لابد من الإشارة إلي أن “الإكسا” وحدة قياس في علوم البيانات تلي “التيرا”، وتحديدا فإن الإكسا بايت تعادل مليون تيرا بايت، ومعلوم أن التيرا تلي الجيجا، بمعني أن التيرا بايت تعادل ألف جيجا، والجيجا تلي الميجا، والميجا تلي الكيلو بايت، والكيلو بايت تلي البايت، والبايت يضم 8 بت، أصغر وحدة من وحدات قياس البيانات، وأقرب تعريف للبت أنه يعادل واحد علي ثمانية من أي حرف من حروف الكلام يتم إدخالها الي الحاسب، ووفقا لهذا التسلسل فإن الوصول إلي عصر الإكسا سكيل يعني أن سعة أكبر وحدة قياس مستخدمة في تقدير احجام وقدرات البيانات وأدوات معالجتها وتخزينها قد ارتفعت بمقدار مليون ضعف.
الاستعداد لـ 100 مليار جهاز
في مؤتمر انتل ” يوم الهندسة المعمارية 2020″، خصص خبراء الشركة مساحة كبيرة من الوقت لعرض ومناقشة استعدادات الشركة وخططها، المتعلقة بالدخول في عصر الإكسا سكيل، وخلال المناقشات أوضح رجا إم كودوري نائب الرئيس الأول وكبير المهندسين والمدير العام للهندسة المعمارية والرسومات والبرمجيات في انتل أن الشركة تستعد حاليا لحقبة الـ ” 100 مليار جهاز”، التي ستكون متصلة بالفضاء الالكتروني العالمي خلال السنوات القليلة المقبلة، بدلا من 10 مليار حاليا، والوصول لحقبة الـ 100 مليار، تعني بالضرورة وصول العالم إلى عصر “الإكسا سكيل”.
أشار كودوري إلي أنه في عصر “الاكسا سكيل”، سنقوم بتوليد البيانات بمعدل أسرع من قدرتنا الحالية على تحليلها وفهمها ونقلها وتأمينها وإعادة بنائها في الوقت الفعلي. وهذا هو التحدي الذي تعمل انتل على مجابهته خلال السنوات المقبلة، لتوفير قوة الحوسبة التي تساعد في التعامل مع هذه المعدلات الخارقة الحجم من البيانات المتداولة على مدار اللحظة، وضرورة لإنجاز المعالجة والحوسبة في الوقت الفعلي ، مما يعني زمن انتقال منخفض ، وزمن تحليل منخفض ، وأضاف ” نحن في انتل في رحلة لحل هذه المشكلة الصعبة للغاية، وحدد كودوري الهدف العام للتقنيات الجديدة في كونها تسعي لرفع قدرات الحوسبة كفاءة المعالجات بين 100 و1000 ضعف خلال العقد الحالي، مشيرا إلي أنه وزملاؤه قد احرزوا تقدمًا كبيرًا في هذا الصدد، من خلال مزيج متنوع من البنى العددية والمنهجيات الجديدة.
مكثفات ومودم ورسوميات
لا تقتصر جهود الاستعداد لعصر الاكسا سكيل علي تطوير المعالجات فقط، بل تشمل مسارات اخري، منها تطوير المكثفات، التي تعد مكونا أساسيا في تصنيع المعالجات، وفي هذا الصدد كشفت انتل النقاب عن جيل جديد من المكثفات اطلقت  عليه مكثفات ” سوبر إم آي إم”، وقالت أنه أكبر تحسين في تاريخ انتل، لكونه يوفر تحسينات نوعية كبيرة في الأداء، وسوف يتم دمج مكثفات ” سوبر إم آي إم”، مع تقنية تصنيع المعالجات الجديدة ” سوبر فاين 10 نانو متر”، لتكون النتيجة شريحة معالجات “تايجر ليك” الجديدة المذهلة في قدراتها، والتي توفر قفزة جيلية في أداء وحدة المعالجة المركزية.
من الدلائل الهامة علي الاستعداد لحقبة الاكسا سكيل أن انتل بادرت بالإعلان عن إقلاعها عن سياستها التاريخية الثابتة، بدمج بطاقات الرسوميات مع المعالجات، وأنها قبلت بالأخذ بنهج بطاقات الرسوميات المستقلة، التي تعمل مع الحاسبات الشخصية والأجهزة الأخرى، وكذلك بطاقات رسوميات مستقلة، تعمل مع الحاسبات الخادمة، وهو تطور يحدث لأول مرة في انتل منذ 20 عاما، وقالت أن بطاقات الرسوميات المستقلة الجديدة تستند إلى معمارية جديدة، تنقل أداء بطاقات معالجة الرسوميات من “التيرا فلوب” إلي “البيتافلوب”، أي مضاعفة قدرة استيعاب البيانات الخاضعة للمعالجة داخل البطاقة ألف مرة، وهي مخصصة للعمل مع الحاسبات المكتبية والمحمولة معا.
وضعت انتل خطا ثالثا للاستعداد لحقبة الاكسا سكيل، هو تطوير وحدات ارسال واستقبال البيانات “المودم”، وقالت أنها فتحت الطريق نحو وحدات مودم تعمل بسرعة 224 جيجا بايت في الثانية الواحدة، وستليها طفرات جديدة، وفي مجال الألعاب اطلقت انتل معمارية جديدة باسم إكس أي اتش بي جي، توفر العديد من ميزات الرسوميات الجديدة، من بينها دعم تتبع الاشعة، كما اطلقت انتل نموذج برمجة موحد، سيكون متاحا للمطورين بنهاية العام، ويوفر لهم وصولا مبكرا لجميع تقنيات انتل الجديدة، من خلال واجهة برمجة تطبيقات واحدة، دون الحاجة إلى أي عمليات إعداد وتنزيلات وتثبيت وتجهيز متعددة على اجهزتهم.
أشارت انتل إلي أن نطاق التطبيق العملي للقدرات الجديدة في عصر الإكسا سكيل سيكون في مجالات الذكاء الاصطناعي للقيادة الذاتية والمركبات المستقلة، ورسوميات القيادة، والنطاق الترددي المطلوب لنقل البيانات بين الذاكرة والمعالج، وميزات التأمين والحماية على مستوي المعالج، والعرض الأفضل للبيانات، والفيديو  اللحظي المباشر فائق التحديد.