الحاسب السحابي .. خيار مايكروسوفت المستقبلي حتي 2030

“آزور بوك” حاسب مستقبلي مبتكر، ينتمي إلي فئة جديدة في عالم الحاسبات، تحمل اسم الحاسبات السحابية، ويري الكثير من المحللين أنه سيكون الخيار الاستراتيجي العام لشركة مايكروسوفت حتي عام 2030 في عالم تصنيع الحاسبات ، ويمثل الطريق الثالث الذي قررت مايكروسوفت أن تسلكه بعد النجاح الذي سجلته مجموعة حاسبات “سيرفس” خلال السنوات الماضية، ليتقدم وتصبح له الاسبقية علي الطريقين الذين كانا مطروحين من قبل للعقد الثالث من القرن 21، وهما تقديم المزيد من أعضاء عائلة “سيرفيس” المعتمدة على معالجات انتل العادية، وإحداث نغيير ثوري في ويندوز 10 ليعمل مع الاجهزة المعتمدة معالجات “اية آر إم” الجديدة على غرار القرار التاريخي الذي اتخذته ابل في هذا الشأن مع نظام تشغيلها الاشهر ماك، ووفقا للتوقعات فإن آزور بوك يفترض أن يولد ويصل للأسواق في غضون عامين من الآن، ليدق أكبر مسمار في نعش  العلاقة التاريخية بين نظم ويندوز ومعالجات انتل، والمعروفة باسم “تحالف وينتل”.
الاسم المقترح ” آزور بوك”والمعالج “اية آر إم
وزن خفيف وشاشة برسوميات صديقة لويندوز
يدق مسمار في نعش تحالف ويندوز ـ انتل “وينتل”
ظهرت هذه الرؤية المستقبلية لحاسبات مايكروسوفت في دراسة بعنوان “مرحبا آزور بوك … لماذا سيخلو مستقبل ويندوز من انتل ويصبح سحابيا”، كتبها جيسون بيرلو، احد خبراء التقنية البارزين، والذي عمل لأكثر من عقدين في دمج بيئات الحوسبة المتعددة غير المتجانسة في الشركات المسجلة بقائمة فورتشن لأكبر 500 شركة عالميا.
مواصفات ازور بوك
بالنسبة لمواصفات الجهاز، أشار جيسون في دراسته إلي أنه> سيعمل بمعالجات آية آر إم، مع إصدار جديد من ويندوز 10 مهيأ من الأساس لتشغيل تطبيقات مستضافة على خدمة مايكروسوفت السحابية آزور، عبر متصفح ايدج أو كروم، وسيتم تصميم الجهاز إما على هيئة حاسب مكتبي متصل بلوحة مفاتيح كاملة الحجم وشاشات كبيرة ، أو كحاسب محمول، لكن ليس به قوة حوسبة أو تخزين عالية، وليس لديه أية مكتبات للتوافق مع البرمجيات القديمة، وكل ما يحتاجه هو بروتوكول اتصال مناسب، يعمل على نطاق ترددي سريع، للوصول للتطبيقات العديدة التي تعمل في السحابة، وقائمة وأيقونات تم ملؤها حسب الحاجة للوصول إلى الموارد المحددة للمستخدم، مع واجهة مستخدم رسومية سريعة، وكل معالجة التطبيقات الثقيلة ستحدث في مراكز البيانات السحابية ولذلك سيكون سعره اقل من 200 دولار، ومواصفاته لن تزيد على ما هو موجود بالحاسبات اللوحية والهواتف الذكية العاملة بنظام اندرويد حاليا.
لماذا آزور بوك؟
اتجاه مايكروسوفت إلي  آزور بوك يمثل استجابة للتحديات والتغييرات المتعددة التي تشهدها بيئات العمل حاليا، ووفي مقدمتها التحول الكبير نحو أنماط العمل عن بد، وبيئات العمل المتنقلة عبر المحمول، والتي عكست نفسها على الاستراتيجيات المستقبلية الكبرى لعمالقة التقنية، وكانت أبل من اسرع الشركات واكثرها جرأة في هذا السياق، إذ أعلنت بوضوح خلال مؤتمرها السنوي الاخير للمطورين، عن قرارها بالتحول نحو شرائح معالجات “سيليكون أية آر إم”، كخيار مستقبلي، ليجعل عائلة اجهزتها ونظم تشغيلها تمضي جميعا في طريق الاستجابة لتحديات التغير في العمل من البعد، بعيدا عن النموذج التقليدي للحاسبات الشخصية، لكن مايكروسوفت لم تقدم حتي الآن رؤية حاسمة حول خيارها المستقبلي.
هذه التحديات والتغييرات جعلت خيارات مايكروسوفت تنحصر في: إما المضي قدما في تحسين وتوسيع نطاق حاسباتها من عائلة “سيرفس” لتواكب هذا التغيير، أو تقوم بإحداث تغيير جوهري وثوري بنظام تشغيل ويندوز 10، ليتوافق مع حاسبات جديدة تعمل بمعالجات أية آر إم، لكن أي من هذين البديلين ليس سهل التنفيذ، وربما يكون مستحيلا بالنسبة لمايكروسوفت حسب قوله، لأنه يوجد حوالي 175 مليون إصدار ونسخة متنوعة، من 25 مليون تطبيق، يعملون عبر بيئة ويندوز عالميا حاليا، وغالبيتها العظمي تم بناؤها خلال العقدين الأخيرين بنمط 32 بت، و64 بت المتوافقة مع معمارية إكس 86  التطبيقات والبرامج العاملة في بيئة نظام تشغيل ويندوز، التي تعمل بها نظم ويندوز ومعالجات الحاسبات التقليدية من انتل، وهي تركة ثقيلة، تمثل تحديا أطلق عليه جيسون “فجوة التطبيق ولعنة التوافق”، مما يجعل خيارات التحول نحو حاسبات تتخلي عن المعالجات الحالية، أمرا محكوم عليه بالفشل تقريبا،  ومن هنا  ليس أمام مايكروسوفت من خيار سوي الأخذ بحاسب سحابي، يتجاوز عقدة تطبيقات معمارية اكس 86، بنوعيها 32 و64 بت، ويعمل من خلال سحابة آزور.
مفتاح النجاح
لكي تتوفر لآزور بوك أفضل فرص النجاح، لابد من ترحيل جميع التطبيقات الحالية البالغة 25 مليون تطبيق وإصداراتها البالغة 175 مليون تطبيق من بيئات العمل داخل الشركات والمؤسسات، إلي سحابة آزور، لتتمكن من العمل بصورة طبيعية، عبر آزور بوك، أو غيره من الحاسبات السحابية أو غير السحابية، ولذلك يتوقع أن تشرع مايكروسوفت خلال السنوات المقبلة في تنفيذ مشروع عملاق لترحيل هذا العدد الضخم من التطبيقات الي سحابة آزور، من دون أن يتكبد اصحابها اي عناء في تحويلها أو تعديلها، فقط مجرد ترحيلها لتعمل من خلال أزور، لتعمل من خلال متصفح ايدج أو كروم، وكأنها تعمل من داخل مقار المؤسسات والشركات كما هي عليه الآن.