ابني بيتك بالروبوت والطابعات وحقق 45% خفضا بالتكلفة 95% بالوقت

المباني الرقمية المشيدة بواسطة بالروبوتات والطابعات ثلاثية الابعاد والمواد المصنوعة من البوليمرات، هي أحدث وأسرع وأرخص طريقة للبناء وفق مفاهيم الحياة الرقمية الجديدة، فهذه الطريقة تمكنك من الحصول علي وحدة سكنية نمطية في غضون أقل من 24 ساعة، وبتكلفة تقل بنسبة 45% عن تكلفة البناء الحالية.
أول نموذج تجريبي: تشييد وحدة سكنية في 24 ساعة
الروبوتات تنفذ المهام الشاقة وتترك للبشر اللمسات الجمالية
البناء بمواد مبتكرة مصنوعة من البوليمر والخرسانة العادية
هذا ما أكدته شركة أمريكية ناشئة، تدعي “مايتي بلدنج”، عبر  موقعها mightybuildings.com، والتي أكدت أنها قامت بالفعل بإنتاج وتركيب أول وحدتين سكنيتين ملحقتين من هذا النوع، في سان رامون وسان دييجو ، حيث امكن طباعة وحدة سكنية صغيرة “ستوديو” وتجهيزها في أقل من 24 ساعة، مع وجود وحدات إضافية في انتظار التسليم، مما يجعل من التقنية الجديدة مفهوما واعدا، لا سيما مع ارتفاع تكاليف الإسكان وقلة المتاح من المساكن بالمدن الكبيرة ، وأكدت أن الشركة أصبحت الآن على استعداد لتوسيع نطاق إنتاجها بثقة تامة في توافقها مع التعليمات والمعايير الخاصة بكل من المواد والأنظمة التقنية معا.

ثلاثة عناصر

وقالت الشركة أن تقنيتها تجمع بين ثلاثة عناصر، الأول ماكينات طباعة ثلاثية الابعاد متطورة متخصصة في طباعة المنازل وبها براءات اختراع خاصة بالشركة، وتطبع هياكل مباني سابقة التجهيز أو في موقع البناء، والثاني مواد بناء عبارة عن خليط من مواد مبتكرة مصنوعة من البوليمر والخرسانة العادية، والثالث روبوتات متخصصة في أعمال التشييد، تعمل بانسجام مع ماكينات الطباعة، ومواد البناء الجديدة، وتضطلع بالمهام الشاقة، وتترك للعاملين من البشر المهام التفصيلية واللمسات النهائية، وذلك وفق منظومة عمل انشائية متكاملة، معتمدة علي تقنيات المعلومات، وتكون مسئولة عن إدارة 80% من الأعمال الجارية في مواقع ومشروعات البناء والتشييد، بدءا من خلط مواد البناء وتجهيزها، وانتهاء بإدارة الروافع والجرافات، وتثبيت الاسقف والحوائط، وتقديم الطوب للبنائين من البشر عند الحاجة، والوصول بتشغيل المنظومة إلي هذه الدرجة يحقق خفضا قدره 45% من تكلفة البناء، و95% من وقت التنفيذ.

تسليم متأخر

وكان مسح “البناء العالمي” الذي أجرته شركة كي بي إم جي الاستشارية، قد كشف عن أن 25% من المشروعات الانشائية يجري تسليمها في توقيتات تختلف بنسبة 10% فقط من مواعيد التسليم الأصلية، في حين 98% من المشروعات الانشائية تكون متأخرة  أو تتجاوز الميزانية الاصلية، و77% من المشروعات يتأخر تسليمها بأكثر من 40% عن مواعيدها الاصلية، وقد دفعت هذه النتائج العديد من المحللين إلي القول بأن التقنية الجديدة ستكون مفيدة في تحسين الأداء بقطاع التشييد والبناء، خاصة فيما يتعلق بالتكلفة ومواعيد التسليم، لكونها تجمع بين التجهيز المسبق للعديد من هياكل المبني داخل المصنع، وتكوين وتجهيز بعض الأجزاء والهياكل المكملة داخل موقع البناء، وذلك وفقا للتصميمات المطلوب تنفيذها، معماريا وانشائيا في المبني أو الوحدة السكنية، مما يجعل التقنية قابلة للاستخدام في مدي أوسع من عمليات البناء والتشييد مستقبلا، سواء في المباني الضخمة أو الوحدات السكنية الصغيرة.
علوم المواد نواة العمل
علي الرغم من أن الوجه الرقمي في منظومة العمل يخطف البريق أكثر من غيره، فإن الشركة تري أن السبب الرئيس لقصة النجاح التي حققتها تعود بالأساس إلي ابتكاراتها في علوم المواد، التي مكنتها من التوصل إلي مواد بناء جديدة، تناسب العمل بالطابعات ثلاثية الابعاد، وتشغيل الروبوتات في موقع البناء علي نحو كفء، وبحسب الشركة الفضل في زيادة مستوي الميكنة والاعتماد على التقنية في أعمال البناء، يعود إلي مادة مركبة من البوليمرات مملوكة ملكية خاصة، تستخدمها طابعات الشركة ثلاثية الابعاد، وتمكنها من طباعة المزيد من هياكل المبني بسرعة وكفاءة، بأكثر مما كان متاحا في السابق،  بما في ذلك الهياكل المتدلية والأسقف، وتساعد الروبوتات في إضافة التشطيبات الداخلية والخارجية ، بينما يُترك البشر للقيام بالأعمال التفصيلية التي لا تزال بعيدة عن متناول الأنظمة التقنية على مستوي الإنتاج الفعلي. وقد تم اعتماد هذه المادة، والعناصر التقنية المرتبطة باستخدامها، من قبل  برنامج الإسكان المبني في المصنع في كاليفورنيا، كما كانت أول شركة تحصل على شهادة بموجب معيار ” يو إل 3401″ الخاص بتقييم جودة وامان  هياكل وتجميعات المباني المطبوعة ثلاثية الأبعاد.